الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمركة داعش لن تبرئ الشريعة .

صالح حمّاية

2014 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يذهب البعض ولتبرئة الشريعة من التصرفات الداعشية هذه الأيام ، إلى الزعم أن داعش صناعة أمريكية ، حيث يضن هؤلاء أنهم و لو نسبوا داعش لأمريكا فالشريعة ستصبح بريئة من أفعالها ، لكن الحقيقة أن هذا التصور و حتى لو صح فهو تصور مغلوط ، فداعش حتى لو كانت صناعة أمريكية فالشريعة ستبقى مدانة في كل الأحوال ، لأنه ومن الأساس من قال أن التنظيم الإسلامي وإذا كان ممولا خارجيا أنه صار غير إسلامي ، فعلى الأقل وهو الأمر المثبت اليوم ، فالصحوة الإسلامية بالأساس (وليس فقط التنظيمات الإسلامية الناتجة عنها) هي ذاتها صناعة أمريكية ، و بإعتراف أصحابها * ، لهذا فلما نقول أن داعش صناعة أمريكية فهذا لا يعني أي شيء ، فالمنهج الأصولي ذاته الذي أسس لتلك التنظيمات تم إحياءه برعاية أمريكية.

الشيء الأخر أنه وفي قضية داعش فليست المشكلة هي التمويل بالأساس ، بل السؤال الجوهري هو ما مضمون هذا التنظيم ؟ ، فلنقل أن داعش تنظيم خلق بتمويل أمريكي وهو عموما الأمر الصحيح ، فأمريكا ولضرب النظام في سوريا قد مولت هذا التنظيم الهمجي لتحقيق ذلك الهدف ، لكن في النهاية فهذا لا ينفي إسلامية هذا التنظيم ، فأمريكا كل ما فعلته هو استغلالها للتراث الأصولي و للشريعة لبناء هذا التنظيم ، وهي لم تخلق الأهداف أو الأطروحات التي يمشي عليها ، فأمريكا تعلم أن هناك كم لا حصر له من المجانين و الإرهابيين المستعدين للذهاب لقتال العلويين ، لهذا كل ما فعلته هو توفير السلاح لهم ، أما الفكر المحرض و المضمون فكله إسلامي ، فأمريكا مثلا لم تأمر داعش باسترقاق الايزيديين لان الاسترقاق في الشريعة ، وأمريكا لم تطلب من داعش ممارسة الرجم والجلد والصلب وباقي الأمور التي ينذى لها الجبين ، فكل هذا موجود في الشريعة !!.

على هذا فلما نتحجج بأمريكية داعش لتبرئة الشريعة فهذا غير ممكن ، لان أمريكية داعش لا تبرئ الشريعة ، بل هي تدينها أكثر لأنها توضح في الحقيقة أن الدول الأجنبية وإذا أرادت تدمير بلد في المنطقة فهي لن تجد خير من الشريعة لفعل هذا ، مما يعني أن أس الخراب و الدمار الذي نواجه هو الشريعة ذاتها ، فتطبيق الشريعة ليس أقل خطرا وشرا بنا من عدو يشن الحرب علينا ، و طبعا الدليل حاضر فلولا الشريعة التي حققت لأمريكا أهدافها ، لكان لزاما على أمريكا إرسال جنود للقتال لتحقيق إغراضها ، لكن طبعا ولأن الشريعة المباركة موجودة لفعل الأمر فأمريكا لا تحتاج لأن تفعل فالشريعة تفعل بمطبقها ما لا يفعل العدو بعدوه .
___________________________________________________

* و اعترف أن شكوكي فيما يكتب ظلما و افتراءا على الإسلام قد تضاعفت منذ نشرت الصحف الأمريكية أن وكالة المخابرات المركزية قد مولت في عام 1986 م أكثر من 120 ندوة "علمية" عن الصحوة الإسلامية ، شارك فيها مئات المثقفين والباحثين بطبيعة الحال ، ولم أكن بحاجة لأن يدلني أحد على دوافع المخابرات الأمريكية لإقامة تلك الندوات ، وكونها لا علاقة لها بخدمة الإسلام و المسلمين بأي معيار ( فهمي هويدي - المفترون - ص 10 ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تبرئة الشريعة تقية وخدعة
شاكر شكور ( 2014 / 10 / 15 - 00:39 )
الراية التي يحملها تنظيم داعش هي راية الأسلام ، كذلك شعار الجزية او القتل ، استباحة اراضي واموال الغير وسرقة اموال الدولة المحتلة ، عادة الجلد ، ذبح الأسرى ، اخذ السبايا ، استعمال السيف لأدخال الناس في الأسلام ، الجهاد لأجل الحوريات وهذا فديو لأحد الدواعش يروي مشاهدته للحورية الجميلة ذات الصدر الكبير جدا جدا ويصرح بأنه تكلم مع محمد

http://www.youtube.com/watch?v=6ElkbPDobkY

اليس هذا كله قد طبق من قبل مؤسس فكر الدواعش قبل حوالي 14 قرن ؟ فهل امريكا الّفت الآيات القرآنية التي يستندون عليها الدواعش للغزو والقتل ، تحياتي للأستاذ صالح حمّاية


2 - شاكر
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 15 - 13:02 )
الإرهاب المسيحي :
- ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
- شريعة (يسوع الناصري) في الميزان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434122
- المسيحيه تُطبق (العهد القديم) عملياً! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432900
- محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375


3 - تحية
عماد ضو ( 2014 / 10 / 15 - 16:38 )
لم يجد محامي داعش ما يرد به على المقالة
تحية لك سيد صالح


4 - عن الشريعة الإسلامية. .
عمر ( 2014 / 10 / 15 - 20:21 )
حسنا دع ما في الشريعة الإسلامية يجابه بعضه البعض. .الأمر كان هكذا على مر التاريخ ولم تظهر مثل هذه الجماعات ولم تستطيع تسجيل حضورها بمثل هذه الكثافة التي نشهدها حاليا. .

لدينا شواهد تاريخية لا تنكر. .أن في كنف الدولة الإسلامية عاشت مختلف الديانات والملل والنحل. .بل أن أفرادها وصل مكانة مروقة في بلاط الحكم الإسلامي. .


ولمجارة فكرك النير استاذ صالح. .لماذا تختار أمريكيا التفاحة الفاسدة من سلة التفاح فقط ؟!
إلى ماذا تهدف بضبط بدعمها لهذه الجماعات بالذات. .بينما يمكنها نشر السلم بأقل تلكفة مما تفعله الأن وستفعله في المستقبل ؟!

الحكومة الأمريكية المتصهينة من تحت الطاولة هى من يستهدف الإنسانية. .وليس الشريعة الإسلامية بالعودة إلى الأسطر الاولى من هذا التعليق!

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah