الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكراد سوريا بين مطرقة داعش وسندان الخلافات الداخلية

مسعود محمد

2014 / 10 / 16
القضية الكردية


حزب يكيتي الكردي في سوريا هو حزب سياسي كردي يعمل على الساحة الكردية السورية عقد مؤتمره التأسيس الأول في نيسان من عام 1993 وهو حزب يتميز بنشطاءه وفاعلية جماهيره وهو من الأحزاب المؤثرة في الساحة السياسية السورية وهو وتيار المستقبل الكردي الذي أسسه الشهيد مشعل تمو وهو معارض سوري كردي بارز ورئيس حزب تيار المستقبل الكردي السياسي سابقاً، اغتيل خلال الاحتجاجات السورية عام 2011، وأجَّجَ اغتياله المظاهرات كثيراً في أنحاء البلاد وكان له أثرٌ كبير فيها. أسس في عام 2005 حزب تيار المستقبل. اعتقل مشعل في عام 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهم النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي الوطني، لكن أفرج عنه لاحقاً في شهر يونيو عام 2011 لتخفيف وطأة حركة الاحتجاجات العنيفة في مناطق الأكراد بسوريا. في 7 أكتوبر 2011 اغتاله مسلحون في مدينة القامشلي بإيعاز من النظام السوري، وأدى ذلك إلى تفجير احتجاجات عارمة في مدن الأكراد السورية نظراً إلى اتهام نظام بشار الأسد بالوقوف وراء عملية الاغتيال بأيادي كردية، ونتجَ عنه تطور حاسم وغير مسبوق في حركة الاحتجاجات بالمناطق الكردية.
الحزبان من اكثر الاحزاب تقبلا من قبل الشريحة الشبابية الكردية في سوريا، من ابرز النشطات لحزب يكيتي كان حملة الملصقات في تسعينيات القرن الماضي واول مظاهرة علنية في سوريا في الذكرى السنوية لـالاعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 2002 امام مجلس الشعب السوري والذي ادى لاحقا لاعتقال عدد من قيادييه: مروان عثمان وحسن صالح. واستمر الحزب منذ ذلك الوقت في القيام بالتظاهرات بشكل مستمر في المناطق الكردية وفي العاصمة السورية دمشق. تعرض الحزب والتيار لظلم ذوي القربى واعتقل واغتيل الكثير من كوادرهما داخل الساحة الكردية السورية وهما يواجهان هجمة شرسة من قبل النظام ومن قبل قوى امر الواقع الكردية (حزب الاتحاد) المتهم بتواطئه مع النظام السوري لمنع تمدد الثورة السورية الى الداخل الكردي، مما سيشكل رافعة للثورة السورية.
يدعو الحزبان الى توحيد الجهود الكردية في سوريا ويطالبان حزب الاتحاد الى التخلي عن علاقته مع النظام لصالح الكرد وسوريا التعددية التي تعترف بالكرد كمكون سوري اساسي.
كتب سكرتير حزب يكيتي ابراهيم برو على صفحته مخاطباً حزب الاتحاد بما يلي " في الوقت الذي تتعرض فيه المناطق الكردية لهجمات شرسة من قبل المجموعات المتطرفة وعلى راسها داعش ومع اشتداد المعارك في مدينة كوباني واستبسال الكرد في الدفاع عنها ومحاولة داعش السيطرة عليها للقضاء على ما تبقى من المدينة المحاصرة منذ ما يقارب الشهر , يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي، ومن خلال ما يسمى بادارته الذاتيه بتنفيذ قانون التجنيد الاجباري الذي اصدرته وقيام دوريات الاسايش التابعة لها باعتقال المئات من الشباب الكرد في كافة مدن وقرى الجزيرة واخذهم الى اماكن مجهولة .
ان هذه الممارسات اللامسؤولة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي سينتج عنها افراغ المناطق الكردية من البقية الباقية من الشباب وخلق حالة من الهيجان في الشارع الكردي وشل الحياة الاقتصادية المزرية اصلا ودفع الشباب الى مزيد من الهجرة خارج المنطقة هذا من جهة ومن جهة اخرى نسف الجهود والمحاولات التي تبذلها قيادة اقليم كردستان من اجل ايجاد مناخ للتقارب بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد".
تطبيق حزب الاتحاد قانونه في "الإلزام الإجباري" باعتقال و زج العشرات من شباب الكرد في المدارس في قامشلو مؤشر واضح على فشل (الحزب) في جذب الشريحة الشبابية الحرة الى صفوفه و توجهه للتهديد وإرهاب تلك الفئة الشبابية التي نادت مع الشهيد تمو بملء صوتها واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، و بالتالي تنم عن حالة انعدام ثقة الشارع الكردي السوري بنهج (الحزب) و أيديولوجيته .. الى جانب انها اعتبرت من قبل الشارع الكردي كمناورة استباقية على اجتماع اربيل المزمع عقده الاثنين 13 اكتوبر تحت شعار "جيش كردي مشترك".

رغم الامنيات الصادقة بالوحدة، الا انه يبدو أن اتجاهاً ضمن حزب الاتحاد الديمقراطي مصر على تفجير أية امكانية لوحدة الموقف الكردي؛ حتى ولو أدّى ذلك إلى تفريغ المناطق الكردية من سكانها. وما الاعتقالات التي نفذها حزب الاتحاد يوم الاحد 11 اوكتوبر ضمن صفوف الشباب الكرد في مختلف المناطق الكردية السورية بذريعة تطبيق التجنيد الإجباري سوى خطوة من سلسلة الخطوات التي يعتمدها هذا الاتجاه بصورة مستمرة مدفوعا من قبل النظام السوري لتفريغ المنطقة من الطاقات الشبابية الكردية، وقطع الطريق على اي محاولات لتوحيد الصف الكردي السوري، مما ينعكس سلباً على ما يجري في كوباني، ويضع أكثر من علامة استفهام حول طبيعة ما يجري. اطلاق سراح جميع الشباب من دون أي تأخير هو مطلب أكثر من ملح، والقطع مع هذه السياسات الغريبة هو السبيل الأمثل لتعزيز الثقة،استعدادا لتحديات كبيرة قادمة.
يرى الفصيلان الكرديان يكيتي والمستقبل ان المسؤولية القومية تستدعي من كرد سوريا في هذه المرحلة الحساسة، العمل على رص الصفوف وتجاوز الخلافات والعمل على بناء موقف كردي موحد لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالشعب الكردي واخذ العبر مما تعرضت له كوباني من تدمير وتهجير على ايدي قوات داعش الارهابية.
ان العيون تشخص باتجاه الاجتماع الذي يعقد في اربيل برعاية رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني لتقريب وجهات النظر فيما بين المجلس الوطني الكردي و حزب الاتحاد.
هل يتعلم اكراد سوريا الدرس من اكراد العراق الذين وحدوا اتجاهاتهم في اللحظة التي شعروا فيها ان الظروف الموضوعية مواتية لاسقاط صدام حسين فوحدوا صفوفهم رغم انه كان بينهم ما سمي حينها بحرب الاخوة الذي راح ضحيتها آلاف القتلى بين الطرفين، وكانت نتيجة توحيد الرؤية والاتجاهات، حكم فيدرالي لاكراد العراق وتكريسهم كمكون وطني عراقي لا يمكن تجاوزه. هل ينجح الاكراد السوريون بتوحيد صفوفهم ويضمنون حقوقهم في سوريا عبر الانتقال الى البحث عن صيغة اقرب الى فيدرالية اقرانهم في العراق وبالتالي تنتقل العدوى الى اكراد تركيا وايران ام يفترقون ويضيعون فرصة لن تعود بالتاريخ القريب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية