الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاطمة ناعوت والمذبحة

محمد الحداد

2014 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في تعليق بسيط كتبته الكاتبة و الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت تصف مقدار تقززها من مذبحة الخراف التي تقام كل عام بمناسبة العيد، والتي أؤيدها فيها، فإذا بجموع غفيرة من المتأسلمين تلقي بخراجها الدنئ، وبكلماتها القاسية والمعيبة التي توضح دناءة البيئة التي علمتهم السباب والشتام.
ما قالته فاطمة، والذي حذفته لاحقا، وأنا أنقله لكم من موقع الأهرام اليوم على الرابط التالي:
http://ahram2day.com/%d9%81%d8%a7%d8%b7%d9%85%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d9%84%d9%80%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84.html
بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم، أيها الجسورين الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة. انتهى النقل.
فما به هذا الكلام غير تعبير فاطمة عن امتعاضها من منظر الدم.
أفلا يقوم أكثر المسلمون بالذبح والنحر بأول أيام العيد أسوة بالنبي ومصداقا لسنته، بينما لأخبركم يا مسلمي مصر، أن مسلمي العراق لا يذبحون بالعيد، فقط قلة من السنة تقوم بذلك تأثرا بالوهابية.
والذبح لم يثبت كسنة نبوية، وهو ليس بإجباري، بل ما مطلوب للذبح فقط للحاج عند البيت الحرام، و ليس لكل مسلم قادر ماديا، كما يفعل الناس الآن، حيث جاءت النصوص كالتالي:
• واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام او صدقة او نسك فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب. سورة البقرة آية 196
• يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا امين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا واذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب. سورة المائدة آية 2
• جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم. سورة المائدة آية 97
• هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما. سورة الفتح آية 25
فهل في كل هذه النصوص ما يدل على أن الهدي أو الذبح لعموم الناس، أم فقط للحج والعمرة.
ومع هذا لا نريد الدخول بمهاترات مع الاسلاميين أو متبعي السنة، لأن الاجتهاد مختلف ومتناحر فيما بينه منذ زمن طويل.

ثم أن فاطمة كاتبة علمانية، صحيح أنها مسلمة، كما تؤكد ذلك بأكثر من حديث لها، خاصة بهذه الأيام، وبهذه الأزمة، وما على المسلمين تكفير أحد من الخلق ما دام هو بذاته يعترف ويقول بأنه موحد، أما دواخل الصدور فدعوها لرب العزة.
لذا فهي لا تجيد خطاب الاسلاميين، وتنميقهم للكلمات والمفردات.
قد تكون فاطمة قد أخطأت بمفردة مذبحة، لأنها كلمة توحي بالظلم والتعسف، وربما لو استخدمت كلمة ذبح، أو ذبائح لكان أفضل، ولكن يشفع لها أنها حذفت التعليق، وهو معناه ضمنيا أنها تداركت ما قامت به، وأنها تراجعت عنه، حرصا منها على إحساس من شعر بالألم.

وأقول بعض الكلمات لزميلتي فاطمة:
التيار الديني طاغي عندكم في مصر، والتدين السطحي الذي يركض وراء كل تكفيري كبير وخطير، لأنه غير واع، يهرول فيه الرعاع والهمج وراء أي رجل يدعي الفقه بالدين، وهو لم يقرأ سوى بضع كتب تعد بالأصابع، فههنا موضع الخطر.
لذا فلو أردت أن تكتبي شيئا حول هكذا مواضيع، راجعي نفسك قبلها، وتذكري أن مقتل فرج فودة ليس ببعيد، وتكفير نصر حامد أبو زيد وتفريق زوجه عنه ليس ببعيد أيضا، وأخيرا وليس آخرا شيخ القرآنيين أحمد صبحي منصور.
فأنتم في مصر لستم كما كنا وما زلنا في العراق، عدا الدواعش الجديدة بقيمها والغريبة جدا عن مجتمعنا.
فها هو عبد الغني الرصافي، الشاعر والكاتب، لم يتعرض للتكفير أو الطرد برغم كتابه الشخصية المحمدية، والزهاوي، و الجواهري، وغيرهم كثير.
قد يتعرض البعض منهم للاضطهاد، ولكن ليس بسبب ديني، بل سياسي بحت يتعلق بمعارضة السلطة الحاكمة.
لذا فأني أخاف عليك من أهلك، من أهل مصر خاصة، والدواعش على الأبواب.

أما لو أمنت على نفسك وأهلك، فحينها فقط يمكن لك أن تقولي رأيك بكل وضوح وصراحة.
أما أنا كرجل ليبرالي، فلا يهمني كلامهم ولا أفعالهم، ولن يصلوا لي ما حييوا.
وكليبرالي أيضا فأني أدافع عن رأيك وحريتك، كما أدافع عن حق خصومك بالرد، ولكن بطريقة مهذبة ومحترمة، ليس بها سب وشتم، وكلام قبيح.
وبما أنها خرجت عن ذلك الذوق الرفيع، فعليك الحذر يا زميلتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدواء
فريد جلو ( 2014 / 10 / 5 - 00:44 )
يحاول بعض المتئسلمون ان يكونوا شرطه وقضات للرب على الارض دون تفويض من صاحب الشأن مسبق فصاحب الشأن يقول لكم دينكم ولي ديني اما اللجوء الى التكفير فهو سلاح ضعيف الحجه ولو بحثت عن هؤلاء لوجدة ان السحت الحرام هو الذي يحرك اغلبهم

اخر الافلام

.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا


.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد




.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي