الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن الماتريكس الحقيقي

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2014 / 10 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نعم، أكتب مدافعا عن الماتريكس الحقيقي، ماكينة تعزيز الانفصال وإذكاء الصراعات وإنتاج الخوف، عن ما وصفته سابقا بالشيطان، وهو شيطان إذا ما فلت لجامه... شيطان عندما يتطرف.

وكنت قد ملت كلّ الميل في كل ما كتبته سابقا نحو الجانب الآخر، نظير الماتريكس، الحب اللامشروط، (كنت أسميه وعي الوحدة، وان كان ""وعي الوحدة الخالص"" شيئا آخر، بينهما، بين الماتريكس من جهة والحب اللامشروط من جهة أخرى)... والحب اللامشروط إذا فلت من لجامه وتطرف، اختار الفناء ساحبا كل شيء للفوضى والنهاية باسم الوحدة....

وفي تطرف الماتريكس، وكذلك في تطرف الحب اللامشروط، فإن الغائب هو العقل..... الذي هو الميزان بين ذكورة الماتريكس وأنوثة الحب اللامشروط.....

وكنت قد أخطأت حين قلت أن الماتريكس وحده هو اللاتوازن، فاللاتوازن هو ميل أي من الطرفين (الماتريكس - ووعي الوحدة) عن ميزان العقل ... وسبب ذلك الخطأ هو أن "الحب اللامشروط" يوحي بالتوازن في فنائه، كون الفناء لا يحتمل المتناقضات.... وبهذا ساويت بين الفناء والتوازن، في حين أن التوازن هو العقل الشاهد على الماتريكس وعلى الحب اللامشروط....

لنعد إلى نقطة البداية.... مرجعنا الدائم الذي أشرت إليه في مقال (حين اكتشف الله أنه الله)، الخروج من حالة الوحدة الصفرية .. إلى حالة الثنائية الصفرية الواحدية.... من الصفر الواعي (000000)، إلى الصفر الذي يقابله واحد (010101010101)..... وهنا الخطأ الذي قاد إلى شيطنة الماتريكس والانفصال، والميل كل الميل نحو الحب اللامشروط

الخطأ كان في افتراض أنها ثنائية صفر وواحد، في حين أنها ثنائية موجب واحد وسالب واحد (+1 -1 +1 -1 +1 -1 ...)... والصفر بينهما هو العقل الخالص... الذي لا مصلحة شخصية له في الدفع نحو أي من الاتجاهين... لذا فهو الميزان الشاهد...

وهذا الخطأ لا ينفصل عن خطأ آخر ... وهو استبعاد أي وجود لإله شخصي ... ثنائية (1، -1) من جهتها تجعلنا لا نلاحظ الصفر المتعادل ...

والميل كل الميل نحو الحب اللامشروط جعلنا نفترض أن الماتريكس ماكينة "شيطانية" غير واعية لنفسها.... وهذا أوقعنا في جملة أخطاء تجعل من واجبنا أن نعترف بأن علينا نسف ما لا يقل عن نصف ما ورد في مقالات مثل (الإفلات من إله الشر - الماتريكس) و (حياة أبدية ولا إله) و(ما معنى أنه لا إله) و(الماتريكس الحقيقي - الشيطان) و (هل الكون يتآمر عليك - الماتريكس الحقيقي) وغيرها.

اللحظة الحرجة في تطور ثنائية الين واليان (الحب اللامشروط - والماتريكس) أو (النسيان - والذاكرة) نحو مستويات من التعقيد أنتجت كل ما نعيشه ونراه (والأهم، نحسه).. هي اللحظة التي أشرت إليها مرارا ... لحظة "نسي الله أنه الله"... وهي لحظة حرجة ... ارتباكي أمامها أوقعني في خطأ استبعاد المصمم الشخصي... كيف؟

حسنا... لقد افترضت أن الوعي الخالص انغمس كليا في مستويات الوعي الدنيوية البشرية وغيرها، ولم يترك شاهدا منه عليها خارجها... ويمكن أن نشبه ذلك بأن الله ترك العرش وأصبح إنسانا .. ونسي أنه الله ... ولم يترك منه أي جزء جالس على العرش، جزء: يشهد أولا (العقل) ويتحكم ذات اليمين (الحب اللامشروط) ثانيا وذات الشمال (الماتريكس) ثالثا..... ومن الواضح أن سبب هذا الخطأ هو ميلي كل الميل نحو الحب اللامشروط وشيطنة الماتريكس ...

تجربة ديفيد آيك مع الآياهوسكا مثلا والتي تضمنت حواراته مع (الحب اللامشروط) في مقاطع من كتابه (حكايات من حلقة الزمن)، التي قمت بترجمتها، تمثل النزعة الروحانية الصوفية للميل كل الميل نحو الحب اللامشروط... وفي حالة آيك وغيره، الدفع لشيطنة الهرم، الماتريكس ... انغماسا في فوضى الكُرة المستديرة ...

لكن الإخلاص للتوازن، للأبيض والأسود اللذين يجتمعان في كل شيء وفي نفس اللحظة، تدعونا للتأمل في هذه الثنائية، في تطرف طرفيها وفي توازنهما الخلّاق المقدس...

فلو كان الأمر للسالب واحد فقط، أي للحب اللامشروط، لانكمش كل شيء في فوضى الفناء، وتوقف التطور بعد نهاية كل أشكال الصراعات،ومع الوقت زالت الحاجة للكلام والنطق فعدنا أدراجنا من إنسان يطوّر ويفعل إلى كائن مثل كائنات الغابة، ثم لفقدنا إرادة الجنس، والتكاثر، وسرنا معا نحو الانقراض وسار الكون كله نحو العودة للحالة الصفرية...

ولو كان الأمر للموجب واحد فقط، لما عاد للرفق مكان، وما كنّا وجدنا وسط كل هذه الصراعات أصواتا تدعو للتفاهم والتعايش، ولأفنت البشرية نفسها في الحروب...

لكنه تزاوجهما وتتابعهما وتواجدهما معا دائما هو ما جعل الدنيا تجرح وتداوي وتقسو وتحن، وتبدئ وتعيد... وتفعل وتنفعل...خاصة مع ميزان العقل، الصفر الناعم الرقيق بينهما ...

ولو كان آيك (وغيره) في حواره مع "الحب اللامشروط" تريث أكثر، وتريثنا معه، لأدركنا أن الحب اللامشروط (الفناء في تطرفه) والماتريكس (نظام إنتاج الخوف في تطرفه) هما وجهان لعملة واحدة... لا يتواجد أحدهما دون الآخر....

وإن كان الحب اللامشروط أحبّ للقلب (كونه هو جانب الحب والانفعال أصلا) وعلى مسافة أقرب للبشر في كرويته الجامعة من الماتريكس وهرميّته، فهذا يدعونا لنعشق هذا (الحب اللامشروط)، ونتقبّل ذاك (الماتريكس)، خاصة حين يقترب كل منهما من الآخر باقترابه من الميزان الذي بينهما... من قدس الأقداس، العقل الذي يتوسطهما...الوسط ... أصل القصة... الصفر الواعي ...

والواحد الإلهي حاضر في كل واحد فينا، بالحب اللامشروط (ميلنا للحب والرفق والراحة والسكون) والماتريكس (ميلنا للغضب وللتطور وللعمل وللحركة)... والأهم.. حاضر عن طريق العقل


http://1ofamany.wordpress.com













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افكار جديدة واسئلة جديدة تطرح
مصطفى ( 2014 / 10 / 12 - 21:41 )
هل الحياة فعلا حلم؟
ماذا عن كون الحياة حلم
وما معنى ان الله نسى انه الله
فى مقالاتك السابقة قلت ان الله او الوجود اللامضطر اختار نسيان وجوده اللا مضطر ليدخل فى وجود يبحث فيه عن الاضطرار والغاية والهدف وهذا يدفعنى. لاسال لماذا اختار ان ينسى؟او ما الذى دفعه لذلك ولماذا اختار هذا الوجود بالذات الم يكن بالامكان ان يختار او نختار.. بما اننا نتحدث عن وحدة الوجود..نختار وجودا افضل من هذا الوجود العبثى الملئ بالشرور او حلما افضل من هذا الحلم ..اعجبنى فى مقالاتك السابقة تسميتك للشرور بماكينة شيطانية غير واعية لنفسها بالرغم من عودتك لنفى هذا فى هذا المقال...لكن باعتقادى ان التوازن والصفر مجرد وهم الامر اشبه بدائرة عبثية لا تعرف اين الشر او الخير وايهما واع لنفسه وايهما غير ذلك فلو كان التوازن صحيح لكانت حياة الانسان عبارة عن خليط من احزان يتلوها افراح وهكذا ..قد يبدو الامر كذلك ظاهريا لكنى ارى اناس يموتون جوعا وبردا وعطشا والما سواء جسدى او نفسى او فى حروب لا ذنب لهم فيها فاناس اغلب اوقات حياتهم مثل الجحيم ناهيك عن ان مصدر الشرور غامض جدا ومبهم فالجميع يدعون انهم يعملون من اجل الخير والسلام


2 - افكار جديدة واسئلة جديدة تطرح2
مصطفى ( 2014 / 10 / 12 - 21:53 )
اذا كانوا جميعا يهدفون للخير والسلام فمن اين يأتى الشر هذا بالاضافة الى ان مفاهيم الشر والخير نفسها غامضة ونسبية فهناك من يفعل الشرور ظنا منه انها واجب خيرى او واجب دينى مقدس جميل وهو مؤمن بذلك فى قلبه وبذلك يكون القاتل والمقتول ابرياء! فاى نوع من الشرور هذا؟هل للتوازن مكان ام انه نوع من العشوائية والعبثية فحسب ... وماذا عن الوجود اللامضطر الذى ترك العقل شاهدا عليه بين الحب اللا مشروط وبين الماتريكس ما كينونته؟ وما هذا العقل؟اسئلة كثيرة تدور فى ذهنى عن الموضوع تابعت كل مقالات سابقا وفى انتظار صياغتك للافكار الجديدة بكل شغف..


3 - افكار جديدة واسئلة جديدة تطرح
مصطفى ( 2014 / 10 / 13 - 03:39 )

هل الحياة فعلا حلم؟

وما معنى ان الله نسى انه الله؟

فى مقالاتك السابقة قلت ان الله او الوجود اللامضطر اختار نسيان وجوده اللا مضطر ليدخل فى وجود
يبحث فيه عن الاضطرار والغاية والهدف وهذا يدفعنى. لاسال لماذا اختار ان ينسى؟او ما الذى دفعه لذلك ولماذا اختار هذا الوجود بالذات الم يكن بالامكان ان يختار او نختار.. بما اننا نتحدث عن وحدة الوجود..نختار وجودا افضل من هذا الوجود العبثى الملئ بالشرور او حلما افضل من هذا الحلم؟ ..اعجبنى فى مقالاتك السابقة تسميتك للشرور بماكينة شيطانية غير واعية لنفسها بالرغم من عودتك لنفى هذا فى هذا المقال...لكن باعتقادى ان التوازن والصفر مجرد وهم... الامر اشبه بدائرة عبثية لا تعرف اين الشر او الخير وايهما واع لنفسه وايهما غير ذلك فلو كان التوازن صحيح لكانت حياة الانسان عبارة عن خليط من احزان يتلوها افراح وهكذا
..قد يبدو الامر كذلك ظاهريا لكنى ارى اناس يموتون جوعا وبردا وعطشا والما سواء جسدى او نفسى او فى حروب لا ذنب لهم فيها فاناس اغلب اوقات حياتهم مثل الجحيم ناهيك عن ان مصدر الشرور غامض جدا ومبهم فالجميع يدعون انهم يعملون من اجل الخير والسلام..


4 - افكار جديدة واسئلة جديدة تطرح2
مصطفى ( 2014 / 10 / 13 - 03:43 )

اذا كانوا جميعا يهدفون للخير والسلام فمن اين يأتى الشر؟؟ هذا بالاضافة الى ان مفاهيم الشر والخير نفسها غامضة ونسبية.. فهناك من يفعل الشرور ظنا منه انها واجب خيرى او واجب دينى مقدس جميل وهو مؤمن بذلك فى قلبه ...وبذلك يكون القاتل والمقتول ابرياء! فاى نوع من الشرور هذا؟هل للتوازن مكان ام انه نوع من العشوائية والعبثية فحسب ... وماذا عن الوجود اللامضطر
الذى ترك العقل شاهدا عليه بين الحب اللا مشروط وبين الماتريكس ما كينونته؟
وما هذا العقل؟اسئلة كثيرة تدور فى ذهنى عن الموضوع تابعت كل مقالاتك سابقا وفى انتظار صياغتك للافكار الجديدة بكل شغف..

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم