الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سيلفي- إسلامي

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تتابع الأخبار؟؟..تباً أي أننا متماثلان في هذا الأمر..على أية حال هو داء خبيث لا يمكنك الإقلاع عنه بسهولة..و لتعتبره كالتدخين ما أن تبدأ بسيجارتك الأولى و يروق لك الأمر حتى تبدأ مرحلة تورطك في ممارسة تلك الآفة إلى أن تصاب بسرطان الرئة في حال تدخينك المستمر أو بالجلطة النفسية في حال متابعتك المستمرة للأخبار.

و لكن دعك من الأخبار قليلاً و لأحدثك عن ثقافة الصورة فيها..فمنذ فترةٍ بسيطة حدث أمران متناقضان أمامي..أمران يُمثلان قمة اللذة و قمة الرعب لدى أي إنسانٍ شبه طبيعي..الأول كان في البداية عبارة عن مشهدٍ صوتي فقط و لا تحزن سيتحول إلى مرئي في مخيلتك بعد عدة ثوان..و الثاني عبارة عن مشهدٍ مرئي ستلاحقك أصوات تفاصيله لبعض الوقت مفسدةً عليك يومك..أو هذا ما أتمناه.

المشهد الأول بدأ بصوت مواءٍ مزعج تسلل إليَّ عبر نافذتي مانعاً إياي من قيلولتي المزعجة هي الأخرى بسبب نوعية أحلامي خلالها..حينها افترضت -بسذاجتي المعهودة- أن ذلك الصوت مبعثه هو إحدى قطط جارتي التي بالتأكيد قد اُحتجزت في تلك المساحة الضيقة التي تفصل بين الجدار و النافذة..لهذا استيقظت مرغمةً لأنظر من نافذتي لأستوثق من عجزها التام عن تخليص نفسها من هذا المأزق قبل أن أنهض لأقوم بهذا الأمر نيابةً عنها..و لكني وجدت أن تلك القطة ليست بالمحتجزة و لكنها كانت تعيش لحظات من اللذة برفقة قطٍ آخر و بالطبع لم يجدا إلا أسفل نافذتي ليمارسا تفاصيل علاقتهما التي لا يكترثان كثيراً كما يبدو لسريتها.

عند رؤيتي لهذا المشهد كانت أول عبارة قلتها بصوتٍ مرتفعٍ نسبياً هي "تباً لكما"..و لكن لحظة..فلأمنح شيطاني فسحة من الوقت ليتحدث إليَّ..هل أقوم بتصويرهما و إنزال ذلك المقطع المصور مع عنوانٍ يتسبب في حالة تدافعٍ محموم نحوه من قبل تلك الشعوب المحرومة جنسياً دوماً و ربما أبداً؟؟..لا لن أفعلها بالطبع!!..فحتى لو ما يتم أمامي الآن هو موقفٌ جنسي فضائحي بالنسبة للبعض و حتى لو كان طرفاه هما حيوانان لا ينطقان و لا يملكان حق مقاضاتي إلا أني بفطرتي الشبه سليمة ما زلت أملك شعوراً عاماً برفض هذه الفكرة التي تتهادى في عقلي لتُغريني بالاقتراب منها.

حسناً يكفي إلى هذا الحد و لنقفز سريعاً من نافذتي إلى الأمر الآخر و هو ما يمت بصلة لمقدمة حديثي معك و هو متابعتنا المستمرة للأخبار و خاصة للأحداث التي تبثها قناة داعش الإخبارية..فقبل عدة أيام شاهدت مقطعاً لعملية إعدام طفلٍ ما بسبب تهمةٍ تافهةٍ ما..ليس بالمهم جنسية الطفل و لا التهمة ففي نهاية المقطع سيصبح كلاهما رقماً أو ماضٍ غابر لا نكترث كثيراً لحفظهما..المرعب في ذلك المقطع هو كان تزاحم الحشود البشرية الكثيفة التي حضرت تنفيذ حكم الإعدام.

تلك الحشود كانت تنتظر لحظة الإعدام بنفاذ صبر و شبقٍ غريب فكل شخص تقريباً في ذلك المقطع المصور كان قد تمنطق هاتفه المحمول و بدأ في تصوير ساحة الإعدام من زاوية وقوفه..كان هناك انتشاءٌ مرعب بالحدث..و لعل ما أرعبني أكثر من طريقة تنفيذ الإعدام هو أنه بعد الطلقة الأولى التي أطلقها أحد مجرميَّ داعش تجاه رأس ضحيته هو تدافع الكثيرين بسرعةٍ مرعبة تجاه الضحية لتصوير لحظة تدفق الدم من رأسها!!.

مقطع فيديو آخر يظهر شخصاً من داعش يتحدث عن سماحة الرسول الكريم مع أعدائه في ذات الوقت الذي يلتقط فيه صوراً تجمعه مع رؤوس تم فصلها عن أجساد أصحابها و تثبيتها على عواميد مدببة لما كان في الماضي سوراً لحديقةٍ ما..كان ذلك "الشيء" يلتقط الصور برفقة تلك الرؤوس بسعادةٍ ظاهرة..و لكنه ليس ذلك النوع من السعادة الذي يصيبك بإشعاعه السايكو-فيزيائي ليشعرك أنت الآخر بالسعادة دون أن تعرف السبب..أنه نوعٌ يصيبك انعكاسه برعبٍ يطوق روحك ليسحقها.

في الإعلام بشكلٍ عام أصبحت صورة المذبوحين تترافق غالباً مع صورة تجمع الضحية بجلادها الملتحي ذو الخلفية الإسلامية المتشددة هويةً و المتعطشة للدماء ثقافةً..ذلك الجلاد يُصر دوماً على التقاط صورٍ بطريقة "السيلفي" مع جسد ضحيته و الرأس المُنفصل عنه..ذلك السيلفي أصبح مرادفاً بطريقةٍ ما للدين الذي يعتنقه صاحب تلك الصورة..فلو ظهرت في وسائل الإعلام أي صورة لشخصٍ يحمل رأساً مقطوعاً سنجد أن نسبةً كبيرة ستفترض -مصيبة أو مخطئة- أن صاحب تلك الصورة هو بالتأكيد من أتباع الدين الإسلامي.

قد يتساءل البعض مندهشاً من أين يأتي هؤلاء!!..إنهم ليسوا من كواكب مجاورة بالمناسبة..فهم نتاج ثقافة كانت أركانها كتب ابن تيمية و ابن حنبل التي تحرض بتفاسيرها و مواعظها الشديدة التوحش المسلم تجاه الآخرين..إنهم النتاج الطبيعي لكتب البخاري و مسلم و ذلك الكم الهائل من الأحاديث الغير نبوية و التي تعيد تشكيل فطرة المسلم في تعامله مع الآخر..فيكون نتاج تلك الكتب التي يتم حشو أبجدياتها في عقول الأطفال كائناً ينتظر الفرصة فقط ليُمسك بتلك السكين التي يعتقد أنها مُقدسة ليمارس ما أتقنت تلك الكتب تعليمه إياه..حز عنق كل من يخالفه مستمتعاً و مُنتشياً بذلك.

المذابح باسم الدين -أي دين- قديمة كالأزل..و لكن ما تفوق المنتسبون إلى الإسلام على الآخرين فيه هو أن الضحية كالجلاد كالشاهد على الجريمة سيجتمعون جميعاً في صورةٍ جماعية بطريقةٍ تحمل الكثير من القسوة كما بشاعة اللحظة..فالضحية في آخر لحظاتها ستشعر أن ليس هناك وحشٌ واحد فقط يحيط بها بل عددٌ أكثر و أقسى مما كانت تتخيل..جموعٌ بأكملها تستعجل موتها فقط لتحصل على سيلفي مع جسدها الذي غادرته الروح بقرارٍ إسلامي..و لعله لو حدثت معجزةٌ ما و لم يتم تنفيذ عملية القتل تلك قد تصاب تلك الجموع بالجنون..فسعار التوحش و التلذذ بالوحشية لدى هؤلاء الشهود وصل إلى حدٍ تصعب معه السيطرة عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لزميلة زين
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 10 / 11 - 09:49 )
تحياتي
وددتُ لو أنني من كتب هذه المقالة !!
أُسجل إعجابي


2 - سيدتي هناك سر يجب ان تعرفيه
مروان سعيد ( 2014 / 10 / 11 - 09:50 )
تحية للاستاذة زين اليوسف وتحيتي لجميع
ليس الذابح وحده هو داعشي بال المتفرج والموافق والمهلل وجميع هؤلاء يقولون الشهادتين والله واكبر
وابشرك قريبا ستعلن الدولة الاسلامية وسيكون رئسها قطاع للرئوس وعلمها اسود مثل وجوههم لاان كل السنة مؤيدون للدواعش ويهللون لهم فرحين ويجاهدون بنسائهم واموالهم لنصرة هذه الدولة
ولي عتب عليكي بانك ذكرتي بان الاحاديث والسيرة هي السبب ولكن ابن تيميية والدواعش مستندين على الايات الشيطانية اي ايات السيف واسباب النزول وهي قائمة حتى قيام الساعة ومستندين ايضا على قول الداعشي الاكبر بقوله
شرح الحديث الذى يقول: وجعل رزقي تحت ظل رمحي. وشكرا، وكذلك صحته؟
أنه يعنى أن الرمح سبب في تحصيل رزقه لما يحصل به من القتال في الجهاد الذي يغنم فيه الغنائم، وذكر أن هذا يعني معظم رزقه، وإلا فقد كان يأكل من جهات أخرى غير الرمح كالهدية والهبة وغيرهما.
يعني كان قاتل سابي سارق شحاد وبالمصري شحات
هذه هي صفات ومهنة معلمهم وقدوتهم فماذا نترجى منهم ومهما عملوا يكونون اشرف من قدوتهم صلعم
وارجوا منك عدم الرد حفظا على سلامتك
وللجميع مودتي


3 - ثقافتنا هي علتنا نكره الحب والجمال
مكارم ابراهيم ( 2014 / 10 / 11 - 10:19 )
تحية عطرة للزميلة الرائعة الاستاذة زين اشد على يديك في مقالاتك التي هي صوتنا وصوت كل انسان نزيه نبيل انت صوت كل انسان له قيم نبيلة عزيزتي اتفق تماما معك داعش لايهم ان كانت الموساد تعترف بتاسيسها او هيلاري كلينتون تعترف بتاسيس داعش امريكا اسرائيل لايهم المهم انهم كلهم منا وفينا يعني عرب اولا ومسلمون ثانيا يؤمنون بان قتلهم الابرياء يدخلهم الجنة ويفوزو بحوريات الجنة الافتراضية انهم نحن انهم ثقافتنا لانهم الموساد وامريكا وجداتنا باننا ابل وقطيع من السهل قيادتنا لقطع رؤوس الابرياء اخينا الانسان سواء اطفال او نساء او شيوخ ثقافتنا هي قطع رقاب الابرياء ولم نتعلم ثقافة الحب والرسم والموسيقى والجمال بل الرعب والقتل والنار والجحيم والعقاب وليس التسامح ثقافتنا علتنا وازتنا هي فقدان ثقافة الحب والجمال بل نكره الجمال والحب
ختاما ارجو ان تقبلي محبتي واعتزازي


4 - وانا مختلف معك بانهم محرومين جنسيا
مروان سعيد ( 2014 / 10 / 11 - 10:40 )
تحية مجددا للجميع
ياسيدتي حلل لهم مالايحل لملة او دين بالنكاح ما طاب لهم وبعد الثلاث والرباع ما ملكت ايمانهم
وحتى الحمييير لم يوفروها رجل مسن سعودي يموت رفسا من حماره
http://www.bldtna.com/art,65442#sthash.8y4DQSZU.dpuf
وهذا شيخ مع حفيدته يمارس جهاد النكاح
http://www.youtube.com/watch?v=G0ZAe3Kju78
وحتى عائشة عندما سمعت بان امراءة صفوان بن المعطل تشكيه لمحمد بانه لايدعها تصوم ولا تصلي لانه لايملك نفسه عن النطاح فاعجبت به وعملت قصة الافك
وللجميع مودتي


5 - للأستاذين قاسم و مكارم
زين اليوسف ( 2014 / 10 / 11 - 12:17 )
شكراً لعباراتكما التي أعتبرها نورأ يضيء فيسعدني وجوده وسط ظلام ركام الشتائم و التهديدات التي تصلني عند كتابتي لكل مقال...


6 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 12 - 00:34 )
1- الإرهاب المسيحي :
- ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
- شريعة (يسوع الناصري) في الميزان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434122
- المسيحيه تُطبق (العهد القديم) عملياً! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432900
- محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375


2- الإرهاب الإلحادي :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html
و لذا يرى [جون لوك] -مؤسس الدولة المدنية- في رسالته في التسامح أن (الملحد) غير مقبول في المجتمع المدني، يقول : (لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله , فالوعد و العهد و القسم من حيث هي روابط المجتمع البشري ليس لها قيمة بالنسبة الى الملحد، فإنكار الله حتى لو كان بالفكر فقط يفكك جميع الأشياء) .
المصدر : كتاب : (رسالة في التسامح ص57) لـ[جون لوك] .

اخر الافلام

.. على وقع الحرب في غزة.. حج يهودي محدود في تونس


.. 17-Ali-Imran




.. 18-Ali-Imran


.. 19-Ali-Imran




.. 20-Ali-Imran