الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تنمية الدراسات الدينية المستدامة )

علاء عبد الواحد الحسيني

2014 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(تنمية الدراسات الدينية المستدامة )
في جميع البلدان المتطورة هناك تنمية مستدامة في مجال الصناعة والزراعة والاسكان والاقتصاد والمجتمعات والمدن والتجارة وكذلك تنمية الدراسات الدينية المستدامة.
لم نلاحظ منذ قرون اي تطور ملحوظ في مجال المعرفة الدينية فلا زال هذا الحقل من حقول المعرفة الانسانية محكم الاقفال غير قابل للتنمية في البلدان العربية والاسلامية من قبل العاملين عليه او المتخصصين في مجال هذا العلم الانساني على الرغم من معرفتنا ان سبب العنف الذي يحصل في البلدان الاسلامية والعربية بالخصوص سببه الرئيس هو عدم القدرة على انتقاد وتطويراو اعادة قراءة النص الديني بمناهج علمية حديثة اذ لم يحصل اي تغيير او تطوير من قبل العاملين او المتخصصين في هذه العلوم فلا زالوا يستخدمون طرق البحث التقليدية التي عفا عنها الزمن ولا ننكر وجود محاولات وانتقادات لكن لا ترتقي للتغيير والتطوير والثورة العلمية في مجال علوم الدين .وتجد الغرب اليوم يدرسون هذه العلوم واقصد علوم الدين من اجل دراسة وفهم هذه العلوم بينما لازالت في البلدان العربية والاسلامية تمتهن كمهنة او لغرض البحث عن المكانة الاجتماعية او البحث عن نفوذ في الدولة او لغرض كسب المال بدون اي تعب او عناء اولانها توفر عمل مريح بالإضافة الى الخدم والحشم فلما لا .ما داموا يقدمون للناس ما يريدونه وينفذون رغباتهم الطائفية والاقصائية لجماهيرهم الغفيرة فهم غاية الذكاء في هذا المجال !! ؟؟ ........................( الجاهل مشروع ناجح لغيره ) .
ان الدراسات الدينية المستدامة اصبحت ضرورة ملحة في الغرب منذ عقود فقد نجح الغرب في تطوير هذا المجال الانساني بالأصل على ايدي فلاسفة بالأصل كانوا رجال دين امثال سبينوزة وكانط وهيجل. فقد قفزوا قفزات خيالية مع تحفظنا على بعض هذه القفزات . وكانت هناك وكما تعرفون محاولات عربية في بداية القرن العشرين على يد جمال الدين الافغاني ومحمد عبدة ومن ثم محمد اركون و نصر حامد ابو زيد وعلى شريعتي وغيرهم لكن لم ترتقي هذه المحاولات لاختراق النواة الداخلية للمدارس الدينية وكما لم ترتقي الى مستوى معالجة الانحطاط الاخلاقي والقيمي والانساني الذي وصلت اليه المجتمعات العربية والاسلامية بصورة عامة كالعقيدة الوهابية ومن ثم تنظيم القاعدة السيء الصيت واخيرا تكلل الانحطاط العلمي الديني بمنظمات اكثر دموية وهم داعش .

متى تظهر لدينا شخصيات دينية قادرة على البدء من جديد لا نارة العلوم الدينية من خلال ايجاد بدائل لتطوير هذه العلوم اي نبحث عن وسائل وعلوم مستدامة تلبي حاجات الانسان في كل زمن مع الحفاظ على القيم الاخلاقية والثوابت الانسانية , ومن رحم هذه المؤسسة سوف يخلق جيل جديد قادر على تنمية الافكار والقدرات وكذلك مساعدة الاجيال القادمة على التطور والتحديث طبعا هذه الفكرة سوف لن تناسب الكثيرين واقصد اصحاب المهن الدينية !!وسوف تحارب بشتى الطرق وسوف تقتل في مهدها معتمدين بذلك على المخيال الجمعي الديني الطائفي.
اذن يجب تكوين نواة اخرى ويجب التركيز على هذه النواة واقصد أساتذة الجامعات وطلبة الجامعات الانسانية ليكون هناك فضاء ثقافي اكثر انفتاحاً للضغط على المدرسة الدينية القديمة وفي جميع الاحوال لا يمكن للمدرسة القديمة ان تتماسك مع هذا الكم الهائل من الضربات العلمية والتنويرية بعد ما كان الجدل يدور بين الدين والفلسفة ومن ثم تحول الجدل بين الدين والعلم وتطوره السريع والهائل .
اعتقد ان خيارنا الوحيد لإنقاذ بقايا (الاسلام الانساني) هو تطوير وتحديث المنظومة الدينية واجبارهم بشتى الطرق لكي يبنوا مشاريع اكثر اكاديمية منها تقليدية ان محاربة الافكار والمعتقدات التي تسبب سفك الدماء واستمرار هذه المهزلة اصبحت من الضرورات الاجتماعية حالها حال محاربة الدكتاتوريات السياسية فكلاهما تسلب الانسان حقوقه وتسفك دمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah