الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطعن من الخلف... القصة كاملة

ايمان محمد

2014 / 10 / 9
المجتمع المدني



أنه الصباح , ككل يوم منذ شهرين أبدأه بإلإتصال على زوجتي ليلى و الجوال مغلق
لقد أخذت إجازة ليومين من الشركة الأهلية التي اعمل فيها كمهندس حاسبات
,أعياني إلإرهاق و قلة النوم منذ ليال و كابوس يراودني و يعكر نومي , ارى سكينا تأتي من خلف الظلام و تطعنني من ظهري , بيدي قدح شاي أرتشف منه الرشفة تلو الرشفة و نظري متسمر على ورقة على الطاولة تسلمتها قبل يومين كبلاغ من محكمة الأحوال الشخصية تستدعي حضوري لدعوى التفريق التي رفعتها زوجتي عليّ ...اليوم موعد الجلسة الأولى , ذهبت لوحدي و إذا بليلى و والدتها و محامٍ يترافع عنها , يحمل ورقة بيده و يقدمها للقاضي , بعد لحظات رفع القاضي رأسه نحوي و بدأ يسألني و أجيب
_متى تركت زوجتك البيت ؟
_قبل شهرين يا سيدي
_أي إنها في التأريخ الفلاني كانت في بيتك ؟
_إنه اليوم الذي غادرت فيه البيت
تنتحب ليلى و تخفي وجهها بكفيها و تطب طب والدتها على كتفها
فيتحدث المحامي
_سيدي القاضي إن الذكريات الأليمة التي حدثت لموكلتي في ذلك اليوم حطم نفسيتها و كبريائها كإمرأة و كسيدة في هذا المجتمع الذكوري الظالم المتبجح
_ما هذا الهراء ؟ أي ذكريات أليمة تتحدث عنها يا هذا ؟
ينهرني القاضي _ هدوء انت في محكمة , أمامي تقرير طبي مختوم من إحدى المستشفيات الحكومية يحمل نفس التأريخ الآنف الذكر , يذكر التقرير أنك مارست اللواط مع زوجتك في ذلك اليوم مسببا لها نزيفا" من فتحة الشرج جعلها تلجأ الى طبيبة نسائية في مشفى حكومي قريب من سكن ذوويها و قد زودتها الطبيبة بهذا التقرير بناءا على طلب من زوجتك المدعوة ليلى محمد صادق ..فما قولك ؟
_ لواط , أنا , ليلى , وأنا ..مستحيل
لقد كدت افقد عقلي لحظة سماع تلك الكلمات , كل ذرة في جسدي ترتعش
نار تموج في دواخلي , لقد طُعنت رجولتي و ممن من حبيبتي و زوجتي ...حدد القاضي موعدا للجلسة التالية , وكّلت محاميا يترافع عني فالمسألة أخذت محورا جادا ويمس سمعتي و لابدّ أن ادفع عن نفسي هذا إلإفتراء
في اللقاء الثاني امام القاضي , هذه المرة أنا و المحامي و جيراني السيدة أم طارق كشاهدة ...
القاضي يسأل (أم طارق ) بعد أن أدت اليمين على الصدق
_ماذا تذكرين في اليوم الذي تركت فيه السيدة ليلى بيت زوجها؟
_أتذكر أنني سمعت صوت أم مصطفى و هي تشتم زوجها و تتوعده بأنها سترفع عليه قضية تفريق في المحاكم و تذله و تفضحه مما إضطرني و بحكم الجيرة التي تربطني بها الى إقتحام البيت و التدخّل لإيقاف الخلاف
_ماذا رأيتِ ؟
_رأيتها و هي تحمل حقيبة و ابو مصطفى جالس على الدرج يضع رأسه بين كفيه
_ألم تشكُ لكِ السيدة ليلى من ألم او طلبت منكِ إصطحابها إلى طبيبة ؟
_كلا , كانت تبدو بصحة جيدة وقتها و قد حاولتُ إسترضائها و لكنها لم تستمع لي ...
و هكذا سين و جيم حتى إكتفى القاضي من سؤال الشاهدة و يوجه لليلى الكلام
_هل ما تقوله جارتكِ صحيح ؟
_نعم صحيح و لكنني كنت قد اخذت كبسولا مسكنا للألم و وضعت ..أممم ( في حياء مصطنع
)وضعت منديلا لتجفيف الدم
_يذكر محاميك في مطالعته أنك إنفصلتِ عن زوجك قبل أقل من عام لأنه بدأ يسيء معاملتك و خصوصا"في المعاشرة الجنسية و أنك عدت إليه قبل إنقضاء العدة بشهر لأنه وعدك بأنه سيتغير , فما قولك ؟
_أجل يا سيدي
_هل كان زوجك سيء معك منذ بداية العلاقة الزوجية ؟
_كلا , لقد كنا نعيش بسعادة حتى توفي طفلنا الوحيد مصطفى قبل عام ... و تبدأ بالولولة و النحيب كالثكلى
فأبادر بالحديث :
_ سيدي القاضي أرجوك أن تأذن لي بالحديث
_نعم بالتأكيد
_سيدي , لقد تزوجت أنا و ليلى زواجا" تقليدي قبل أربعة اعوام , و رزقنا الله بعد عام بمصطفى و لإننا كنا في بداية حياتنا الأسرية قررنا عدم إنجاب الأطفال حتى نمتلك بيتا" خاصا إذ إننا تزوجنا في بيت والداي , و كانت تلك أمنية ليلى و طلبها و قد حققت لها ذلك حين بلغ طفلنا العامين و لكن التعاسة لاحقتنا فبعد أقل من شهر في سكننا الجديد , مات طفلنا الوحيد إثر حادث مؤسف , ذلك الحادث أفقدني عقلي و جعلني أقسو على زوجتي و ألومها , نعم لقد ضربتها في وقتها و آذيتها بالكلمات و إتهمتها بالتقصير و حدث إلطلاق إثر ذلك و لكنني عدت لرشدي و أعدت زوجتي قبل إنقضاء العدة و برضاها بعد أن إعترفت أمام ذوويها بظلمي و إعتذرت لها و وعدت بأن أعود ذلك الزوج المحب الذي عهدته في السابق لكن ليلى لم تعد هي تلك المرأة التي عرفتها
_كيف ذلك أوضح للمحكمة ؟
_لقد صار طبعها الغضب و الثورة من أتفه الأمور , تصرخ في وجهي لأبسط إختلاف , تكره معاشرتي , تغلق الباب عليها هاجرة إياي بلا سبب غالبا , و لكنني تحملت ذلك عاذرا إياها فهي أم فقدت طفلها الوحيد أمام عينيها و لابدّ أنها تشعر بالذنب و قد أكون أنا سبب شعورها بهذا الذنب كما أسلفت قائلا يا حضرة القاضي
_و كيف فقدتما الطفل , ما هي تفاصيل الحادث ؟
_لقد كان يلهو في صالة البيت و بيده زجاجة مشروب غازي و سقط الطفل بسبب لهوه و إنشغال أمه عنه في المطبخ و انكسرت الزجاجة التي في يده و إنغرست حافتها الحادة في رقبته الغضة , و توفي أمام ناظرينا و أنا أقود السيارة في الطريق الى المشفى
_ما قولكِ يا سيدة ليلى ؟
_كل ما يقوله صحيح غير أنه لم يفِ بوعده لي كما يدعي , لا على العكس بل صار أقسى , لطالما تلذذ و هو يراني أتلوى على الفراش من ألألم , أجبرني على اللواط يا سيدي , لقد إستغل ضعفي و حيائي
_هل مارس معك الجنس من الخلف أكثر من مرة ؟
_ أجل و بإلإكراه ( تخفي وجهها بكفيها )
_ ما قولك فيما تسنده زوجتك إليك ؟
_لم يحدث و أنا أطعن بالتقرير الطبي (موجها" الكلام لزوجتي )و إن كنتِ تريدين الطلاق يا ليلى فأنتِ طالق و لكن لا تفترِ عليّ يا إمرأة فأنا رجل مسلم أؤدِ الفرائض و اعرف حدود الله
قرر القاضي أن يتم إحالة زوجتي للطبابة العدلية لعرضها على لجنة طبية للبت في صحة ما تقول ...
و أتى موعد الجلسة الأخيرة ...تقرير اللجنة الطبية بيد القاضي , لقد وصل من الطبابة العدلية مغلقا و مختوما و لا أحد في المحكمة يعلم ما به الا الله ثم القاضي الذي يقرأه على العلن ...لقد تم فحص المدعوة ليلى محمد صادق في تأريخ كذا و كذا , الساعة كذا و كذا في معهد الطب العدلي في بغداد من قبل أعضاء اللجنة الطبية و وجد أنها مارست اللواط مرة واحدة و حديثا ...
ما قولكِ يا سيدة ليلى؟ التقرير يقول أنها كانت مرة واحدة و حديثا" ؟
ما كان لتلك المرأة إلا أن تعترف بخيانتها لي مع ذلك المحامي الواقف عند باب غرفة القاضي و أنه هو من علمّها تلك المكيدة القذرة كي تحصل على الطلاق مع كافة مستحقاتها الزوجية من مؤخر الصداق و غيرها من تعويض عن الضرر النفسي الذي سببته لها ...
لقد طلقت زوجتي طلاقا" بائنا و رفعت قضية على الطبيبة النسائية التي كتبت لها التقرير الطبي الكاذب الذي تم فيه إتهامي بالشذوذ الجنسي ..و إتضح من خلال التحقيق أن تلك الطبيبة ذات سمعة سيئة بين زملائها و زميلاتها و أنها تسلمت مبلغا" ماليا من ليلى مقابل ذلك التقرير , لكن تلك الطبيبة حويطة فقد أدخلت نفسها مشفى للمجانين متظاهرة بالجنون و أنها مصابة بمرض نفسي يجعلها غير مسؤولة عن تصرفاتها و من يدري من الطبيب الذي أدخلها للمشفى , لابدّ أنه طبيب قذر مثلها... أما المحامي فقد تم منعه من ممارسة مهنة المحاماة و دخل في قضية أخرى و هي الزنا و اللواط مع حليلة رجل آخر , أنه عار الدنيا و ما زال هناك عذاب الآخرة ...
لا يهمني ذلك كله فالمهم أنني أثبت براءتي للناس الذين سألوني هل ستنتقم يا عبد الله ؟
و كان جوابي في كل مرة لقد أخذت حقي بالقانون فأنا لا أطعن من الخلف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين