الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى روح سيلان اوزلاب

مجيب العمري

2014 / 10 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اعترف انني لست الثوري الاخير، و انني لم اعد ماركسيا لينينيا مثلما خلت نفسي يوما. اعترف بان خطابات الثورة اصبحت تصيبني بالملل،انا اصلا كنت اكره خطابات الثوريين في الجامعة فذلك يصيبني بالضجر الى حد الرهاب اذ كنت اظن ان علي استغلال الوقت لاغرس راسي بين الكتب على ان ابقى للحديث عن الثورة. اعترف ايضا انني استعمل لوح اندرويد و حاسوبا امريكيا و نظارة فرنسية ،انا لست ثوريا و لا اناركيا و لا اناهض راس المال و لا الامبريالية و لا حتى علي بن صالح عطار حينا الذي اصبح مهرب كونترا عبر الحدود لكي يصبح من الاثرياء.
اعرف انني قد لا اعجبك، لكنني لا احبك، و لا اعشقك، انا ربما احبك اكثر من مما اغمر به كتبي من لطفي.. لكنني قادر على ان اتقمص دور العاشق المتيم في فيلم سوفياتي عتيق من اجلك.
في الحقيقة لا اعلم تاريخ ميلادك، و لا اعلم اسمك الثلاثي كما لا اعرف كليتك و لا اسم حبيبك الاول و لا تاريخ قبلتك الاولى فانا لا اهتم لذلك قطعا. لكن لو لكان لقاطعي الرؤوس ذرة كرامة، لفكروا في كل هذه التفاصيل قبل فصل راس رفيقتك..
انا نسيت اسم رفيقتك التي قطع راسها على ابواب كوباني.. لا يهم. فهي ايضا جميلة، راسها الذي يتدلى جعل المشهد جميلا على بشاعته و بشاعة الثعبان الاقرع قاتلها. انا حقا اتسائل لو كان لذلك الثعبان الاقرع القادم من جليد غروزني حبيبة شقراء تقطر دلالا و انوثة، هل تراه فعل ما فعله في القصير و الحسكة و ريف دمشق و اخيرا بكوباني ؟
ما اضيق عالمي الصغير و ما اوسع مخزن رصاصاتك و ما اعظمه. هافال سيلين اوزالب ساسميك الرفيق بلغتك كما ارضك كما زهرك كما جبال قنديل و زاغاروس اين اكتست الارض بطيبك و ارتطم بالقاع رصاصك، اعلم انك لا تهتمين الان بولهي حتى و ان طلبت الغيلة الى جانبك بنفس الرصاصة امام نفس القميء الوسخ، لن اكون حينئذ على طرف النقيض بل ساكون الى جانب خصلاتك و ساتعطر بعطرك ذلك الذي تخفين قنينته قرب مخزن الرصاص، ساخط على شفتيك باحمر شفاهك و ربما ركعت لك متعبدا حتى لامست جبهتي زهر السوسن.
ستبتسمين و ستضحكين و ستطلقين جدائل شعرك، سوف تلبسين نظارتك العتيقة و تضعين ثوبك الزهري القصير، ستكونين فاتنة في الحفل الاخير اين قابلتك في خيالي لاول مرة، ساراقصك على انغام شيفان مسرا لك في اذنيك عن سر هذا العالم :
لا الطب و لا الكهرباء و لا الحقوق و لا قوانين البحر و لا حتى الطاقة النووية او المال بقادرين على ان يصنعوا حوافز وجود هذا العالم ، هذا العالم معقد بسيط، ان ما يجعلك عزيزتي ترفعين السلاح هو نفس ما جعل آديسون يصنع فانوسه و هو تماما ما جعل سارتر يهيم ببوفوار و هو نفسه ما الذي يجعلنا نتنفس و نتشبث بالوجود، هو كذلك ما يجعلني اضيع وقتي في كتابة رسالة حمقاء : انه الشغف.
نعم انستي انه فقط الشغف و الحب و الكره و الحقد و العشق و غير ذلك مما لا معنى له من مشاعر لم نقابلها يوما و لم نصافحها حتى و لم نجالسها في مطعم قديم او بار رخيص.
هؤلاء عزيزتي اوغاد حمقى و سيبقون كذلك، لا تلقي لهم بالا مادمت ساخلد ذكراك، لا يهم ان احببتني ام لم تفعلي، اعلمي انني احبك و سافعل و ربما واصلت الحياة و اخترت لابنتي من الاسماء اسمك.
تلك الرصاصة الاخيرة التي استقرت في جسدك، اين كانت؟ اين صنعت؟ من صنعها من ؟ملاها بارودا؟ هل علم صانعها انها ستسقر في جسدك الطري ؟
صانع البارود و الرصاص هو الاخر يرسم الاقدار، يعلم ان صنع يديه ينهي الحياة، انه سليل الالهة و كاتب الاقدار، تخيل ان العالم توقف عن صنع الرصاص.. تخيل ان كل رصاصة هي حبة اسبيرين او جرعة بينيسيلين، او باقة ورد او حتى قرص ليزري لفلم هندي رخيص . الن يكون العالم افضل ؟
لن تسمع انين ام تتالم، لن يتمزق قلبك و لن تئن الصخرة التي استقبلت دماءك في رحمها، و لن تبكي سماء كوباني مطرا على رحيلك.
رحيلك جعل من ساحة الوغى معبدا ، اسقط الرب من جبل الاولمب عرى الداعرين باسمه و رفعك فاضحيت انت جايا ام الارض و بساطها.
هذا المعبد لك، هذه الارض لك، و هذه السماء لك. اما بسمات ثغرك فهي لنا, لن اغار ان قاسمت الرجال بسمات ثغرك .
لو اعيدت لك الحياة، كنت منحتك زجاجة البوتاسيوم لتذهبي بسلام بارتجاف بطيني قاتل.. ذلك افضل فانا اود ان اواجه ثغرك للمرة الاخيرة من دون دماء..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر