الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات متناثرة 2

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2014 / 10 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


• حصاد التكرار:
هل شعرت بالإحباط، وأنت تصغي إلى أحد أصدقائك الذين لم ينفلتوا بعد من شرنقة التكرار الممدود، وهو يقص عليك ذات القصص التي تتعلق بأحداث حدثت منذ مدة طويلة لكليكما؛ حتى أمكنك أن تتنبأ تقريباً أثناء حديثكما عن أية قصة سوف يحكيها، ومتى يكون ذلك؟!..
وهل شعرت بنفس الضيق والتذمر من التكرار اللانهائي، ونعت المتورطين بآليته واغوائه، بأنهم عاطلون عن الابتكار، عندما تقوم الكتب والمطويات والدوريات على أنواعها، ووسائل الإعلام على تعددها، بتكرار الكتابة، وتكرار الحديث بالصوت والصورة، عن أحداث تاريخية مضت، ربما تستطيع أنت القيام بتدريسها كمعلم حرّ؟!..
من السهل أن ندرك، أن الذين يشعرون بملل التكرار، وعدم القدرة على مهادنته، هم أنفسهم يفعلون نفس الشيء في أماكن عبادتهم!
أليست الأديان تعني بسرد القصص مرة تلو الأخرى، ألا نردد ذات القصص المرتبطة بكتبنا المقدسة؛ حتى صارت جزءاً من عقلنا؟!..
ان سرد القصص الدينية، وإعادة تداولها، تربطنا بإيماننا بالله، مثلما يربط الصديق حياته مع الآخرين عن طريق تكرار قصصه القديمة، وكما يفعل الكتاب والمؤرخون، بربط ضمائرنا بالمعرفة الاباديّة الافنائيّة بحق الشعوب؛ لتذكيرنا الدائم بالجرائم الوحشية ضد الإنسانية؛ فيصبح ضحايا الماضي المظلم، فداء عن ضحايا المستقبل!...

• ماذا يحدث عندما نهنيء الآخر؟:
البعض، ممن أوتوا التعصب، يعتقدون أن تهنئة الآخر بعيد من أعياده الدينية، يعني أعتراف المهنيء بإيمانيات الآخر، التي لا يعترف هو بها!
ألا يدركون أن رئيس أي دولة ـ بحكم منصبه ـ، يهنيء كافة رؤساء دول العالم، وشعوبهم، بأعيادهم، وقد تكون دينية، وهذه الدينية لا يعترف بها، ومع ذلك يبقى الرئيس المهنيء على معتقده!
وألسنا نلقي بالتحية على أشخاص قد لا نعرفهم، ولا نعرف معتقداتهم، ومع ذلك فهذه التحية لا تعني تأييدنا لشخصيته، ومعتقداته، وتصرفاته!
تهنئة الآخر، أو تحيته، هي اعتراف بوجود الآخر، واحترام الآخر، الذي هو إنسان، مثلنا، يشاركنا الحياة على وجه البسيطة، وكواجب ديني، وكواجب إنساني، يجب أن نشاركه وجدانياً، فنفرح لفرحه، ونحزن لحزنه.
إن إيماننا لن يغيّره تهنئة الآخر!...

• العيديّة.. تقطع الروابط:
عندما يقترب العيد، يفكر الأولاد في العيديّة ، كما يفكر الآباء!
الفارق بين التفكيرين، هو الفارق في الموارد المادية بين يد أب ويد أب آخر، ويكون هذا الفارق عميقاً، وسبباً في الإحراج، والأضطراب، والهم!
فقد يعطي شخص ميسور الحال، عيديّة كبيرة لإبن أحد أقربائه، أو أصدقائه، أو معارفه، بينما يكون الأب الآخر ، بسيط الحال؛ فلا يستطيع مبادلته بالمثل؛ فتكون العيديّة عذاباً للأب أكثر منها فرحة للإبن!
أعرف رجلاً، عندما كان يذهب ليُعيّد على أهل بيت عائلته، كان لا بد أن يمرّ، في ذهابه وايابه، بجوار منزل أحد أقاربه. وكان يتمني في قلبه، ألا يراه .. ولكنه كان يراه، ويحزن لأنه لا يزوره!
لقد كانت امكانيات هذا الرجل الماديّة، أقل بكثير من رفاهية الخضوع للعادات والتقاليد؛ فاختار أن يحتمل خزي العتاب، عن أن يحتمل ألم العذاب!
فان كانت العيديّة عطاء محبة؛ فلا يجب أن تكون سبباً في قطع روابطها!
وليكن التزاور والترابط والتآخي، أهم بكثير من عادة: "العيديّة" في هذا الزمن، الذي برغم ثرائه، لا يزال الزمن الصعب!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي