الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راية «الله أكبر» العراقية هتاف ضد تطرف داعش

طاها يحيا

2014 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تحول إلى صيحة حرب بدعم دولي ضمنه ألمانيا التي مرت مثل العراق بالديكتاتورية والتحالف الدولي في الحرب ضد نظامها النازي الغازي؟!، وهل أسفرت حقبة الاستعمار عن تحول نوعي في فهم القرآن لدى بعض المسلمين، جعلهم يفسرون بعض آياته تفسيرات إيديولوجية دفاعية رافضة للمقاربات الأوروبية، صدتهم عن جوهره الروحي: أي علاقة الإنسان مع الله؟. هذا بعض ما ناقشه باحثون وعلماء من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر عقد على ضفاف نهر Main في مدينة Frankfurt وسط غربي ألمانيا في ولاية Hessen الألمانية، تحت عنوان "آفاق الدين الإسلامي..الفقه والأصول والعقيدة". الصحافية الألمانية Claudia Mende تسلط الضوء على هذا المؤتمر.
تعتبر مادة الفقه وأصول الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية مادة جديدة ما تزال في مهدها، يتم تدريسها منذ ما لا يزيد عن 4 أعوام فقط. منذ عام 2010م تأسست كراسي أساتذة جامعيين متخصصين في دراسات الفقه وأصول الدين الإسلامي في 5 جامعات في ألمانيا. من خلال المؤتمر الدولي المنعقد في مدينة Frankfurt تحت عنوان «آفاق الدين الإسلامي..الفقه والأصول والعقيدة»، مطلع أيلول 2014م عرض هذه المادة الجديدة على الرأي العام الألماني.
تناقش في هذا المؤتمر 175 عالمًا من أوروبا والولايات المتَّحدة الأميركية والوطن العربي وتركيا وجنوب إفريقيا حول إيجاد طرق جديدة لتفسير القرآن، وحول الفقه السياسي والمقاربات النسوية، أيضًا حول مسائل الأخلاقيات البيولوجية وتأهيل مدرّسي الديانة الإسلامية.
بين المشاركين في هذا المؤتمر باحثون من أبرز المدافعين المُعاصرين عن الإسلام الإصلاحي مثل الإيراني «عبدالكريم سروش» وعالم الدين ولاهوت التحرير فريد إسحق من جنوب إفريقيا. المراد من هذا المؤتمر "توثيق طيف ومدى وأهمية الفقه وأصول الدين الإسلامي باعتباره فرعًا من فروع العلم"، كما يقول المدير التنفيذي لمعهد الثقافة والدين الإسلامي في جامعة Goethe في مدينة Frankfurt الألمانية Bekim_Agai.
لقد أصبح المسلمون أخيرًا جزءً من المشهد الأكاديمي الألماني. لكن مع ذلك فإنَّ هذا الاختصاص العلمي الجديد بات مهدّدًا مرة أخرى بخطر "انهيار موضوعه"، حسب تعبير الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية المقيم في مدينة Bern السويرية، بروفسور Reinhard Schulze. ذكر بروفسور Schulze في كلمته الافتتاحية أنَّ الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والأعمال الوحشية المقترفة من قبل متطرّفي تنظيم الدولة الإسلامية أظهرت وجود "تفكُّك في الإسلام" تزداد سرعته بنسبة مخيفة.
وأضاف أنَّ مجتمعات الشرق الأوسط تمر في تحوّل مرحلي، وأنَّ مجال ممارسة الإسلام ممارسة تقليدية مع الإجماع على قيم مشتركة بات يتقلص بشكل ملحوظ. حسب تعبيره ينشأ على الهوامش من ناحية كيان باطني صرف، منغمس في النزعة الاستهلاكية، مثلما الحال على سبيل المثال في دول الخليج.
وعلى الجانب الآخر تقف “الجماعات الإسلاموية المتطرّفة” من السلفيين وحتى تنظيم الدولة الإسلامية- هذه الجماعات التي احتلت مجالاً واسعًا، حتى أنَّها تجاوزت بمعنى الكلمة هذه المجتمعات. فكيف يمكن للفقه وأصول الدين الإسلامي مواجهة ذلك؟.

عبدالكريم سروش، عالم الدين الإصلاحي الإيراني مولود عام 1945م في طهران من أبرز المُفكّرين المُسلمين المُعاصرين يعيش منذ عام 2000م في المنفى، قد عمل في التدريس لدى بعض الجامعات في كلّ من الولايات المتّحدة الأميركية وألمانيا، استحضر تنوّع التفسيرات والآراء في الإسلام، بدا ذلك استحضارًا شبه يائس. يفهم الإسلام على أنَّه "سلسلة من التفسيرات" الشبيهة بسيل من الآراء أكثر من شبهها بمجموعة أساسية ثابتة مكوّنة من حقائق عقائدية محدّدة الملامح. وبفضل ميزه بين الدين بحدّ ذاته والمعرفة الدينية التي لا يمكنها أبدًا أن تستوعب الحقيقة كاملة، يُعتبر عبدالكريم سروش ناقدًا هامًا للإسلام المُسيَّس.
بيد أنَّ مثال عبدالكريم سروش يظهر أيضًا مدى محدودية تأثير المفكرين الإصلاحيين المسلمين في إيران وفي الوطن العربي حاليًا. لم يعد يدور اليوم في إيران أي نقاش تقريبًا حول انتقاده لاحتكار رجال الدين الشيعة للدين، في حين أنَّه لا يلقى في أوروبا أي صدى لأفكاره.
يدور النقاش النقدي حول التقاليد على قدم وساق وتزداد سرعته من خلال إخفاق "الربيع العربي"، لكنه يجري في المقام الأوّل من قبل المسلمين في الوطن الغربي، وفي آسيا وفي تركيا. لذلك كان ظهور الخبيرة السياسية هبة رؤوف عزت من جامعة القاهرة أكثر إثارة للاهتمام. تناولت هذه الخبيرة بالدونية منذ حقبة الاستعمار باعتباره السبب الرئيس لهذا التحوّل النوعي في فهم القرآن. وترى أنَّ الموقف الدفاعي أدّى إلى رفض المقاربات الفلسفية والعلمية الاجتماعية القادمة من أوروبا. تقول هبة رؤوف عزت: "لقد كان بإمكاننا أن نستفيد كثيرًا من التحليلات العلمية الاجتماعية الغربية". لكن بدلاً من ذلك فقد "فسّر المرء في النصوص المقدّسة ما كان يبحث عنه". لذلك بات يجب الآن على العلماء المسلمين - حسب رأيها - التصدّي على نحو متزايد لقراءة القرآن الكريم قراءةً إيديولوجية والعودةُ إلى جوهره الروحي: أي علاقة الإنسان مع الله.
حول التقاليد يسير كذلك لدى عالمات الدين النسويات الإسلاميات في مرحلة جديدة، وتزداد حدّته. وبالنسبة للجيل الأوّل من النسويات الإسلاميات لا يعتبر القرآن من حيث المبدأ ذكوريًا، لكن تفسيره على مر قرون من الزمن من قبل الرجال ولذلك فقد تمت قراءته قراءة متحيّزة. وجاءت محاولة قراءة الآيات القرآنية بشكل مقبول للنساء، بما فيها الآيات التي قد تبدو معادية للمرأة، ملهمةً لأيقونات نسائية مثل أمينة ودود وأسماء بارلاس اللتين تعملان في التدريس الجامعي بالولايات المتّحدة الأميركية.
وفي المقابل فإنَّ عالمات الدين الإسلامي الأصغر سنًا ينظرن إلى هاتين الرائدتين وعلى نحو متزايد بعين ناقدة. إذ فضّلت الأستاذة جاروشا تانر لامبتي، من اتّحاد المعهد اللاهوتي في نيويورك، الحديث في هذا المؤتمر حول فقه المسلمات بدلاً من الحديث حول فقه النشاط النسوي الإسلامي.
وترى الأستاذة جاروشا تانر لامبتي أنه توجد أيضًا آيات في القرآن الكريم لا يمكن فهمها مهما حسنت النوايا بمعنى المساواة في العلاقة بين الجنسين - على سبيل المثال الآية 34 من سورة النساء: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا، حيث يتم تحديد التزام الزوجة بطاعتها لزوجها. أما العثور على إجابات مقنِعة على ذلك فسيكون مهمة الناشطات النسويات الإسلاميات الأصغر سنًا في الولايات المتّحدة الأميركية وفي أوروبا.
ربما يكون التعليق على الأحداث المحيطة بتنظيم الدولة الإسلامية أمرًا أسهل في أطراف العالم الإسلامي. وكان من أشد المنتقدين في هذا المؤتمر المعقود في مدينة Frane القرآن الكريم من منظور علم الاجتماع وحللت عملية تسييس الإسلام البطيئة في المائة عام الأخيرة.
تقول هبة رؤوف عزت إنَّ الصيغة الأصلية لتمجيد عظمة الله، أي هتاف "الله أكبر"، قد تحوّلت في يومنا هذا على الأقل بشكل جزئي إلى صيحة حرب. وتضيف أنَّ بعض المصطلحات الفقهية الأخرى في القرآن الكريم مثل "التمكين" حصلت كذلك على مدلول سياسي.
هذه الخبيرة السياسية، التي عملت في التدريس في كلية لندن للاقتصاد المرموقة، تنظر إلى شعور الشرقيين كعالم الدين فريد إسحق من جنوب إفريقيا. عبّر عن ألم يشعر به في هذه الأيَّام الكثيرون من المسلمين: حيث أعرب عن أسفه الشديد لأنَّ بعض النصوص في القرآن الكريم من الممكن قراءتها كمبرّر لهمجية الجماعات الإرهابية. وبالنسبة للنقاشات الإسلامية الداخلية سوف يكون لذلك تأثيرا بالغ الأهمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 30 - 04:18 )
آيات الجهاد في القرآن الكريم ؛ آيات دفاعيه , و سبق أن بيّنا ذلك كثيراً , تابع :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=48678


2 - التنوخي (ت 384هـ، نشوار المحاضرة)
كريم عين الكريمة ( 2014 / 10 / 1 - 16:31 )

«حدثني جماعة من شيوخ بغداد: إنه كان بها في طرفي الجسر سائلان أعميان، يتوسل أحدهما بأمير المؤمنين علي ع، والآخر بمعاوية، ويتعصب لهما الناس، وتجيئهما القطع دارّةً، فإذا انصرفا جميعاً اقتسما القطع، وأنهما كانا شريكين يحتالان بذلك على الناس».


3 - الى كريم عين الكريمة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 4 - 17:30 )
لماذا لا تشير الى الدكتور علي الوردي في ت2
صحيح ان الوردي كريم و عينه كريمة
الى اللقاء في النشاط الثقافي

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة