الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هداية فاطمة ناعوت

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الكبار والصغار ينتظرون أى فرصة وأى مناسبة للتحرش بفكرة أو صورة أو جسد أو تمثال، فكرة التحرش اللفظى أو الجسدى هى إعلان حقيقى لتكفير أنفسنا بأعمالنا العدائية والدموية تجاه الآخر، ومجتمعاتنا الفوضوية تجد دائماً ضحية لتمارس تحرشها عليها ويا حبذا لو كانت مثل الكاتبة ذات المشاعر الرقيقة / فاطمة ناعوت التى أرتكبت مذبحة إنسانية بتقديمها سلسلة من الأعتذارات لمن لم يفكر فى أن يرحمها من وقع كلماته التى تجاوزت حدود الأخلاق الإنسانية وتجاوزت حدود الأخلاق الدينية التى يؤمنون بها، والسبب قصة دينية محورية كتبها اليهود وبنت عليها المسيحية دينها وعقيدتها ورواها الإسلام بعد ذلك.

وكالعادة تنقلب الدنيا على من يستخدمون أقلامهم فى الكتابة ويضعون تصوراتهم ومشاعرهم الإنسانية على قصة دينية، والقصة الأصلية جاءت فى توراة اليهود التى لا تختلف كثيراً عن قصة القرآن إلا فى بعض التفاصيل ومنها أن التوراة ذكر أن إبراهيم أخذ أبنه إسحق ليقدمه ذبيحاً حسب أمر إلهه المباشر، لكن القرآن ذكر أن الذبيح كان الغلام الحليم الذى بشره ربه به، ولم يأمر الله ابراهيم أمراً مباشراً فى القرآن بل كان مجرد حلم فى أثناء نومه، هذه هى القصة وليس لمجرد قيام كاتب أو كاتبة بأستعمال بعض الصفات المعينة للتعبير عما يجيش به صدره، تقوم زوبعة من الإنفعالات العصبية التى تتطور دائماً إلى تكفير الآخرين لمجرد نظرتهم الإبداعية المخالفة لأعتقاد البعض الآخر.

الدكتورة المهندسة فاطمة ناعوت بأسلوبها الإبداعى وضعت أسساً هندسية معمارية لمقال وضعت فيه نظرتها الإنسانية إلى ملايين الكائنات الغير معلوم اسمها من خراف أو ماعز أو أبقار مثلاً، وحاولت الكاتبة أن تتبرأ من هذه المذبحة أو الذبح الجماعى لأن نفسها البشرية لا تقبل رؤية الدم والقتل ولها حرية قبول أو رفض السكاكين التى تتسارع إلى أعناق الخراف لتقديمها ذبيحة ينعمون بلحومها، لكن كانت هناك ردود أفعال قاسية تفاوتت ما بين الشتائم البذيئة وبين التلويح بالتكفير لهذه الإنسانة التى مارست حريتها فى إعلان رأيها دون الإساءة إلى أحد، لكن قبل أن يسارع القارئ وتحفنى ببعض الكلمات القبيحة أقول: من المعروف أن الأديان جاءت لهداية البشر إلى طريق الحق وفعل الخير والإبتعاد عن الضلال، ألا تحتاج المفكرة الكبيرة فاطمة ناعوت إذا أخطأت فعلاً حسب إعتقادكم، إلى تقديم النصح إليها وتبيان ما وقعت فيه من خطأ وهدايتها إلى الحق بالحسنى والمعروف بدلاً من ذبحها وسلخها وتكفيرها ورميها بأقذع الألفاظ التى تسئ إلى أخلاق المسلمين جمعاء؟

تأسفت جداً إلى قيام مسلمين غيورين على دينهم وللأسف هذه ليست غيرة بل جريمة فى حق مسلمة مثله وفى حق إسلامه، عندما قاموا بنشر كما تقول الإنسانة فاطمة ناعوت " رقم هاتفي المحمول ورقم هاتف بيتي، وعنوان مسكني ورقم حسابي البنكي على شبكات الانترنت، مع تحريض خفي بالقتل. ومن يومها وتليفوني لا يكف عن بث رسائل بذيئة جنسية وشاذة، فهل هذا هو الإسلام الذي يزعمون أنهم حُماته وحُرّاسه؟!"، هل هذه الأعمال من خلق المسلم الحقيقى وما الفرق بين من أرتكب ذلك الجرم وبين ما ترتكبه داعش وانصار بيت المقدس وغيرهم؟

الأستاذة فاطمة ناعوت لم تجرح أحداً بقلمها ولم يتناثر الدم بكلماتها حتى تستحق كل هذا التكفير وإنحطاط لغة الشتائم الغير أخلاقية؟
هل هى جريمة أن هناك بشر لا يحبون الإمساك بالسكين ليذبحوا بها حيوانات أو بشراً كما تفعل داعش الإسلامية؟

ليت الجميع يرجع إلى صوابه وإلى إسلامه ليتعلم أنه قبل تكفير المسلم وغير المسلم، من واجب المسلم أن يكون حسن النية وكما قلت فى البداية قبل تمزيق جسد الضحية لنحاول نصحه وهدايته وإلا تكون كمسلم خالفت تعاليم دينك، لنتعلم جميعاً أن الأخلاق والصبر يجب تقديمها على الإهانات والبذاءات واللعنات والتكفير، هل يمكننا أن نتعلم الحوار بالتى هى أحسن؟
هل يمكنكم أن ترحموا من فى الأرض حتى يرحمكم من فى السماء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah