الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناهضة وحشيّة ما يسمّى ب-الدولة الإسلاميّة في العراق والشام-

رجاء بن سلامة

2014 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعوة المثقّفين التونسيّين إلى مناهضة وحشيّة ما يسمّى بـ"الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" (داعش)
نحنالمثقّفين التونسيّين، الديمقراطيّين والليبراليّين والتقدّميّين، نعلن تمسّكنا بالقيم الكونيّة الإنسانيّة، وبمبدأي التطوّر والحريّة، ونعبّر عن قلقنا الشّديد من تنامي الأصوليّة الجهاديّة مجدّدا عبر ما يسمّى بـ"الدّولة الإسلاميّة في العراق والشام"، وقد استغلّ هذا الكيان وضعيّة الهشاشة التي عليها دولة سوريا، ووجود حرب أهليّة طاحنة فيها، النّزعة الطّائفيّة والصّراعات الأتنيّة في العراق، ليستقرّ بين هاتين الدّولتين العريقتين، بواسطة الغزو والنّهب، وبغاية ترويع السّكّان وقتلهم، والقضاء على غير المسلمين، بل وعلى المسلمين أيضا، وكلّ ذلك باسم خلافة يدّعي أنّها إسلاميّة.
إنّنا نعبّر عن ذهولنا من الوسائل المروّعة والهمجيّة التي يستعملها هذا الكيان العصيّ على التّحديد والساعي إلى تقسيم الإنسانيّة إلى "طيّبين" هم أتباعهم، و"أشرار" حكم عليهم مسبقا بالجحيم لعدم انصياعهم إلى "الشّريعة الإسلاميّة".
وإنّنا نعبّر عن استنكارنا الشّديد لممارسات الإبادة التي تستهدف الأقليّات غير المسلمة من يزيديّين ومسيحيّين وأكراد، وممارسات قطع رؤوس الغرباء والصحفيّين والسيّاح، وبثّ ذلك عبر فيديوهات يتلقّفها هواة التلصّص على الشبكات الاجتماعيّة ومريدو مواقع هؤلاء الإرهابيّين على الإنترنت.
وإنّ الإجراءات السّريعة التي يتّخذها هذا الكيان الإجراميّ تذكّرنا باضطهاد غير المؤمنين والمهرطقين من طرف رجال الكنيسة الكاثوليكيّة، كما تذكّرنا بالهمجيّة النّازيّة ومحارقها، وتذكّرنا بمجانين الله في 11 سبتمبر 2001، وهؤلاء جميعا، وإن بطرق مختلفة، منحوا لأنفسهم "الحقّ" بالحكم على الإنسانيّة وتقسيمها إلى مؤمنين وغير مؤمنين أو آريّين وساميّين حسب معاييرهم الدغمائيّة أو العنصريّة.
وإنّنا نؤكّد أنّ إسلام المسلمين العاديّين لا يمكن أن يكون سوى إيمان وحبّ وتوافق ورحمة، في حين أنّ إسلام داعش الحربيّ ليس إلاّ إرهابًا ووحشيّة وجريمة ورعبًا وبهيميّة، وأنّ الإيمان كان وسيظلّ مسألة فرديّة وخصوصيّة، لا قضيّة جماعيّة، وهذا هو شأن كلّ معتقدات النجاة والخلاص.
وإنّنا باسم القيم الأساسيّة للإنسانيّة وباسم العقل والقانون والأخلاق والحريّة، نندّد بشدّة بوحشيّة دولة داعش الإسلاميّة التي بلغت، في هذا القرن الحادي والعشرين، حدّها الأقصى من الإرهاب وترويع الأقليّات.
وإنّنا نندّد كذلك بالدّول والقوى والدكتاتوريّات والكيانات المختلفة من مختلف المشارب التي ساهمت في خلق دولة داعش الإسلاميّة واستعملتها وساعدت على توسّعها مهما كانت وسائلها في ذلك : إمّا بمدّها بالأسلحة أو الموارد الماليّة أو التسهيلات مختلفة (ديوانة، مرور حدودي، جوازات سفر).
وإنّنا ندعو القوى الخارجيّة، الغربيّة والعربيّة أو المسلمة، كما ندعو حكّامنا في تونس أنفسهم، إلى تغيير سياستهم جذريّا إزاء كلّ هذه الجماعات الإرهابيّة الإسلاميّة، بالكفّ نهائيّا عن استعمالهم أو استغلالهم أو تأليب بعضهم على بعضهم الآخر لأيّ سبب من الأسباب، خدمة لأغراضهم السياسيّة والاستراتيجيّة، فإنّ هذا الاستخدام قد يؤدّي ذلك إلى نشوب مآسٍ جديدة وإباداتٍ عرقيّة وجرائم ضدّ الإنسانيّة.
وندعو أيضا القوى الخارجيّة إلى دعم مسارات التحوّل الديمقراطي في الدّول العربيّة وإتاحة جميع الوسائل الممكنة لمساعدتها على الخروج من صعوباتها الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة الرّاهنة، حتّى يتمّ تجفيف منابع الإرهاب وما ذلك إلاّ لما فيه خير المجموعة الدوليّة والمبادئ الكونيّة.

الممضون:
حاتم مراد (علم سياسة)، رضا الشنوفي (فلسفة)، رجاء بن سلامة (آداب وتحليل نفسيّ)، عبد المجيد الشرفي (حضارة)، دلندة لرقش (تاريخ)، علي المزغنّي (قانون)، مولدي لحمر (علم اجتماع)، عبد المجيد لرقش (تاريخ)، حمادي الرديسي (علم سياسة)، محمود بن رمضان (اقتصاد)، حبيب القزدغلي (تاريخ)، محمد صالح بن عيسى (قانون)، ألفة يوسف (حضارة)، سليم اللغماني (قانون)، عماد المليتي (علم اجتماع)، منية بن جميع (قانون)، شريف الفرجاني (علم سياسة)، كلثوم مزيو (قانون)، أمين محفوظ (قانون)، مليكة ولباني (فلسفة)، سناء بن عاشور (قانون)، سلوى الشّرفي (اتّصال).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لِمَ لم تذكروا اضطهادات ما قبل الكنيسة الكاثوليكية
ليندا كبرييل ( 2014 / 10 / 1 - 09:35 )
الأستاذة رجاء بن سلامة المحترمة

أحترم دعوتكم وأحييكم

أستاذة
هل لك أن تشرحي لي لماذا ذكّركم هذا الكيان الإجراميّ باضطهادات الكنيسة الكاثوليكيّة،ثم تابعتِ ذكر الاضطهاد في العصر الحديث عن الهمجيّة النّازيّة ومحارقها، ومجانين الله في 11 سبتمبر 2001؟

ألم تذكركم داعش بالتاريخ القديم أيضاً ؟ امتد الاضطهاد من بدء نشوء الكنيسة المسيحية، وتابعه الإسلام على قدم وساق وفيه ما تستند إليه داعش، ثم جاءت الحروب الصليبية، لماذا قفزتم فوق هذه المرحلة التي أّسست لمذابح اليوم؟

تفضلي احترامي


2 - دين افيون امريكي لتدمير التقدم من بن لادن إلى داعش
علاء الصفار ( 2014 / 10 / 1 - 13:08 )
تحيات الاستاذة رجاء بن سلامة
انجر الكثير لل (جامع _كنيسة) كأن البشر اليوم عرفوا للدين قيم متخلفة ودموية فكل الاديان هي نتاج عقل عبودي تملك آيات إهانة المرأة وطرد من جنة وحروب صليبية بربرية وقتل للنساء ذات الشعر الاحمر داخل الكنيسة بتهمة قابلية السحر ومع اغتصاب الفتيات و قتلهم داخل صوامع الكنيسة,ففضحها الادباء العمالقة(مثال احدب نوتردام لارنست همنغواي) أما الجوامع والاسلام فقد خطا على هدى اليهودية والمسيحية وصارت حرب فتح وسبي نساء وقتل للعلماء فكما قتل غاليلو قتل الحلاج!لا اريد ان اطيل لكن امر داعش أبعد من الدين وهو سلاح لتدمير الشعوب العربية عن طريق الصراع الديني تقوده امريكا وإسرائيل وكما دمروا أفغانستان فكان جورج بوش مسيحي وعلماني مؤمن كهتلر وكما بن لادن مسلم مؤمن.وان الله يجب الز ناد يق المؤمنين
داعش هاجانا قرن ال21 وكما صحا الفلسطيني على الهاجانا يصحا العراق على داعش!

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=HZg88k1W8I0
https://www.facebook.com/video.php?v=1015227667760140121 . فالى توجه علماني يساري ثوري يخرج عن الصراع الديني الذي يتبج البعض به وينسوا خطط امريكا


3 - بداية الإسلام
طاهر مرزوق ( 2014 / 10 / 1 - 13:32 )
الدكتورة/ رجاء بن سلامة
أحترم قلمك جداً وأتابعه لكننى هذه المرة لا أتفق مع ما جاء فى المقال، بل أتفق مع تعليق السيدة ليندا كبرييل وأضم سؤالى لسؤالها: لماذا لم تذكرى غزوات رسول الإسلام وغزوات صحابته؟ ألا تعتقدين بأنها كانت مجازر وأستعمار أستعبد سكان البلاد الأصليين وأصبح المسلمين هم أسياد البلاد المفتوحة المستعمرة يحكمونها حتى اليوم؟
إن داعش تطبق شريعة الإسلام الواضحة ولا أريد أن تفعلى مثل أوباما وكاميرون ووزيرة داخليته عندما يقولون أن الإسلام برئ من أعمال داعش ولم يتركب مسلم أو صحابى مثل ما أرتكبته داعش وبقية الإرهابيين بأسم شريعة الإسلام؟
وشكراً لك


4 - أساتذة الحضارةوالقانون غير منصفين أستاذ طاهر مرزوق
ليندا كبرييل ( 2014 / 10 / 2 - 03:09 )
بعد إذن الأستاذة القديرة

الأستاذ طاهر مرزوق المحترم

أسماء طويلة عريضة عميقة في العلم غزيرة في العطاء محنّكة في الحوار

اثنان وعشرون اسماً كريماً تباحثوا وتناقشوا ثم خرجوا بهذا البيان

معذرة، أنا وإن كنت لم أتعرف إلى إنجازات الأساتذة المحترمين المذكورين في البيان لكني أعرف جيداً الأستاذة رجاء بن سلامة، التي وقفت وقفات جسور في مناقشاتها الحامية

كان أملي بالأستاذة رجاء أن تجيبنا على الأقل وتوضّح.. لنا نحن منْ نثق بآرائها ونقف في صفّها

شكراً أستاذ طاهر مرزوق المحترم
أكتفي بمعاضدتك لرأيي

مع احترامي لكم جميعاً

اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط