الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!

ماريا خليفة

2014 / 10 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أي دور تلعبينه أيتها الام في حياة أبنائك؟ هل تقتصر مهمتك الأساسية على تحضير الطعام وتغيير الحفاضات ومساعدة أولادك في إنجاز دروسهم! هل تعرفين أن دورك الحقيقي يتمثّل بتقديم الرعاية والاهتمام لأولادك؟ لكن هل تعرفين ماهيّة الرعاية والاهتمام؟
قلّة هم الذين يدركون أهميّة إحساس الإنسان بالرعاية والاهتمام. وهذا الشعور يتأسس في مرحلة الطفولة. الأم التي تقدّم الرعاية والاهتمام هي أكثر بكثير من مجرد "مسؤولة عن الصيانة" في حياة أولادها. هي لا تهتمّ فقط بنظافة وغذاء ودفء وجفاف طفلها. مهمّتها الكبرى هي أن تساعد أولادها على النمو والتفتّح عبر سكب الحب في نفوسهم وتقديم الرعاية الواعية لهم. إنها منبع الفرح والشغف في حياة عائلتها.
هذه المهمة، على صعوبتها، لا تخلو من الفرح ولا تشكّل تضحية بالنفس على ما يعتقد كثيرون. الأم التي تقدّم الرعاية المحبِّة لأولادها تجد الوقت لتلعب معهم وتقرأ لهم، وتلتقط الصور عندما يضع طفلها المعكرونة على رأسه بدل أن يضعها في فمه. تدخل الأم عالم الطفل لرؤية الأشياء من وجهة نظره. إنها تتعاطف معه من موقع القوة والدعم. وهي تفعل ذلك سواء أكانت تتعامل مع طفلها الصغير أو مع ولدها المراهق.
وتماماً مثل الأب، لدى الأم غريزة طبيعية تدفعها إلى حماية أطفالها. إلا أنها ينبغي أن تعي دقّة هذا الموضوع، إذ يُحتمل أن تعبر الخط الدقيق الفاصل بين الرعاية الواعية ومحاولة فرض سلطتها على أولادها.
صراع أم مع أبنائها بين الرعاية وفرض السلطة
أتذكر قصة أمّ لتوأمين صغيرين خرجت بهما يوماً لأول مرة إلى الحديقة العامة. وضعتهما في عربة مزدوجة المقاعد وراحت تدفعها أمامها. فجأة ظهر أمامهم كلب متشرد يبدو شريراً ومستعداً للهجوم. على الفور رمت بنفسها على طفليها معرّضة نفسها للأذى. لكن عندما مرّ الكلب بهم وابتعد دون أن يحاولة مهاجمتهم، راحت تضحك للتلقائية التي يعمل بها "رادار الأم". فقد كانت مستعدة للموت من أجل طفاليها، دون تفكير أو تردّد.
بعد سنوات عديدة ما زال هذا الرادار يعمل بكامل طاقته. فقد أصبح عمر التوأمين 16 عاماً وهما يريدان أن يقودا السيارة ليتمكنا من التمتّع بالحرية والنمو كالمراهقين الآخرين. إلا أنها تغرس الخوف من الموت في نفسهما لتضمن أنهما لن يتسرّعا في القيادة وأن يقودا بطريقة غير متهوّر.

ما من أم تستطيع أن تتحكّم بنتائج رعايتها لأولادها، إلا أن عليها أن تستعمل في هذه الرعاية المكونات الصحيحة. يمكنك كأمّ السعي لمعرفة أطفالك كأفراد، مهما كانوا مختلفين، ومساعدتهم لكي يعطوا أفضل ما عندهم. علّميهم كيفية استكشاف الحياة بشغف، واخبريهم عن النعم التي منحنا إياها الله. رعايتك لهم ستثمر نمواً عاطفياً وروحياً.
كم من الدعم والرعاية يحتاجون؟
كل طفل يحتاج للدعم والرعاية لكي ينمو ويصبح شخصاً بالغاً سليماً متوازناً. والتوازن يقتضي أن تجدي دائماً التوازن الصحيح بين رغبات الأولاد الصحّية التي تعلمهم الاستقلالية وحدود الحريّة وبين رغبتك أنت الفطرية بحمايتهم من الشرور.
الدعم الذي يقدمه الأب والرعاية التي تضمنها الأم معادلة نتيجتها إنجاز مهمة التربية بنجاح. ولاحظي أن كلمة "تحكّم" أو تسلّط" لا ترد في هذه المعادلة.
دعم الأب + رعاية الأم = إنجاز مهمة التربية بنجاح

لكن كم من الدعم والرعاية تحتاج ابنتك أو ابنك في عمر المراهقة؟
لقد عرفتُ مراهقين كانوا يتلقون المديح دائماً على إنجازاتهم لكنهم بالكاد تلقوا الاعتراف بأهميتهم كأفراد بصرف النظر عمّا ينجزونه.
وعرفتُ مراهقين أنيقين ونظيفين، ما يؤكّد أن أمهم توليهم الرعاية اللازمة، لكنهم بالمقابل كانوا مهمِلين عاطفياً ويفتقرون إلى الصفات المطلوبة لكي يعيشوا كبشر منفتحين ومقبلين على الحياة.
كل شخص يحتاج للرعاية والدعم لينمو ويصبح إنساناً بالغاً متوازناً، ولهذا السبب تضمّنت خطة الله للبشر أن يتربى الطفل في كنف أم وأب.
ماذا يحدث عندما يتربّى الطفل في منزل لا يحصل فيه على كفايته من الرعاية والدعم؟
تبيّن الدراسات أن كثيراً من الناس يفتقرون إلى هذين المكونين الجوهريين في التربية، ومنهم الأولاد الذين تعرّضوا لاستغلال أهلهم وإهمالهم. نحن نعلم أن سوء المعاملة والإهمال شيئان مدمران للغاية. لكن الضرر الذي تلحقه قلّة الرعاية من جهة الأم وانعدام الدعم من جهة الأب يمكن أن تكون له تداعيات أخطر وأشد.
أيها الأب لا تظنّ أن دعمك لولدك ينبغي أن يكون كاملاً خالياً من العيوب. كل ما تحتاج أن تقدمه له هو الدعم الكافي لكي ينمو ويزدهر كإنسان.
أيتها الأم، لا تظنّي أن عليك تطبيق معايير الرعاية العالمية، بل أن تقدّمي الرعاية الكافية لهذا الطفل المميّز بالذات.
هل تعلمين؟
الأم الصالحة تساوي مئة مدير مدرسة ~ جورج هربرت
أن تكوني أمّاً يعني أن تكتشفي في نفسك قوة ما كنت تعرفين أنك تمتلكينها، وأن تواجهي مخاوف ما كنت تتوقّعينها. ~ ليندا وتن

10 صفات تتميّز بها الأم الصالحة
1. تكون حاضرة دائماً إلى جانب أولادها، حتى بعد أن يصبحوا ناضجين.
2. تفكّر بأولادها حتى بعد أن يغادروا المنزل لتأسيس حياتهم.
3. تدعم أحلام أولادها حتى عندما تبدو مستحيلة.
4. تحب أولادها بطريقة لن يفهموها أبداً إلا بعد أن يصبحوا أهلاً بدورهم.
5. تدافع عن أطفالها ضد العالم بأسره.
6. تسأل الله ألا ترى في طفلها مكروهاً وأن تكون فداء عنه في أي مصير سيء.
7. هي مستعدة دائماً لأن تضحّي بوقتها وراحتها عندما يتعلق الأمر بسعادة أطفالها.
8. تداوي جرح طفلها وتقبله لكي يكفّ عن البكاء، وتبلسم جراحه النفسية.
9. تحب أولادها حتى عندما يؤذون مشاعرها ويهملونها.
10 . تحب أولادها حباً جمّاً، بلا حدود وبلا شروط. قد لا توافق على ما يفعله أولادها وقد لا ترضى عمّن يعاشرون لكن حبّها ثابت لا يتزعزع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة