الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل أن تلقي زجاجة المولوتوف ....اقرأ هذا الكتاب- الجزء الحادي عشر

نبيل هلال هلال

2014 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وإذا قيل إن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب , صاح بعضهم بأنه ليس للشعب أن يحكم فالحاكمية لله , بتحريف متعمد لمعنى الحكم , فليس المقصود منه الحكومة والإدارة وإنما يراد بالحكم"القضاء" .
ونسوا أن الديمقراطية هي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه لصالح الشعب ,كل الشعب وليس لطبقة دون أخرى فضلا عن أن تكون الطبقات المستفيدة هي طبقة الحاكم والنبلاء والكهنة والإقطاعيين , فالله لا يرضى أن يُحكم الناس لغير مصلحة الناس جميعا دون استثناء .
وانتصر الخليفة المستبد الأموي لأسرته الأموية , وحَّول الأمويون الإسلام إلى حلف عقائدي يجمع العرب ويخصهم بامتيازات دون الموالي , وذلك في مصادمة مباشرة ومبكرة لطبيعة الإسلام العالمية. وبعدهم الخلفاء العباسيون اعتمدوا على العنصر الفارسي ثم التركي دون العرب , وانتهى الأمر باعتماد الخليفة العثماني على الانكشارية وهم في الأصل غير مسلمين .
وبعد الفتنة الكبرى عاد ليترسخ المفهوم القبلي في صورة الانتصار للأسرة -الأموية وبعدها العباسية-وتراجع مفهوم الأمة بعد إرسائه أيام النبي والشيخين , إذ وقع الرعيل الأول في أسر ثقافة القبيلة والحكم القبلي والانتصار للعشيرة على حساب الدولة . فالنظام القبلي الحاكم استتر إلى حين وأخفى بعض معالمه التي لم تكن لتمكنه من السيطرة على إمبراطورية فاقت حدودها حكم القبيلة . وظل الحاكم في حقيقة الأمر هو شيخ القبيلة أو الأب الذي تُعتبر معارضته عقوقا وخروجا على الأصول الأخلاقية للقبيلة والأسرة . ولا يزال المفهوم القبلي هو السائد حتى الآن , إذ انتكس مفهوم الدولة - الجامعة لكل الأعراق والأجناس والألوان- التي جاء الإسلام ليضعها دون تمايز في إطار إنساني واحد , وحال المفهوم القبلي دون عالمية الإسلام الذي يحصل غير المسلم بمقتضاها على حقوق لا"يفرضها"له غير الإسلام .
ويقوم النظام النيابي على مسؤولية الحاكم وسلطة الأمة , وطوال تاريخنا الإسلامي- حُكم الخلافة - لم يكن الحاكم مسؤولا قط أمام شعبه "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون", ولم يكن للأمة أي سلطة إذ يفعل بها السلطان ما يشاء . وإذا كان الزنا بمعنى من المعاني هو استحلال الحرام والتمتع بدون وجه حق بما للغير مما لا يجوز حيازته والاستمتاع به , بهذا المعنى يكون الملوك المستبدون قد زنوا بالأمة كلها نساء ورجالا,وإذا كان اقتراف الفاحشة يثبت بشهادة أربعة شهود عدول فإن عبث المستبد بشرف الأمة لا تثبته شهادة الأمة بأسرها إذ سقط حقها في الدفاع عن عرضها وشرفها , ومشايخ السلطان جاهزون بفتاواهم لدرء الحدود عن ولى النعم .وظن مشايخ المنابر أنهم ينافحون عن الفضيلة بالدعوة إلى حظر الاختلاط , وتوعُّد من تتطيب بالعطر , إذ انحصر فهمهم للشرف على دائرة الجنس واشتهاء المرأة , ولم يعْنِهم في كثير أو قليل شرف الأمة بأسرها وقد أهدره الفرعون وجنوده على مرأى ومسمع من الكهنة . )(يتبع).من كتابنا :خرافة اسمها الخلافة-لنبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة