الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)

هبة عبده حسن

2014 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للتقدم في العمر بهجة لا يعرفها سوى من استراح قلبه لمشوار حياته أو لمن أرضى ضميره أو كما قال الدلاي لاما "لمن ينظر لسنينه الذاهبات في رضاً" ولكن أكثر معارفي من الذين يقفون على عتبات النصف الثاني من رحلة العمر (أو من عبروها) هم غير راضين وهن غير راضيات ليس فقط لما يرونه وترينه معكوساً في المرايا، ولا لما يشعرون به من آلام مبهمة في أجساد كانت عفية قوية قادرة ذات شباب، ولكن لأن رحلة العمر لم تكن بحال مرضية (من الرضا) للتناقضات التي اضطرت العقول لقبولها وللتوافقات التي جاءت على حساب المنطق والمعقول والعلمي والأهم... على حساب المشاعر والضمير الإنساني، أو كما وضعها أحد أصدقائي في سؤال وجدته موجعاً: هل أرضي عقلي، قلبي أم ضميري؟

هذه هي خاتمة إضافتي المتواضعة لموضوع شائك وموجع "فقه فاسد أم فكر شرير"، وفي الخاتمة أتناول فكرتين: الأولى هي رد فعل القراء الكرام ومناقشاتهم حول هذه السلسلة والتي تراوحت بين محبة وتقدير غمرني به عدد مهم من قرائي بدافع لطفهم الإنساني وتشجيعهم لعين ترى ما يرونه، وصوت مشابه لأصواتهم... وبين آراء معارضة (مقصية مشخصنة أحياناً) وبينها آخرين طرحوا أفكاراً تعزف على أوتار مشابهة... وقفت كثيراً أمام ردود وتعليقات القراء، وبداية للجميع أعبّر عن امتناني.. للمادحين الشكر الجزيل فالثناء ينعش القلب، وأنا مدينة للطفكم ومودتكم، وثانياً أحببت كثيراً المناقشات التي دارت بين القراء الأعزاء وبعضهم البعض والتي كان العديد منها فكهاً يعكس خفة ظل والأغلب كان عميقاً وتقدمياً ... وكذا كان هناك المعارضون (حتى من اختار السباب والتنابذ بالألقاب) ولهؤلاء أعظم شكري لأن مواقفهم العنيفة أكدت لي ثبات موقفي المبدئي: فأنا لست مهتمة ولا مشغولة بأن أكون على صواب أو أن أحاول إثبات هذا... أنا أقول ما أقول تماماً كالذي يفتح نافذة يدخل منها بعض الهواء الطري وبعض الدفء وقبس من ضياء وغير ذلك!!!

الفكرة الثانية التي أود أن أختم بها هذه السلسلة فهي تلك الهوّة العظيمة والتي تتسع بتواتر مخيف بين الحضارة الغربية (حضارة التكنولوجيا) وما يحدث في الرقعة الجغرافية العربية الإسلامية. فهناك اتجاه فكري مواكب للتطور التكنولوجي الذي يميز الألفية الثالثة، هذا الاتجاه الفكري كان قد بدأ في الظهور في العقد الماضي بالولايات المتحدة وكندا (وإن كان قد ظهر قبل عقود خلت في أوروبا ولكن دون تسميات أو اصطلاحات بل كأحد نواتج فكرة العدالة والمساواة التي ميزت القرن الماضي)... هذا الاتجاه يسمونه هنا بالليبراتاريان (وهو يختلف عن اليبرالية وإن كان يسير في نفس اتجاهها التقدمي)... أصحاب مفهوم الليبراتاريان معنيون بالحرية الفردية في كل صورها وليس فقط حرية التعبير أو الاعتقاد.. أصحاب هذا الاتجاه بطبيعة الحال يروجون لفكرة قبول الآخر من منطلق جدلية الصواب-الخطأ والمسئولية الشخصية ومنها القانونية (حيث أن الفرد مسئول عن اختياراته وقناعاته وليس لأحد أو جماعة أو دولة أن تفرض عليه خيارات). العالم المتقدم يتحرك بسرعات متفاوتة في اتجاه تأصيل الحرية الفردية والقوانين وحركة المجتمع بذاتها تتغير لتلائم هذه الثقافة الجديدة.

أشعر بانقباض شديد كوني أعيش ضمن سياق العالم المتقدم بينما قلبي وتفكيري يتجهان شطر الشرق، حيث جذوري... أشعر بانقباض شديد حين أرى أن مفكرينا ومتنورينا لازالوا مرغمين على أن يشهدوا العامة على إيمانهم (إسلامهم السني بالضرورة) وحين أرى أن حوارات مثقفينا لازالت تدور حول أهمية التعليم (كما لو ان الفكرة يجب أن تطرح للمناقشة في الأساس)، بينما لازال أغلب إعلامنا مجهّلاً مضللاً، وكل فننا يائس بائس ميئس عبثي سودواوي: أغنيات تلعن الدنيا والزمن وأفلام تعلي من قيمة البلطجة والجهل والنهب والسلب وبرامج هي استنساخ شائه لأسخف ما ينتجه الغرب... وأسأل ختاماً: من هم الضالون؟

وإلى مفتتح جديد مع... "ناقصات عقل ودين"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتأييد إلى السيدة هبة عبده حسن
غـسـان صــابــور ( 2014 / 10 / 16 - 19:01 )
سيدتي الرائعة
أشكرك جزيل الشكر, لأنك أعدت بعض النور والطمأنينة لهذا الموقع بعد انقطاعه عن النت في فرنسا لعدة ساعات.. بعد ظهر هذا اليوم...
جرأتك النادرة بهذه الأيام التي تلتزم بها غالب الأنتليجنسيا العربية والإسلامية, ومن يحملون مفاتيح التحكيم الموظف, يتماشى مع الموضات الإسلامية الجديدة.. حرصا على الراتب الشهري المضمون.
أنت تخرجين عن الخط المرسوم. وأنا أحترم من يخرجون عن الخط المرسوم الذي لا يؤدي سوى إلى ديمومة الغباء والعتمة والجهالة. لذلك لك كل تأييدي ومودتي واحترامي.
وحتى نلتقي........
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 17 - 00:05 )
المسيحيين ضالين بالفعل , و من ضلال مؤسسهم التالي :
[عندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير] .
هكذا كان ينظر أتباع (يسوع) لبقية البشر , يرونهم مجرد كلاب ؛ يجب أن لا تُعامل كالبشر! .


3 - رائع
nasha ( 2014 / 10 / 17 - 05:49 )
رائعة انت . انسانة جميلة الروح حرة التفكير وذكية


4 - عودة إلى السيد ( خـــلـــف )
غـسـان صــابــور ( 2014 / 10 / 17 - 08:48 )
أنا لا أرى ماذا يفعل تعليق السيد عبدالله خلف (أو أبو بدر الزاوي) على مقال السيدة هبة عبدة حسن التحليلي الواقعي الجريء. أن يفتح لـه -الحوار المتمدن- جميع الأبواب وجميع مقالات الزملاء المعنية وغير المعنية, حتى التي تتحدث عن تاريخ زراعة البطاطا, حتى يفرغ جعبته المحصورة ويصب شتائمه على كل الديانات الغير إسلامية. يعتبر انتقاضا لمانيفست الحوار المتمدن الذي يذكرنا باستمرار أن الموقع ماركسي علماني. علما أن كلمات السيد خلف تبقى دوما داعشية طالبانية..شتائمية.. بذيئة.. حاقدة.. لا علاقة لها دوما بالموضوع.. ولا مكان لها بهذا الموقع إن كان ــ حقيقة ــ ماركسي علماني...
مع كل اعنذاري من الزميلة الرائعة السيدة عبلة عبده حسن.............
بالانتظار...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


5 - مهنه عبدالله خلف
على سالم ( 2014 / 10 / 17 - 13:38 )
من الواضح ان عبدالله خلف يتلقى اجره من السعوديه لقاء كتابه هذا الهراء مع كل الكتاب ,الدفاع عن الاسلام لن يفيد بهذه الطريقه الساذجه البدويه


6 - تـــصـــحـــيـــح
غـسـان صــابــور ( 2014 / 10 / 17 - 15:49 )
مع كل اعتذاري من الأخت هبة عبدة حسن, لكتابتي اسمها - عبلة - سهوا بدلا من : هــبــة -
بكل احترام... وحتى نلتقي...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


7 - رد على كلمة ولا الضالين
khaled_mustafa ( 2014 / 10 / 17 - 18:56 )
يبدو أن السيد عبد الله خلف عندما كتب مقولة السيد المسيح وكأنه يرد على من ينتقد الفرآن بذكر كلمة ولا الضالين والتي تعني غير المسلمين بدون تحديد.
ولا ألومه في كتابة ما كتب لأنه يرد على من يتهم القرآن بالعنصرية وكل الأديان إذا أسيء استخدامها عنصرية وكل دين يكره الدين الآخر إذا أستغله من أراد الفائدة لنفسه.


8 - الضالون كثير من كل دين ومذهب
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 17 - 21:28 )

استعمال كلمات من قبيل كافر وضال ومغضوب عليه ......الخ هذا موجود في كل دين

ومذهب حتى لدى العلمانيين والملحدين

ابحثوا عن مادة ضل وغضب في المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم ستجدونها لاتعني أهل الكاب من يهود ونصارى فقط بل تعني غيرهم حت من عصاة المؤمنين والمنافقين

في هذا المقال أيضا عبارات االكراهية والتضليل


9 - رد على السيد عبدالله خلف
john habil ( 2014 / 10 / 18 - 07:09 )
أشعر بانقباض شديد كوني أعيش ضمن سياق العالم المتقدم بينما قلبي وتفكيري يتجهان شطر الشرق، حيث جذوري... أشعر بانقباض شديد حين أرى أن مفكرينا ومتنورينا لازالوا مرغمين على أن يشهدوا العامة على إيمانهم اقتباس عن السيدة الرائعة الكاتبة هبةحسن
المرأة الكنعانية
مثال: للرد على المرائين والكتبة والفريسين من اليهود
وهو ثناءلشخص المسيح الذي رفض مقولة اليهود : أنهم أبناء الله ولا يجوز اعطاء خيرهم للكلاب
لذلك قال للمرأة: عظيم هو ايمانك- ثم شفى أبنتها المجنونة
ولم يقطع يديها ورجليها ويسمٌر عيونها ويلقيها في حر الظهيرة
أو يقول لها اذهبي ياكلبة أنت تقطعين الصلاة ، وانتم يا معشر النساء خلقتم للركوب !!


10 - تعليق
ايدن حسين ( 2014 / 10 / 18 - 14:48 )
الضالون هم الضالون .. و المغضوب عليهم هم المغضوب عليهم
وهم موجودون في كل الديانات
بل ان القران يمدح بعض اليهود . قائلا.. و منهم من ان تأمنه على دينار يؤده اليك
و القران ايضا يمدح النصارى .. قائلا .. و لتجدن اقربهم مودة و رحمة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى
لا تعتمدوا على صحة هذا المصدر او ذاك .. فصحيح البخاري ليس شرطا ان يكون كل ما فيه صحيح .. ولا صحيح مسلم

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah