الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تنتهي سطوه ونفوذ التيارات الاسلاميه المسلحة السنية والشيعية منها وتولد العلمانية

سعد كريم مهدي

2014 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يخبرنا علم الاجتماع ان كل حركه اجتماعيه تبدأ صغيره ومن ثم تبدأ بالنمو والكبر وكلما كانت الظروف مواتية لها كان نموها اكبر وان نموها وكبرها يكون عادتا أشبه بالصعود الى قمة جبل وفي القمة تكون هذه الحركة الاجتماعية في أوج قوتها وعظمتها ومن ثم تبدأ تتداعى والتداعي هذه أشبه بالنزول من قمة الجبل من الاتجاه الأخر حتى تصل الى القعر وفي القعر تتلاشى وتظهر حركة اجتماعيه أخرى مناهضه لها تسلك نفس السلوك , وهنا أريد ان استخدم منطق علم الاجتماع هذا في تفسير المد الإسلامي الشيعي والسني كظاهرة اجتماعيه كان وجودها يكاد معدوم في منتصف سبعينيات من القرن الماضي وصلت علمنه المجتمع وانفتاحه الاجتماعي على الحضاره الانسانيه والذي يعتبر النقيض لمنطق الإسلام السني والشيعي الى قمته بعد مرحله من الصعود بدئها مع سقوط دوله الإسلام العثمانية في مطلع القرن الماضي حتى وصل الى منتصف السبعينيات وكانت هذه القمة هي نفسها نقطه البداية للنزول من هذه القمة في المرحلة اللاحقة وفي نفس الوقت كانت هي البداية للتيارات الاسلاميه السنية والشيعية لان تمد نفوذها الذي كان يقضم من نفوذ العلمنة داخل هذه المجتمعات ولتكون بدايتها للتسلق الى القمة الهرمية وتحقيق النفوذ الكامل على هذا المجتمع بعد التداعي المستمر للعلمنة ونزولها الى القعر وابرز الحوادث التي ساعدت هذه التيارات في الصعود الى القمة الهرمية وأعطتها دفعات أضافية سواء كان للمد الإسلامي الشيعي أو السني هي ,,, ففيما يتعلق بالمد الإسلامي الشيعي بالتأكيد هو صول نظام الملالي في إيران الى السلطة بعد تصفيه العلمانيين وعلى رأسهم حزب توده الشيوعي الذي حرض الشعب الإيراني على الثورة ضد نظام الشاه وبعد إفراغ إيران من كل كوادره العلمانية من خلال الإعدامات والاغتيالات والتهجير لكل هذه الكوادر ومفكريها وبذلك انفردوا بالسلطة وحولوها الى سلطه دينييه شيعيه ومن ثم استخدموا موارد الشعب الإيراني لنشر مشروعهم الطائفي في المناطق التي فيها تواجد للطائفه الشيعية بعد ان نزع منهم الولاء الوطني الذي صنعته العلمانية وزرع بدلا عنه الولاء الطائفي الذي يجير في نهاية الأمر لخدمه مصلح الملالي ودولتهم الدينية مستخدمين القضية الفلسطينية كستار لهذا التدخل وكانت الوسيلة التي استخدموها لتغير الولاء الوطني هي تزويدهم بالمال والسلاح بعد غسل عقولهم بدين هذه ألطائفه فالمال والسلاح هو قوه كبيره وعندما تكون هذه القوه بيد غير ألدوله تتحول الى فتنه تفكك بنيه المجتمع وقد وصل هذا المشروع الطائفي الإيراني الى قمته بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بعد ان استطاع ملالي إيران من ان ينتزعوا العراق من الاحتلال الأمريكي ليحتل من قبلهم وفي نفس الوقت كانت هذه ايظا هي نقطه التراجع من القمة التي وصل إليها المشروع هذا الإيراني اما المشروع الطائفي السني فانه ايظا بدأ في منتصف سبعينيات القرن الماضي وابرز الحوادث التي ساعدت على نموا هذا المشروع هما حادثتان الأولى هي قيام المخابرات الامريكيه بزراعه تنظيم مسلح ديني إسلامي سني متطرف في أفغانستان أطلقوا عليه اسم تنظيم القاعدة إثناء احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان وكانت الغاية من زراعته هو مقاتله الجيش السوفيتي بعد ان غسلوا عقول مقاتلي هذا التنظيم بان الجيش السوفيتي هو جيش ملحد كافر ومقاتلته واجب ديني حسب عقليه التطرف الإسلامي السني وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي انتفت حاجه المخابرات الامريكيه لهذا التنظيم المسلح لذلك سحبت يدها منه لكن هذا التنظيم لم يمت لأنه قد اتسع وأصبحت له قاعدة شعبيه كبيره داخل أفغانستان وخارجها وهذا ما جعله يتسلق الى السلطة في أفغانستان ويقيم دولته الاسلاميه فيها وتحولت عدائية الى أمريكا التي صنعته وكانت اخر الضربات التي وجهها هذا التنظيم هي ضربات الحادي عشر من سبتمبر وكانت رده فعل أمريكا المتهور هو الاحتلال المباشر للعراق وأفغانستان لان هذا التهور أعطى ألفرصه لهذا التنظيم بان ينقل قواعده القتالية من أفغانستان وباكستان التي تعتبر من المناطق التي تتصف بالفقر القمع الى مناطق الثراء في العراق مع وجود حاضنه سنيه قويه لها داخل العراق خصوصا بعد ان عمدت أمريكا الى إنشاء نظام حكم في العراق يعتمد على المحاصصه الطائفية فيه وسلمت السلطة الحقيقية الى الأحزاب الشيعية الذين يعتبرون العدو الفكري التقليدي للفكر السني طيلة مراحل التاريخ وما أعطى فرصه اكبر لنمو هذا التنظيم أكثر فأكثر هو تداعي نظام الحكم في سوريا والذي تحكمه السلطة العلوية والحليف الاستراتيجي لإيران صاحبه مشروع التمدد الشيعي في المنطقة بعد أحداث ما يسمى البيع العربي وهذا النمو الكبير جعل هذا التنظيم يتمدد على مساحات واسعة من العراق وسوريا مع اختلاف التسميات تقدر بمساحه دوله , اما الحادث الثانية فهي الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه انور السادات أثناء فتره حكمه لمصر بإخراج الأخوان المسلمين من السجون والسماح لهم بالعمل السياسي وفعله هذا لم يكن بدافع وطني وإنما كان غرضه منه هو ايجاد قوه تقف بوجه الناصريين أصحاب الفكر اليسار التقدمي والذي كان يطلق عليهم هو شخصيا ( ناصريين يلبسون ثوب الشيوعية ) وخطورة الأخوان المسلمين تكمن في كونهم الأب الروحي لكل التنظيمات المسلحة خصوصا من يعتنقون أفكار زعيمهم الذي أعدمه عبد النار سيد قطب الذي اخرج فكر هذا التنظيم من مشرعه الدعوي الى ألشرعنة لادلجه المسلمين وتسليحهم بغيه أقامه ألخلافه الاسلاميه وفعلا نجحوا الأخوان المسلمين في مد جذورهم في ثنايا الشعب المصري ونشر أفكارهم الاسلاميه بعد ان نزعوا منه فكرهم التقدمي وانفتاحهم الاجتماعي لتجعلهم منغلقين على فكرهم الديني وهذا ما جعل نفوذهم يزداد بزيادات مضطردة داخل المجتمع حتى وصلوا الى السلطة بعد أحداث ما يسمى الربيع العربي وكان هذا الوصول هو القمة التي وصل أليها هذا التنظيم وفي نفس الوقت هي نقطه البداية للتراجع لهذا التنظيم ولكون الشعب المصري لا زال يمتلك كم جيد من الثقافة خصوصا في طبقاته الوسطى كان تراجع وسقوط الأخوان المسلمين سريعا جدا ولم يستمر أكثر من سنه .

والسؤال الذي يطرح نفسه هو متى ينتهي هذا المد الديني الإسلامي السني والشيعي في المجتمع العربي وتستعيد هذه المجتمعات عافيتها العلمانية ؟
بلا شك ان سقوط مشروع ألدوله للإخوان المسلمين قد اسقط الجانب الفكري للمد الإسلامي السني لهذا المشروع اما التنظيمات الاسلاميه المسلحة السنية والشيعية منها سواء كان داعش أو جبهة النصر أو اي
مسمى للتنظيمات السنية فوجودها مرتبط بوجود المشروع الشيعي لإيران في المنطقة والذي تنفذه السلطة العلوية في سوريا ومعها حزب الله اللبناني والميليشيات الايرانيه والعراقية وكذلك والحوثين الذين تحركوا عسكريا في اليمن وطالما أصبح السلاح هو لغة فرض النفوذ الوحيد بين المشروع الطائفي الشيعي الذي تتزعمه إيران وبين المشروع الطائفي الذي يتزعمه ألان تنظيم داعش ومعه كل التنظيمات الاسلاميه السنية المسلحة فأن سقوط وتلاشي وانتهاء هذان المشروعان سوف يكون في نقطه واحده وعلى الأغلب يكون مع سقوط النظام السوري وتعديل مسار العملية السياسية في العراق اما التمدد الكبير الذي أنجزته داعش وجبه ألنصره في سوريا والعراق فهو فقط لتوازن القوى بين المشروعان الطائفيان ومن الطبيعي يكون التيار العلمانية هي البديل لهذان المشروعان وقد يكون هذا الكلام غير مقنع في الوقت الحاضر بسبب الضعف الذي نلحظه على هذا التيار لكني أقول في نفس الوقت ان نموا هذا التيار مرتبط بضجر عامه الناس داخل هذه المجتمعات فكلما كانت الكوارث التي يسببها هذا السلاح الطائفي الذي يتقاتل فيما بينه قاسيه على المجتمع يصبح الترويج الإعلامي للقبول بالمشروع الطائفي ضعيفا ويقل قبول الناس داخل المجتمع له حتى يتلاشى ويكون مقابل ذلك قبول أكثر للتيارات العلمانية على حساب المشروع الطائفي فالناس عادتا تفضل الأمان حتى على لقمه العيش وهذا ما يجعلني أقول ان مع سقوط المشاريع الطائفية السنية والشيعية سوف نجد تيار علماني كبير كان يكبر تدريجيا في الظل يستطيع ان يقيم دوله مواطنه تفرض هيبتها على عموم المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 1 - 03:31 )
تابع :
مناظرة العلمانية و الإسلام : د. هيثم طلعت و مصري ملحد :
http://www.youtube.com/watch?v=RJijFFi01aA


2 - سرقت مقاطع من مقالة السيد السندي!
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2014 / 10 / 2 - 08:09 )
فقط لكون المقالة مهمة جدا يجب ترويجها و تكثيرها مع التقدير!
1: الأشكال الاول في مجتمعاتنا السنية والشيعية هو الجهل والذي هو خير سلاح بيد الطغاة ؟

2: إنعدام الطبقة المثقفة الثورية ، نعم هنالك مثقفون كثر في بلداننا ولكنهم يفتقرون للروح الثورية ، أي عدم وجود الطاقة الكافية للتفجير لتحريك عجلات التقدم في المجتمع ؟

3: مشكلة المد الشيعي ( الخميني) أنه حدث قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وهذا قدر حزب تؤدة (الحزب الشيوعي الإيراني) الذي كانت خطورته لاتقل وقتها عن القاعدة وطالبان الان ، وفي النهاية هو من سيقضي على المد الخميني العفن بعد إشتعال كل المنطقة ؟

4: بالنسبة للمد السني بالحقيقة هو ليس رد فعل للمد الشيعي بدليل تأسيسه حتى قبل أختلاق خميني ، ومصيبة هذا المد أنه من صنيعة الاستعمار البريطاني واليوم الامريكي!

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah