الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2014 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أردوغان.....
التقمص الفاشل لشخصية السلطان

عندما فاز اردوغان برئاسة تركيا لم يكن راغبا في ان يسكن القصر الجمهوري و هذا دليل على انه لم يكن يوما يحن الى الدولة التي اسسها اتاتورك بقدر ما يحن الى استعادة امجاد الباب العالي و يرغب كما مبين في تصرفاته السياسية الشخصية و الحزبية ان يحقق بعد الآن هيبة و نفوذ كبيرين تصلان الى الجغرافية الاساسية للولايات العثمانية ايام عبد الحميد الثاني.
الغرور الاردوغاني لا يقل من الغرور العثماني الذي طال به الحروب و الفتوحات الى مشارف فينا غربا و مصر و السعودية و دول الخليج جنوبا، السلوك السياسي الذي يسلكه اردوغان و ظله اوغلو ظهور لاشعوري للنموذج البدئي العثماني و لكن بدافع حنيني واعي الى الامجاد الاسطورية العثمانية. هذه الفلتات الفكرية السياسية هي حقائق معبرة عن اللاشعور الدفين في ظلمات العقل الباطن لديه و من نتاجات العفونة التي اصابت بها الافكار القومية و تحولت بعدها الى الراسستية المتطرفة و المتمادية على حقوق الآخرين حتى في العيش البيولوجي.
الفرق الاساسي بين اردوغان و السلاطين هو ان السلاطين انتفعوا من الدين الاسلامي لبناء الكيان الامبراطوري للاتراك و لكن اردوغان يريد ان ينتفع من تركيته لكي يبني دولة دينية على انقاض راسستية اتاتورك.
خيانة اردوغان هي مزدوجة فمن جهة هو يتحايل على شعبه و يبرز نزعته القومية زورا حتى يصل الى الهدف المنشود و هو بناء دولة دينية تدار بايديولوجية دينية لها طموحات عثمانية قديمة، و من جهة اخرى يتمسك بمكيدة خطيرة و هي اللعب بالدين كي يتمادى على حقوق الغير من الاقوام و الشعوب غير التركية في تركيا و خارجها.
اللعبة ساذجة جدا تشبه وعود مراهقة الحارة الجميلة المتذبذبة التي تفتن الشباب و تبادلهم اشارات الحب و بعد ذلك تفلت منهم وقتما قنصت الافضل بينهم، هل الافضل يا ترى بين من بادلهم الضحكات و الوعود في المنطقة هو داعش؟؟ ام حظ سيئ قدر عليه ان تجربه كي ينتهي بها الدهر الى اشياء!! اخرى غير اردوغان؟؟.
اردوغان لم يكن بهذا الضعف حتى يتحالف مع الشياطين و الابالسة كي تناطح الغرب و تظهر لهم رأس تركيا ما بعد الاتاتوركية، الدولة التي برزت الى المحافل الاقتصادية و السياسية و الثقافية في الآونة الاخيرة كادت ان تكسب ود الكورد و العرب و الآخرين من القوميات و الشعوب في الشرق الاوسط و كذلك اوربا الشرقية و دول الاتحاد السوفيتي سابقا في اطار الاستراتيجية الاوغلوية( تصفير المشاكل)، ولكن السلوك الظاهر له و الذي لا يتجاوز الاطار الفكري المحرك له وهو العودة الى اختزال الماضي في الحاضر يبين و بوضوح ان اردوغان لا يعدوا كونه اكثر من لاعب و ممثل اكروباتيكي يسحر الناس في بلده و من حوله بحركاته البهلوانية و لكنه هو الامتداد الشعوري و ليس اللاشعوري لاجداده السلاطين و لا يتجاوزهم بعباراته الحديثة في الديموقراطية و المدنية بل هو الساحر البهلواني او بالاحرى هو اللاعب فوق السلك العالي على حد تشبيه جان جينيه يسقط في اية لحظة و يهوي امام انظار العالم .
الموقف البهلواني لم يدم طويلا فالتعاقدات و التحالفات المشبوهة لاردوغان ثمنها كانت الاهتزاز السريع للأمن السياسى و الاجتماعي لكل تركيا هذه الايام و كذلك الهبوط السريع من مصداقيتها على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، كل هذه المواقف التركية تعزز تصوراتنا البدئية حول الاستراتيجية المشبوهة لانقرة و التي تتحرك بخطى اسرع من السابق نحو الثيوقراطية السلاطينية.
.........................................................
• كاتب و اكاديمي اربيل/كردستان العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم