الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الشعوب الى النجاح

هانى مراد

2014 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طريق الشعوب الى النجاح

لماذا نجحت بعض الشعوب و ارتقت الى أعلى الدرجات بينما تخلفت شعوبا أخرى؟
بالتأكيد توجد عوامل كثيرة منها
- -- الابتعاد عن الخرافة
تبنى المنهج العلمى فى البحث و ادارة شئون الحياة.
انتهاج الديمقراطية.
المساواة و العدل بين الناس و خضوعهم لسلطة القانون.
و لكنى اود ان اشير لعامل اخر هام و حيوى جدا فى سبيل ارتقاء
الشعوب و الافراد ألا و هو النقد الذاتى.
الشعوب التى تتقدم و تتطور هى الشعوب التى لديها القدرة اكثر من غيرها على
المكاشفة و المحاسبة ، القادرة على انتقاد حاضرها و مراجعة و تقييم ماضيها.
هى تلك الشعوب التى لم تعتبر زعمائها و رموزها الوطنية فوق النقد و المحاسبة و المسألة
أياً كان موقعهم و بطولاتهم و انجازاتهم.


نحن للأسف فى منطقتنا العربية لدينا الكثيرمن المحرمات و الخطوط الحمراء التى لا نريد الاقتراب منها و لدينا نزعة فى تمجيد الماضى و رموزه أياً كانت سقطاته, و نخشى فتح ملفات حاسمة تحدد مصير أمتنا و مصير ومستقبل الأجيال القادمة.
لقد رفع هتلر ألمانيا الى السماء فى لحظة معينة و لكنه سرعان ما هوى بها الى الحضيض
فى لحظة تالية مخلفاً وراءه دماراً و خراباً فى كل أنحاء العالم.
لكن كيف نهض الألمان؟
بالتأكيد نهضوا بالعمل و عدم الاستسلام للهزيمة..
و لكن بالاعتراف بجرائم النازية و عدم التنصل منها..
بتحمل مسئولية هتلر و جرائمه و عدم السماح بتكرار هذا النموذج مرة أخرى.
لم يخرج أحد يقول هذه ليست ألمانيا
و هتلر لا يعبر عن الشعب الألمانى !!!
لأن هذا هراء لا معنى له و لا قيمة من وراءه..
هتلر رجل ألمانى أراد أن يرفع شأن ألمانيا و استخدم فى حربه جنود و شعب
ألمانى لتحقيق ما يؤمن به من أحقية شعبه فى سيادة العالم و السيطرة عليه ، فمن العبث
القول بأن هتلر لا يمثل ألمانيا !!!!
النجاح و الأمجاد لا تأتى بادعاء البطولة فى الوقت الذى نعانى فيه من شتى انواع
الفشل.
و كما قال جبران خليل :" قد كفانا من مساء يدعى ان نور الصبح من آياته."
حينما نحاول أن نرفع أنفسنا و نجمل الواقع نتباعد عن الحقيقة و يتباعد عنا الازدهار و البركة.
و لكن عندما نعترف بحقيقة أوضاعنا و فساد موقفنا فاننا نضع أرجلنا على
بداية الطريق الصحيح للنجاح.
حال الشعوب من حال الأفراد..
فى كثير من الأحيان تكون الهزيمة و الفشل عوامل حاسمة فى استعادة الزمام و بداية جديدة نحو صحوة الأمة و بناء مستقبلها.
و لكن هذا لا يأتى الا بالاعتراف و الاقرار بالحقيقة و القيام باصلاح شامل و اجتثاث
مسببات التخلف و الخراب لمجتمعاتنا.
لتكن ثورة ضد الذات..
تسمح بنقد ماضينا و تراثنا و تقييم التاريخ و الرموز و الزعامات.
هذا هو طريق الاصلاح .. وهذا هو السبيل للنجاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah