الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو سقطت كوباني

مسعود محمد

2014 / 10 / 15
القضية الكردية


تحوم أصابع الاتهام حول تركيا في دعمها للمنظمات الإرهابية في سوريا وخاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المساحات الشاسعة من سوريا والعراق وتمكنه أخيراً من احتلال أرياف مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية وشده الخناق والحصار على مدينة كوباني عبر الجبهات الثلاث الجنوبية والشرقية والغربية بسبب تفوقه في العدة والعتاد على مقاتلي الوحدات الكردية، في محاولة لاقتحامها واحتلالها وسط الصمت العالمي.
مدينة كوباني الكرديّة السوريّة، والتي قام نظام الأسد الأب بتعريب اسمها إلى "عين العرب" في إطار مشروعه العنصري (الحزام العربي) منتصف السبعينات، بغية تعريب المناطق الكرديّة السوريّة، سواء على صعيد الاسم أو الديموغرافيا، هذه المدينة، لفتت أنظار العالم إليها، خلال الأيّام الماضية، على خلفية صمودها في وجه هجوم التنظيم الإرهابي "داعش"، ونزوح عشرات آلاف المدنيين منها ومن القرى المحيطة بها إلى داخل الأراضي التركيّة.
الأهميّة الاستراتيجيّة لكوباني:
تتمتع كوباني بأهميّة استراتيجيّة، كونها تشكل عقبة أو حاجزا بين المناطق التي تسيطر عليها "داعش"، في منطقتي جرابلس ومنبج غرباً، والمناطق التابعة لمحافظة الرقة شرقاً وجنوباً. وفي حال سقوط كوباني، تصبح الجغرافيا التي تسيطر عليها "داعش" ممتدة من محافظة حلب إلى الموصل والأنبار في العراق، مروراً بالرقة ودير الزور، رقعة واحدة. وبالتالي، يكتمل الحصار على بقية المناطق الكرديّة السوريّة في محافظة الحسكة.
كان ملفتاً عدم مساعدة النظامين السوري والإيراني للمقاتلين الكرد، بالرغم مما أشيع عن وجود علاقة للعمال الكردستاني مع طهران ودمشق. ذلك أن الأخيرة من مصلحتها أن يبقى الكرد ضعفاء وتحت السيطرة، بخاصة أن الكردستاني أبدى رغبته في فتح قنوات مع الغرب والإدارة الامريكية، والبحث عن حليف جديد، ما فسّره نظام الأسد على أنه محاولة فك ارتباط. ومن جهة أخرى، يريد نظام الأسد لكوباني أن تسقط، وتستبيحها "داعش" حتى تتورّط تركيا أكثر في الدوامة السوريّة، وتشتعل الحرب بين الكردستاني وأنقرة مجدداً. فنسف عملية السلام بين الأكراد والأتراك هي مصلحة مشتركة لطهران ودمشق.
بالمقابل تتلكأ تركيا بالتدخل في كوباني للأسباب التالية:
ما زالت السلطات التركيّة، متكتّمة على "صفقة" إطلاق الرهائن الأتراك لدى "داعش"، معتبرةً ذلك من "أسرار الدولة".وأثير الكثير من اللغط والشك حول حقيقة عملية الاختطاف تلك، على أنها "مفتعلة" ومتفق عليها بين الطرفين، لتخفيف الضغط على أنقرة بخصوص الاتهامات الموجّهة لها بالضلوع في دعم التنظيمات التكفيريّة الإرهابيّة. حيث أشارت الكثير من التقارير الامنيّة والإعلاميّة إلى ضلوع تركيا في دعم "داعش"، بالإضافة إلى تصريحات المسؤوليين الأمريكيين الذين أكّدوا ذلك، ومنها ما صرّح به جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي في 2/10/2014، واتهامه لحلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بدعم "القاعدة" والتنظيمات التكفيريّة، وفي مقدّمتهم الأتراك، وإن اعتذر عنه بعد ذلك كما نشرت وسائل الإعلام.
تركيا لها شروط وأهداف معلنة وغير معلنة بتدخلها عسكريا بسوريا وبالمناطق الكردية تحديداً.

المعلنة تتمثل بالآتي:

ـ إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية الشمالية وبدعم الحظر الجوي الدولي.

ـ إيجاد ملاذ آمن لمئات آلاف من اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب.

ـ تغيير النظام في دمشق في سياق الحملة.

أما غير المعلنة فهي:

ـ ترى تركيا في المنطقة آمنة أنها تشكل درعاً وحصناً بينها وبين الجارة الجديدة دولة داعش وضمان عدم انتقال الارهاب إلى عمقها إذ ما انقلب داعش عليها.

ـ الفصل بين الأكراد على طرفي الحدود

ـ القضاء على الإدارات الكردية المؤقتة في سوريا، والفيدرالية في العراق، وضمان عدم انتقال هذا النموذج إلى الأكراد في شمال كردستان داخل تركيا.

ـ القضاء على أية طموح أو رغبة كردية سورية مستقبلية في تشكيل كيان موحد أو منسق مع إقليم كردستان ـ العراق.

ـ منافسة التمدد الإيراني في المنطقة.

ـ توطين اللاجئين في منطقة عازلة للتخلص من عبء الأعداد الهائلة من جهة وتغيير ديموغرافية جغرافية غرب كردستان التي هي ستكون ضمن منطقة آمنة مفترضة.

ـ السيطرة على مصادر الطاقة في المناطق الكردية (غرب كردستان)

مرة أخرى يترك الكرد لمصيرهم ويتواطىء الخصوم على اخضاعهم ومرة أخرى يهرع الكرد إلى الجبل لينقذهم من الموت، وقد قال لهم أحد المستشرقين يوما: «لا صديق للكرد إلا الجبال» (وآخرون يقولون: ليس للكردي إلا الريح).
700 مقاتل ومقاتلة كردية قرروا الصمود في كوباني والقتال حتى آخر بشمرگة بمعركة ستكلف داعش الكثير وقد تشكل بداية انكسار داعش، هي فرصة للكرد لمراجعة تحالفاتهم واستراتيجياتهم على مستوى كافة أجزاء كردستان الأربعة، انها فرصة للوحدة وتحقيق حلم قد لا تسمح ظروف أخرى بتحقيقه، هل يتعظ الكرد من التاريخ ويوحدون وجهتهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية