الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة ..بل هي اللادين ..

عبده جميل اللهبي

2005 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مازال هناك الكثير ممن يعتقدون بان العلمانية هي الفصل بين الدين والدولة بين ماهو لاهوتي وماهو ناسوتي .وهذا المعتقد او الفهم -ان صح التعبير -هو بإعتقادي فهم خاطء للعلمانية ومفاهيمها ...
لقد وقع الكثير من المفكرين العرب في مازق عند محاولتهم لتعريف العلمانية بالشكل المتناسب مع رؤاهم واتجاهاتهم الفكرية ..
فمثلا د.وحيد عبد المجيد الباحث المصري يرى ان العلمانية ليست اديولوجية وانما مجرد موقف جزئي يتعلق بالمجالات غير المرتبطة بالشؤن الدينية . ثم يعدل الدكتور بمزاجه الى التمييز بين العلمانية اللادينية وبين العلمانية التي نحت منحا وسطا حيث فصلت بين مؤسسات الكنيسة ومؤسسات الدولة على حرية الكنائس والمؤسسات الدينية في ممارسة انشطتها ...
وقع د.فؤاد زكريا بنفس المازق حيث وصف العلمانية بانها دعوة الى الفصل بين الدين والسياسة ملتزما الصمت ازاء مجالات الحياة الاخرى في ذات الوقت الذي يرفض فيه سيطرة الفكر المادي ، حيث يضع مقابل المادية اكوام من الاساطير والخرافات الاسلامية ..
الدكتور محمد عابد الجابري ادرك هذه الهوة في التعريفات او بالاصح ادرك الحقيقة الكاملة التي تقوم عليها العلمانية فاعتبر ان فصل الكنيسة عن الدولة مفهوم لايتلائم مع الواقع العربي الاسلامي فراى استبدال العلمانية بفكرة الديموقراطية .....
المفكر المغربي محمد اركون هو الاخر يحاول ان يقنع نفسه بما يريد حيث يعتبر ان إجتماع المسلمين في سقيفة بني ساعدة واختلاف الانصار والمهاجرين وطرح فكرة منا امير ومنكم امير ..مظهر من مظاهر العلمانية في التاريخ الاسلامي ...
ويتارجح صاحب نظرية اليسار الاسلامي د. حسن حنفي بين مفترق طرق في تعريفة للعلمانية حيث يرى ان فصل الكنيسة عن الدولة نتاج للتجربة التاريخية الغربية حيث يعتبر ان العلمانية في مناسبات اخرى -رؤية كاملة لكونها تغطي كافة مجالات الحياة وتزود الانسان بمنظومة قيمة ومرجعية شاملة مما يعطيها القابلية للتطبيق على مستوى العالم ...
من جانب اخر
يتحدث حسن حنفي عن عن الجوهر العلماني للاسلام حيث يراه دينا علمانيا للاسباب الساذجة الاتية :
اولا.. النموذج الاسلامي قائم على العلمانية بمعنى غياب الكهنوت اي بعبارة اخرى المؤسسات الدينية الوسيطة ..
ثانيا .. الاحكام الشرعية :الواجب ، المندوب ،المحرم ، المكروه ،المباح ..كلها مستويات للفعل الانساني الطبيعي ...
كل هذه التعاريف لمصطلح العلمانية لم تكن سوى محاولات لمجموعة من النخب الثقافية العربية التي تحاول تقديم العلمانية بالشكل المتناسب مع افكارهم واطروحاتهم واتجاهاتهم الحزبية والمذهبية ، وكلها تشعرك "بسيكولوجية الخوف " التي تسيطر على اذهان هؤلاء المفكرين من تعريفها بالتعريف الفلسفي الحديث الذي يظمن للكلمة معناها الجاد ومدلولها المعرفي المادي الذي يرتكز على الرؤية النظرية المادية للكون التي هي المصدر الوحيد للاخلاق ..
والعلمانية بمفهومها الاشمل تحاول وبكل صرامة تحييد الدين والقيم المطلقة والغيبيات بكل مجالات الحياة ..
فمراحلها التاريخية المتدرجة تتسم بنفس الرؤية المادية التي تشكل رؤية شاملة للانسان بعيدة عن الغيبيات ..
فيما اعتبرها بعض الباحثين بانها تجلي لما يطلق عليه هيمنة الدولة على الدين ..
وباعتقادي ان هذا هو التعريف الصحيح للعلمانية بانها "اللادين" ..
لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة "secularite "
بالفرنسية وهي كلمة لاصلة لها بلفظ العلم ..فالترجمة الصحيحة للكلمة هي "اللادينية "او " الدنيوية"بمعنى اخص هو ما لاصلة له بالدين ...
تقول دائرة المعارف البريطانية ان "secularism
هي حركة اجتماعية تهدف الى صرف الناس عن الدين الى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها..
والتعبير الشائع ،فصل الدين عن الدولة ، هو في الحقيقة لا يعطي للكلمة مدلولها الكامل الذي ينطبق على الافراد وعلى السلوك الذي قد لا يكون له اي صلة بالدولة . ولو قيل انها (فصل الدين عن الحياة )لكان اصوب ..
ولذالك فان المدلول الصحيح للعلمانية هو "اقامة الحياة على غير الدين "..
لهذا انا علماني وانتقد الدين ...ودائماً اردد اااااااااااااانها العلمانية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah