الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن الدين المغلوط .

صالح حمّاية

2014 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في إطار الحالة التي نعيشها من الإرهاب و التطرف الديني في بلادنا ، تذهب بعض الآراء ولحل هذه المشكلة إلى طرح يعزم أنه يجب علينا العودة لصحيح الدين للخروج من هذه الأزمة (أو للدين الصحيح بلفظ أخر ) ؛ و الحقيقة أنه ورغم أن هذا الرأي ينطلق من نوايا حسنة ، إلا أنه رأي مغلوط في واقعه ( إن لم نقل انه رأي كارثي ) فهذه الفكرة عن سيادة الدين الصحيح على الأديان الباطلة هي بالذات الفكرة التي أدت إلى ظهور الإرهاب ، فما الإرهاب الإسلامي والشمولية الدينية التي نعيش آثارها المدمرة إلا نزعة عنيفة لنصرة الدين الصحيح ؛ لهذا ففكرة أن الدين الصحيح هو الحل لمشكل الإرهاب فهذا كلام باطل ، لان هذا الأمر لن يؤدي سوى لإعادة الإرهاب بعناوين أخرى ليس أكثر .

إن الأصل و إذا أردنا القضاء على مشكل الشمولية الدينية ، وعلى الإرهاب الإسلامي فهو بــ "التعددية الدينية "، فالدولة ليست من مهمتها التفتيش في عقائد الناس أو أديانهم ، بل مهمتها حفظ أمن وسلام المجتمع فقط ، لهذا فليس للدولة البحث عن الدين الصحيح أو الخاطئ ، بل هي عليها أن تحترم جميع الأديان مهما كانت مادامت تلتزم بالقانون ، وبخصوص القانون الذي نقصد ، فهو في الثلاث أمور الممنوعة على أي دين ليكون دين مقبول في المجتمع .. واحد : أن لا يستعمل العنف اثنان : أن لا يحرض على الكراهية والطائفية ثلاثة : أن لا يكون داعية للخيانة والعمالة ، فأي دين يلتزم بهذه الأمور الثلاثة فهو دين مقبول ، ولا حاجة هنا للدولة لان تسأل اهو دين صحيح أو باطل ؟ فحتى لو أصر شخص على الإيمان بدين باطل وكان لا يؤذي أحدا فالدولة يجب أن تحترمه من باب احترام حرية الاعتقاد ، وهذا كل ما على الدين من واجب أمام الدولة .

على هذا فالحل لمشكلة الإرهاب و الإسلام الشمولي عموما هي بتطبيق القانون عليه ، فأي مذهب إسلامي أو فرقة تدعو للعنف أو الكراهية أو العمالة فهي يجب أن تحارب ، أما من لا تخالف هذه الأمور فهي فرقة ليس عليها شيء ، وطبعا أي دولة إسلامية أو غير إسلامية ستتغاضى عن هذا الحل فهي حتما ستواجه الكثير من المصاعب ، فإذا أستمر الحال كما هو عليه من السماح للمذاهب الدينية الإسلامية الإرهابية (كالسلفية) و العميلة (كالإخوان) بالتبشير و الدعوة ، فسيستمر الإرهاب ، وسيتمر الخراب ، ولن تجف شوارع بلادنا من الدماء ، فالأصل ليس مشكلة في الدين الصحيح شرعا ، بل المشكلة هي ذهنية سيادة الدين الصحيح ، فمتى ما تخلينا عن الدفاع عن الدين الصحيح ودافعنا عن الدين المغلوط فسينتهي الإرهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قول على قول 1
أنيس عموري ( 2014 / 10 / 12 - 08:47 )
يقول الكاتب: (فالأصل ليس مشكلة في الدين الصحيح شرعا ، بل المشكلة هي ذهنية سيادة الدين الصحيح ، فمتى ما تخلينا عن الدفاع عن الدين الصحيح ودافعنا عن الدين المغلوط فسينتهي الإرهاب). تبدو لي هذه العبارة غامضة نوعا ما. عندما نقول (فالأصل ليس مشكلة في الدين الصحيح شرعا)، فالكاتب يحاول الفصل بين النظري والتطبيقي، وأن النظري يمكن أن يكون صحيحا ثم يأتي تطبيقه فيخل به وهذا غير صحيح، وهو محنتنا في العالم الإسلامي عندما يحاولون تبرئة الدين من الإرهاب بحجة أن الإرهابيين لم يفهمونه فيسيئون العمل به. رأيي أنه بالنسبة للأديان، فهي كلها صحيحة تماما عند أصحابها وهي كلها خاطئة تماما عند المؤمنين بدين آخر مشكلتها ليست في تطبيقها فقط. أن يعتقد الإنسان بأن فكرته صحيحة وأن فكرة خصمة خاطئة ويتوقف هنا فهذا لا بأس به ويعبر عن قدر من التسامح. لكن هذا الاعتقاد خطير مادام صاحب الرأي الصحيح زَعْماً لا يؤمن بالنسبية وبالتالي لا يحاول التشكيك في معتقده وتعديل نظرته نحوه وعاجلا أم آجلا سوف يشذ عن هذه القاعدة أفراد أو جماعات ويمارسون العنف على المختلف


2 - قول على قول 2
أنيس عموري ( 2014 / 10 / 12 - 08:48 )
لأن في دينهم (الصحيح) دعوة صريحة لهم من الله لممارسة العنف لينصروه (ولولا دفع الله الناس بضعهم ببعض لفسدت الأرض)، وآية (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، ولأن المكبوت يعود للظهور عند كل أزمة عندما لا يكن المجتمع مسلحا ضده كما يرى ميشال فوكو. القول (بل المشكلة هي ذهنية سيادة الدين الصحيح)، هي النتيجة الحتمية لاعتقاد أصحاب دين ما بأنهم على خطأ وأن غيرهم على صواب، وأن إلههم فضلهم وكرمهم وكلفهم بتبليغ رسالته بكل السبل.
أما القول: (فمتى ما تخلينا عن الدفاع عن الدين الصحيح ودافعنا عن الدين المغلوط فسينتهي الإرهاب) فهو صحيح مائة بالمائة، لأن دفاعنا عن وجود الآخر الذي نعتقد أن دينه مغلوط شرط للتعايش السلمي. إلا أن هذا لم يتحقق إلا في المجتمع الديمقراطي العلماني. لقد أبدع ألبير كامو عندما عرف الديمقراطية بأنها:
La démocratie, ce nest pas la loi de la majorité, mais la protection de la minorité.
وترجمته: الديمقراطية ليست قانون الأغلبية، بل حماية الأقلية.
تحياتي


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 12 - 08:56 )
فائده :
(الشريعه الإسلاميه) مُعترف بها في الـ(القضاء الدولي) :
يقرر (مارسيل أ. بويسارد) في دراسة مستقلة , أن أصول (القانون الدولي الحديث) مستمدة بالأساس من (دواوين الفقه الإسلامي).
كما أن تشريع (نابليون) مُستمد من (الفقه المالكي).
كما تم الاعتراف بـ(الشريعة الإسلاميه) ؛ كمصدر عالمي للتشريع و القانون في عدد من المؤتمرات الدولية العلمية منذ عام ( 1932م) منها:
1- القانون المقارن الدولي في (لاھاي) عام 1932م.
2- مؤتمر (لاھاي) المنعقد في عام 1937م.
3- مؤتمر القانون المقارن في (لاھاي) 1938م.
4- المؤتمر الدولي عام 1945م بـ(واشنطن).
5- شعبة الحقوق بالمجمع الدولي للقانون المقارن 1951م بـ(باريس).
و قد صدرت عن ھذه المؤتمرة قرارات ھامة ھي:
- اعتبار التشريع الإسلامي مصدرًا رابعًا لمقارنة الشرائع.
- الشريعة الإسلامية قائمة بذاتھا لا تمت إلى القانون الروماني أو إلى أي شريعة أخرى.
- صلاحية الفقه الإسلامي لجميع الأزمنه و الأمكنه.
- تمثيل الشريعة الإسلامية في القضاء الدولي و محكمة العدل الدولية.


4 - الاديان والطوائف والالحاد والعلمانية
مروان سعيد ( 2014 / 10 / 12 - 09:10 )
تحية للاستاذ صالح حماية وتحيتي للجميع
موضوع رائع واعتبر ان الاديان والطوائف والالحاد والعلمانية جميعها مبادئ او ديانات وجميعها قابلة للخطاء والصواب وورائها مصالح متنوعةوقد عانينا منها بجميع الاوقات وخاصة اوقات الحروب فان الحربين الاولى والثانية وحرب فيتنام والشيوعية وحرب العراق حصدت عشرات الملايين ولوثت البيئة بشكل فظيع وجميعها حصلت بالمئة عام الاخير
لذا اعتبر ان الدين الصحيح والحقيقي والطريق المؤدي للسلام هو المحبة ومن ينادي بغير ذلك فهو يحتمل الخطئ والصواب
الدين الصحيح سيدي هو نظافة العقل وطهارة الوجدان والضمير وهذا يكون نابعا من الداخل اي روحي لاعلاقة له بالمادة والحركات البهلاوانية والرياضية وكثرة الذبائح والدوران حول حجر اسود التي يؤديها المصلي لكي يرضى االله عليه
ان الله روح ويجب مناجاته بالروح والحق لتكريس السلام العادل
وارجوا ان نتعلم المحبة جميعنا لنكون ابناء ابينا الحقيقي
ومودة وشكر لك وللجميع


5 - تناقض
حسنين قيراط ( 2014 / 10 / 12 - 10:47 )
كلامك متناقض
قلت في نهاية مقالك هذا

فالأصل ليس مشكلة في الدين الصحيح شرعا ، بل المشكلة هي ذهنية سيادة الدين الصحيح ، فمتى ما تخلينا عن الدفاع عن الدين الصحيح ودافعنا عن الدين المغلوط فسينتهي الإرهاب

وفي مقالك السابق هاجمت صاحب الدين الصحيح شرعا

أتقي الله في دينك ودين غيرك وحافظ علي قدسية العقائد ولا تتكلم عن رسل الله بهذا الأسلوب الغير آدمي






6 - الى عبد الله خلف
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 10 / 12 - 12:19 )
بعد الاعتذارمن الاستاذ صالح حماية المحترم
الاسلام لا يصلح لاي زمان ولم يكن صالح حتى لزمان محمد.هذا الاسلام الذي انت عليه لم يكن محمد يقول به انما ربما لو عُرض عليه لذهب به الى الخلاء ليتغوط عليه
اسلام محمد سلام و ثورة على ما كان و تحالف و اتفاق مع المخالف فمحمد النصراني اشتق تعاليمه من خديجة و سلمان الزرادشتي العظيم فكان محمد احسن الناس في
وقته و لليوم اما انتم فقد فسقتم بدينه و تعاليمه و قتلتم اهله
انت ومن على شاكلتك اقذر البشر لآنكم نكحتم اهل نبيكم و شنعتم به و تقولتم عليه و اذليتم اتباعه المخلصين الامم تبحث عن اثر لنبيها او زعيمها لتقيم له الاعياد و انتم ذبحتم بضعت نبيكم فاي امة قذرة انت و انتم
لذلك اليوم لا اعتبار لديكم لأي شيء لا كعبة. قصفتموها بالمنجنيق و لا حديث سلطتم عليه ارذلكم ولا قرآن كتبتموه بالخزي و العار و لا قبر لنبيكم فقد ردمر
لقد أودعكم نبيكم عترته امانه فهتكتوا عرض نبيكم و زنيتم بهم و حززتم رقاب اعز الناس اليه
انتم و تعاليمكم فجرة فاسقين انذال اولاد زنا
كلكم و تاريخكم و حاضركم ولا مستقبل لكم .يجب ان تُقام لكم المحارق و عمليات الاخصاء لتنقذ البشرية بعض من عظمة محمد


7 - عبد الرضا
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 12 - 14:39 )
- ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
- شريعة (يسوع الناصري) في الميزان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434122
- المسيحيه تُطبق (العهد القديم) عملياً! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432900
- محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375


8 - هل للفضيلة قيمة يُعتَدُّ بها ؟
Arnab Awy ( 2014 / 10 / 12 - 15:38 )
{توصيفاتهُم ׃-;- الإرهابيين أو المُخرِّبين ׃-;- يطلقون عليهم أسماء مُختلفة تمويها ׃-;- فمرة يُسمونهُم [إخوان] ׃-;- و مرة أخرى يُسمونهُم [حماس] ׃-;- و مرة تالية يُسمونهُم [داعش] ׃-;- و هكذا ‥-;- تحاشياً لتسميتهم باسمهم الحقيقي و هو [إسلاميين إرهابيين مُخرِّبين] ׃-;- متى يسمّون الأشياء بأسمائها ؟ كفانا تدليس ׃-;- فالكذب شريعتهم التي لا مناص منها ‼-;- و يريدون تطبيق شريعتهم هذه على كل المصريين ‼-;- ثُمَّ يدَّعون أنهم يسعون لمحاربة الفساد ‼-;- الصدق المطلق في كل شيء هو المَخرَج نحو النجاح و النمو المَأمول ׃-;- إذا رَغِبتُم الطفو نحو السطح ׃-;- هل للفضيلة قيمة يُعتَدُّ بها ؟}


9 - عندما يكون دين الدولة هو الأسلام
شاكر شكور ( 2014 / 10 / 12 - 21:34 )
معظم الدول الأسلامية تضع في دساتيرها دين الدولة هو الأسلام ، وبهذا التشريع تضع هذه الدول نفسها في موضع تحيز كطرف منافس لأي دين آخر اي ان مؤسساتها وخزينتها ستكون في خدمة دين محدد واحد وهو الأسلام وهذا ما يحدث في مصر مثلا لأن الدولة تمول بناء الجوامع وميزانية وزارة الأوقاف من اموال بقية دافعي الضرائب للأديان الأخرى دون ان تستفاد بقية الأديان من اي تمويل ، اذن نصرة الدين وتحديد الدين الصحيح تم مسبقا من قبل الدولة نفسها ، وهذا باعتقادي هو اول اشارة تشجيع للأحزاب الأرهابية المتطرفة لألغاء الآخر ، اذن الشروط التي وضعتها يا استاذ صالح حتى يكون الدين مقبول في المجتمع ومنها أن لا يحرض على الكراهية والطائفية قد شرعته الدول الأسلامية في دساتيرها فاصبح من الصعب ان يحترم دين لدين آخر وأصبح من الصعب على الدولة ان تحارب الفرق التي تدعو الى العنف خاصة وأن الجهة المتطرفة تستطيع تبرير افعالها من آيات العنف الذي يقرها دستور تلك الدول ، تحياتي للجميع


10 - تحية اكبار وافتخار
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 10 / 12 - 22:07 )
تحية اكبار وافتخار اخي العزيز صالح حماية اقرأ لك مند زمن وكنت اعلق بالتشجيع على المواصلة وتوقفت لوقت كنت اقيم فيه مقالاتك الموضوعية والهادفة جدا وانا اتساءل مع نفسي هل لنا فعلا اساتدة في الجزاءر من نوعك ونحن على هاده الحالة من التخلف ام ان اخي صالح مهمش ام انه متستر من جهل الغدرة ام انه ثاءر فعلا مازال في بداية الطريق نتمنى لك التوفيق في مشوارك التنويري الهادف وليس من الصعب عليك وانت حفيد آركون وآفيروس لك كل التقدير والفخر والاحترام استادي العزيز دمت لنا في صحة داءمة

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah