الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفات الإرهاب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك أن كل عاقل ينظر إلى القضية الأمنية العالمية التى يهددها الخطر الإرهابى، يكتشف وجود تحالفين الأول هو التحالف العالمى لمكافحة إرهاب داعش وأخواتها، والتحالف الثانى هو التحالف العالمى لممارسة الإرهاب تمويلاً وتدريباً وتجنيداً وتنظيماً لتلك التنظيمات التى سيتم مكافحتها فى المستقبل، التحالف الأول قائم على قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومعروف للجميع وتشترك فيه أكثر من أربعون دولة، الغالبية تقدم الدعم المعنوى لأمريكا قائدة التحالف فى بدء الحرب وبعض البلاد الأخرى قررت الأشتراك بالضربات الجوية، هذه الحرب لها بداية لكن ى يوجد فترة زمنية لإنتهائها لأنها حرب ليست موجهة ضد دولة معينة وجيش نظامى معروف وعلى أرض مكشوفة، كل هذا لا وجود له أمام التحالف العالمى لمكافة إرهاب داعش وبقية التنظيمات الإسلامية فى الدول العربية.

التحالف الإرهابى الأول العلنى يتغافل عن أدوار التحالف الإرهابى الثانى الغير معلن والخفى عن عيون البسطاء، لكنه لم يعد خفياً ما تقوم به تركيا وقطر وإيران وما تقدمه لتلك التنظيمات الإرهابية بالتنسيق مع التنظيمات الإسلامية التى تصف نفسها ظاهرياً بالمعتدلة، وهى التى تساعد أمريكا وبريطانيا فى خططها الخفية بتقديم الدعم العقائدى والأيديولوجى لتلك التنظيمات، وأكبر تلك التنظيمات التى تفضل أمريكا والإتحاد الأوربى تسميتها وسطية ومعتدلة، هو تنظيم الإخوان المسلمين المنتشر فى كل بلاد العالم الذى أخذ الضوء الأخضر من بريطانيا فى نشأته، ثم أحتضنته أمريكا وبقية الدول الأوربية لتحقيق مصالحهم القومية، وتحول الإخوان الأوربيين أو الإخوان الأمريكيين إلى المنبع الذى يقدم الشروحات والتفاسير والفتاوى الدينية، وهمزة الوصل بين أمريكا والجماعات الإرهابية التى تخرج وتتكون تحت عباءتها الوسطية وتتغاضى عنها أوربا وأمريكا.

إذن نحن أمام تحالفات للإرهاب البهلوانى الذى يتلاعب بكل القوانين والأخلاق الإنسانية، إلى جانب ما سبق تقوم أمريكا قائدة العالم أو ماما أمريكا العرب بتسهيل دخول الأموال إليها للإستثمار فى مشاريع تخدم بلادها وشعبها، لكن عندما تجد أن تلك الأموال أصبحت خطراً عليها وعلى مصالحها تقوم بتجميد تلك المشاريع وأموالها فى البنوك، أى أن أمريكا تقوم بأستنزاف الإرهاب حتى آخر نقطة دم وآخر فلس أو درهم فى حياة وجيوب الإرهابيين الذين هم دائماً يسمون أنفسهم تنظيمات إسلامية، والعرب أو المسلمين فى وادى آخر لديهم أموال النفط الذين يدفعونها للأمريكيين للدفاع عنهم ضد الإرهابيين، هل هو غباء أم ذكاء عربى؟ هل أعتقاد العرب أن الله سخر لهم الكفار الأوربيين والأمريكيين ليصنعوا ويخترعوا لهم ما يشاءون من وسائل الحياة الدنيا هو أعتقاد ذكى؟

والملاحظ أن الإرهاب موجود ويمارس فى اليمن وليبيا ونيجيريا ومالى والصومال وسيناء مصر وليس فقط فى سوريا والعراق، لكن يبدو أن التحالف العلنى للإرهاب لا يهتم بما يحدث بتلك البلاد، بأعتبار أنها صراعات قبلية وتسويات داخلية لتلك البلاد مما يعنى إذا قتل المئات وخطفت البنات وبيعوا فى سوق النخاسة فهى شئون داخلية، أخلاقيات الغرب لا تسمح لهم بالتدخل وإنقاذ تلك البلاد من الإرهاب والفقر وهذه هى الديموقراطية والشرعية التى تدافع عنها أمريكا وأوربا، والذى شجعهم على هذا هو السلوك العربى الإسلامى تجاه مواطنيه من تجاهل لأعمال وأفعال تلك الجماعات الإرهابية التى أفرادها مسلمون يكفرون ويقتلون بكل حرية، وكأن المجتمعات العربية التى تعمل تلك التنظيمات على أرضها لا تراها ولا تشعر بحوادث الإختطاف والقتل وقطع الرؤوس.

كل هذا يعطينا مجموعة أفكار منها على سبيل المثال أن هذا الصمت العربى الذى يكتفى بالإدانة يكتنفه الشبهات، وهذا لا شك فيه ويكفينا الرجوع بالذاكرة عندما خرجت الرسوم الدنماركية والفيلم الهولندى، وجدنا الشوارع العربية أصبحت طوفان بشرى يخرب ويقتل متاجر وبيوت ومعابد الكفار العرب الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما أرتكبه الهولنديين والدنماركيين، لأن عيون العرب تبصر النملة على أراضى الكفار لكنها عاجزة عن رؤية آلاف الجثث والرؤوس المقطوعة والمشردين، لأن مرتكبى تلك الجرائم الوحشية هم مسلمين وباسم الإسلام يقتلون البشر ولم تخرج مظاهرة واحدة تندد وتدين هذه التنظيمات، لكن أكتفى رجال الدين والدنيا العرب ببيانات الإدانة ومنهم من يدين علنياً وفى الخفاء يشارك فى تكوين تلك الجماعات ودعوة محبى رفعةالإسلام التبرع لها ليكتب لهم فى سجل حسناتهم فى الآخرة.

إذن نحن أمام عنف وتطرف وتعصب جمعى مفتاحه فى أيدى رجال الدين الذين يبادرون بتهييج الشارع الإسلامى، دفاعاً عن الله ورسوله ودينه قبل أن تقوم التنظيمات الإرهابية بواجبها الإرهابى الذى شرعته لنفسها، تحالفات مع الإرهاب أو ضده، إلى متى ستكافح أمريكا والغرب هذا الإرهاب والعرب يستمتعون بشراب حليب الماعز والأغنام والإبل، وأين الحل؟

الجواب فى المقال القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah