الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيادة الوطنية بين البساطيل واحذية نايكي

باسل مهدي

2014 / 10 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التشكيلة الحكومية في العراق بعد حكومة المالكي حضيت بالجعفري إبراهيم وزيرا للخارجية، وهذه هي المرة الأولى في العراق يعين رئيس وزراء سابق بمنصب وزير خارجية، ابراهيم الجعفري دون تاريخه السياسي في الحكومات العراقية مع بداية الحرب الطائفية في العراق عام 2005 والذي كان طرفا مهما فيها، ولازال بعيدا عن المسأئلة حول تلك المرحلة وما حملته من جرائم وتصفيات طائفية بشعة.
الجعفري عينه بريمر الحاكم المدني لقوات الأحتلال الأجنبية رئيسا للوزراء، وقبلها كان من الموقعين في مؤتمر لندن على تفويض القوات الأمريكية الأجنبية لغزو العراق، واليوم حين صار وزير خارجية صرح بأن "العراق لن يسمح بوجود قواعد عسكرية او قوات برية أجنبية على اراضيه". القواعد العسكرية الأمريكية موجودة في العراق وهل يحتاج وزير الخارجية أن نعدها ونحسبها له وتلك القواعد فيها قوات برية.. ومنذ أكثر من شهرين ونحن نرى ونسمع القوات الجوية الأجنبية تقصف أراضي العراق شمالا وغربا ودون تنسيق من الحكومة العراقية أو مع القائد العام للقوات المسلحة، وقد حدث في أكثر من مكان بأن قامت تلك القوات الأجنبية بقصف مواقع للجيش العراقي أو لـ (الحشد الشعبي). ونفذت اليوم الأحد عملية انزال لمعدات عسكرية مختلفة في منطقة بيجي تحت عنوان دعم القوات العراقية الغير اجنبية.
وزير الخارجية يقول ان العراق يرفض القوات البرية الأجنبية على أراضيه أما القوات الجوية الأجنبية وصواريخها فمرحبا بها أن طارت أهلا وأن حطت سهلا، ومبارك لها ما تجلبه للجماهير في مدن العراق من قتل وتدمير وتشريد والعنوان دولة الخلافة الإسلامية والإرهاب. ومن حسن حظ وزير الخارجية أن العراق ليس لديه سواحل بحرية كي يحدد موقف العراق من القوات البحرية الأجنبية التي تطلق صواريخها بأتجاه العراق.. المهم أن العراق يرفض ان تدنس اراضيه ببساطيل جنود القوات البرية الأجنبية وجنازير دباباتهم وهذا جزء مهم من سيادة العراق وعزته وكرامته!!، لكن السماء في العراق لا تمثل الوطن ولا تمثل السيادة والعزة والكرامة فهناك فرق بين الثرى والثريا.. أما المستشارين العسكريين الأجانب فهم لايحتذون البساطيل العسكرية ليدنسو بها أرض العراق وانما يحتذون أحذية "نايكي"، وكما أنهم يتنقلوا في العراق بالطائرات والسيارات وليس بالدبابات والدروع، فالمهم أن السيادة والعزة والكرامة باقية على البر والوزراء بحكومتهم ورئيسهم العبادي يجتمعون كل اسبوع.
الجعفري ابراهيم لايعني في تصريحه ماتجلبه القوات الأجنبية البرية من القتل والدمار والتهجير والتشريد للجماهير في العراق، فسبق له أن تغذى من الحرب الطائفية بكل ما حملته من جرائم ضد الأنسانية في فترة رئاسته للحكومة في العراق، وهو اليوم يريد أن يتعشى من الوطنية والسيادة والعزة والكرامة على البر فقط وبمعونة دولة الخلافة الأسلامية القومية الغير تقدمية.. لجا الى الوطنية والسيادة والأستقلال كي يرقع بها ما هو فاضح من ايام كان عنوانه فيها المعارضة العراقية الى ايام رئاسته للوزراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية