الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفات الإرهاب (2)

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب هو تعبير تنقصه الدقة والجدية فالغرض منه أن يعرف العالم أن هناك حرباً على الإرهاب بقيادة أمريكا، مكافحة الإرهاب تعنى مجرد محاولات عسكرية للوقوف فى وجه الإرهاب والإرهابيين الذين يتواجدون فى المدن والقرى وبين القبائل وفى أماكن العبادة المختلفة، لا يتورعون عن إرتكاب أى جريمة والتكفير هو سلاحهم الإلهى الذى يزيل من أمامهم كل العوائق ويشفع فى خطاياهم، فإذا كان تحالف ضد الإرهاب أو تحالف صديق للإرهاب فالنتيجة واحدة، فعلى سبيل المثال: إذا كانت دويلة قطر معتمدة دولياً بأعتبارها وسيط شرعى بين التنظيمات الإرهابية وبين دول العالم، بمعنى آخر بحكم علاقات الصداقة التى تربط التنظيمات الجهادية الإرهابية وقطر، أصبحت الوسيط العالمى الذى تلجأ إليه أمريكا للإفراج عن مواطنيها سواء كانوا جنوداً أو صحفيين، وبالفعل تمت صفقة تبادل رهائن أمريكيين بأفراد من طالبان معتقلين فى المعتقل الشهير " جوانتانامو"، وتم تبادل الأسرى بوساطة قطر ويعيش هؤلاء الطالبانيين بكل حرية على أرض قطر.

ويعرف العالم أجمع بأن قطر تشترك فى التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب وفى الوقت نفسه تستضيف الإرهابيين على أرضها وتقدم لهم التمويل وبدأت أصابع الإتهام تشير بوضوع للدعم القطرى لتلك التنظيمات الإرهابية هى وتركيا، ومع ذلك يشتركون فى التحالفين يكافحون الإرهاب ومن تحت الطاولة يشدون على أيديهم، فالتوازنات السياسية تخرج من بيئة الصراعات الإرهابية ومدى قدرة أمريكا أو المناوئين لها فى ترجيح الكفة لصالحها، أمريكا تفرض نفسها على العالم بأعتبارها تقود العالم وروسيا والصين تجاهدان لمنعها من أستقرار قيادتها العالمية، وقطر وتركيا وإيران يريدان قيادة الشرق الأوسط ومع التوازنات تستمر الصراعات والحروب والإرهاب.

القضاء على الإرهاب لا يحتاج إلى تحالفات بل ينبغى أن يتم على أيدى عربية تعترف وتعتقد حقاً فى الأسباب الحقيقية التى يتوالد منها الإرهاب، وللأسف الأسباب الحقيقية للإرهاب أكتشفتها بريطانيا وأمريكا أولاً فأستخدموها لتحقيق أهدافهم السياسية، والدليل المعاصر كان أستغلال تلك الجماعات الإسلامية الجهادية فى تجنيد الشباب للذهاب إلى أفغانستان لمحاربة الكفار الإتحاد السوفيتى، والشئ الذى يعرفه كل مسلم أن كل مجموعة من الأفراد يتفقون على فكر معين ويقومون بتكوين جماعة أو تنظيم إسلامى فهذا معناه أن هؤلاء الأفراد وتلك الجماعات يتقاسمون فكرة إنحراف الدول والمجتمعات عن طريق الإسلام ورسوله، وهذا معناه بالنسبة لأفكارهم أن النظام السياسى ومؤسساته كفار، وعليهم إبلاغ رسالتهم الإسلامية ومن يرفض الإنضمام إليهم فقد كفر بالإسلام ويحتاج إلى السيف البتار، وعقيدة التكفير هذه تجاهلها علماء وشيوخ الإسلام ولم يتعاملوا معها بجدية لذلك كانت النتيجة إنتشار الفكر التكفيرى القائم على النصوص الإسلامية والتراث الدينى.

وهناك إصرار دولاً معينة على إستضافة وتمويل وتسليح وتدريب تلك التنظيمات ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط، يريدون تطبيق الشريعة وإسترجاع حلم دولة الخرافة أو الخلافة ذلك الحلم الإستعمارى الذى يفشل كبار المثقفين فى إزالته من مخيلة المسلمين، وأبسط دليل على ذلك السذاجة الإرهابية التى تجعلهم يعتقدون بأن الأندلس ملكية إسلامية وعليهم أسترجاعها فى يوم من الأيام، هذا الخداع الذى ينشأ عليه كل مسلم لا يوجد أحداً يحاول تعديل تلك المفاهيم الخاطئة التى لا عقل فيها ولا منطق، من يقول ويستطيع إقناع المسلم العادى البسيط أو المثقف أو رجل الدين أن المسلمين الأوائل قاموا بإحتلال الأندلس وأستعمروها؟ ولما جاء أهالى البلاد الأصليين وطردوا المسلمين منها لا يريد المسلم الأعتراف بأن هذا حقه، لكن عندما كانت البلاد العربية والأفريقية مستعمرة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، لم يمنع أحداً سكان البلاد الأصليين" الذين كانوا فى الأصل محتلين" من مقاومة ومحاربة الفرنسيين والبريطانيين وطردهم وتحرير بلادهم؟
إذن علاج الإرهاب يحتاج إلى:
إعتراف علماء ورجال الدين وكل مسلم أن الأعمال الإرهابية يقوم بها مسلمين حقيقيين، وللأسف فالجميع يعرف ذلك ولكنهم لا يريدون إصابتهم بأى سوء ولا يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية عليهم وتلك التنظيمات أول مطلب لهم هو تطبيق الشريعة، إذن المشكلة وعلاجها فى أيدى المجتمعات العربية المسلمة التى تعتبرهم خارجين على الإسلام بإرتكابهم الوحشى لكل الجرائم الغير إنسانية، ومرة أخرى نقول علاج هذا الإرهاب يحتاج تحرك كل المسلمين الغيورون على إسلامهم، قل ما تشاء من أن الإسلام برئ من أعمالهم وأن الإسلام دين الرحمة والتسامح والسلام، لكن الواقع أن هناك جرائم يرتكبها مسلمون ولا يتم القبض عليهم بل يتنقلون من بلد إلى أخرى أحراراً تحت سمع وبصر رجال الأمن والشرطة والمخابرات، لماذا لا تجند الأنظمة العربية المسلمة جيوشها ووتتوحد لإيقاف تسللهم عبر الحدود والقبض عليهم؟
لماذا ترك المسلمون هؤلاء الإرهابيين يقطعون الرؤوس، هل لأن الضحايا كفاراً؟ لكن القتلة والقتلى مسلمون لماذا تتركون دول الكفار تأتى لتدافع عن ديار المسلمين؟
تلك التنظيمات ليست جيوش نظامية بل يصلون إلى عشرات أو مئات الآلاف من المرتزقة من بلاد الشيشان وغيرها من البلاد الأجنبية، هل تعجز جيوش كل دولة عربية عن التعامل مع تلك التنظيمات وصد إرهابهم؟
لماذا يصمت المسلمون عن تلك المجازر وكأن الأمر لا يعنيهم وكأن هؤلاء الإرهابيين يدافعون عن الإسلام؟
لا بد من مواجهة كل مسلم نفسه وأن يتحد رجال وعلماء الدين فى رأى واحد يكررونه على مسامع المؤمنين، وهو أنه: ليس على جثث الأبرياء سيدخلون الجنة، وليس بأيدى ملوثة بسفك الدماء يوجد إله سيسمح لهم بالتمتع بملذاتها، هذه هى الحقيقة التى يجب أن يؤمن بها علماء الإسلام أولاً ثم يصرحون بها علانية دون تخبط وشك، ومن يرتكب المجازر وحمامات الدم والإبادة الجماعية يجب محاكمته فوراً لنشر العدل ورفع الظلم وإيقاف أيدى الطغاة عن قتل الأبرياء.

يجب الكف فى وسائل الإعلام وأماكن العبادة فى الحديث عن الكفار وعن القول بأن تنظيم داعش المتطرف أو جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، يجب أن يعترف الجميع بأن التطرف معناه العنف والعنف هو إرهاب يمارس ضد الدول والشعوب الإسلامية، لذلك لا يجب الإنتظار حتى تتعاظم قدرات تلك التنظيمات والجماعات حتى يعجز الجميع على مواجهتهم، بل أن مصطلحات الثوابت ورفعة الدين والدفاع عن الإله ورسوله تعطى صلاحية للتنظيمات بأرتكاب الفظائع وعلماء الدين يكتفون بالإدانة، على رجال وعلماء وشيوخ الدين الأستيقاظ ويعترفوا بأن عليهم التفكير بعقلية عصرنا الحديث وليس بأفكار وعقلية العصور الجاهلية التى لم يكن فيها ثقافة ولا علم ولا حضارة، لذلك أرتكبت الجرائم والمذابح والإبادة العرقية الدينية من حروب صليبية وإسلامية ونازية.
أخيراً ,

إذا لم تصل الإجابات المقصودة وإذا حاول البعض تجاهل معانيها، أقول إن القضاء على الإرهاب يكون فى القضاء على ومحاسبة كل شيخ أو فقيه يقوم بتكفير الآخرين مسلمين أو غير مسلمين، ليس من حق إنسان أن ينصب نفسه قاضياً أو حاكماً على البشر وتكفيرهم لا لشئ إلا لإختلافهم عنه فى الدين أو العقيدة أو المذهب والطائفة، نعم منع كلمات التكفير من التداول فى خطب الأئمة والشيوخ والدعاة فى المساجد ووسائل الإعلام المختلفة، والأعتراف بالحريات الدينية للملحد واليهودى والمسيحى والمسلم والهندوس وأى عقيدة كانت، بعبارة مصرية أدق( دعوا الخلق للخالق) مهما كان أعتقاد الأفراد وتصورهم عن هذا الخالق.

بهذا سينتهى الإرهاب وينتهى التكفير وينتهى القتل وأساليب الرعب والإبادة والتهجير القسرى، سينتهى الإرهاب عندما تمحون وتحذفون عبارات تكفير الآخر من مناهجكم الدينية فى المدارس والمعاهد والجامعات، ويكون ذلك مصاحباً لدعوة كل مسلم أن يتعلم السلام والمحبة للآخر!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah