الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف من استمرار الوجود -3-

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2014 / 10 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


*الشيء، كل شيء، سلسلة من الموجودات المؤقتة، سلسلة من اللحظات الكينونية؛ فكل شيء ينشأ كي يزول، وكي ينشأ من جديد. العالم يتجدد كل لحظة. فالعالم زائل وأبدي في آن: أبدي الزوال، زوالي الأبد*

الصوفية والسوريالية - أدونيس

---------

في الجزأين السابقين وصلنا إلى أنه "لا بد أن يكون هناك شيء"، وأنه لو زال هذا الكون(1) لانبثق غيره، وأن كل ما سبق له الوجود يمكن استرجاعه، وأن النقيضين يجتمعان معا، فيجتمع التقدم مع الانسحاب والوجود مع العدم والسكون مع الحركة ليدفع صراع النقيضين المجتمعين الى التطور.

هذا يدفعنا لنسأل:

إذا كان انهيار الكون سيفضي إلى كون جديد، لأنه لا بد من وجود كون يفضي إلى حياة، وتكون الثمرة النهائية لهذا الكون الشاسع البارد الساكن كائنا ناطقا مبدعا مثل الإنسان يختار ويبني ويخلق المعاني المركبة .... (ابن عربي اعتبر الإنسان هو ثمرة الكون في كتابه "شجرة الكون")... ...........فهل نريد انهيار هذا الكون لينشأ مكانه كون جديد يبدأ مرة أخرى من الصفر ....

ما الموقف من استمرار هذا الكون في الوجود، وهل نتمسك به أم لا نمانع انهياره ليبدأ غيره من جديد ... من الصفر ....

إن البداية الجديدة معناها احتمالات جديدة.... وقد تنشأ الثمرة الإنسانية الناطقة على نحو مختلف هذه المرة وتبدأ قصة تفضي إلى تاريخ يختلف كليا عما حدث في هذا الكون ....

ولكن... هل يعقل أن يستغرق الكون 13 بليون سنة حتى يفضي إلى ثمرته النهائية، الإنسان، ليخلق هذا الإنسان قصة عمرها 7 ملايين سنة فقط، ثم ينهار الكون......

كارل ساغان حين قارن عمر تواجد البشر في الكون بعمر الكون وجده يشبه نسبة حجم يد الإنسان إلى حجم ملعب كرة قدم .........

التاريخ الطويل للثمرة النهائية للكون هو قصير إذا ما قيص بعمر الكون، طويل فقط بالنسبة لأعمارنا القصيرة ... فهذه الثمرة النهائية لا زالت تحبو في الفصول الأولى من هذا الكون، وإذا ما عرفنا أن كوكب الأرض البالغ من العمر 4 بليون سنة، أمامه بليون سنة أخرى يمكنه فيها دعم الحياة على ظهره، لأن الشمس لن ترحمه، فهذا يعني أن الثمرة النهائية عليها أن تجد مواطن جديدة لها خارج كوكب الأرض ...

لم يستغرق الكون 13 بليون سنة في شارة البدء حتى ظهور الثمرة النهائية، بطلة الكون، لتظهر لمدة سبع مليون سنة أو حتى بليون سنة، ثم تفنى، لتعود شارة النهاية......... هذا يشبه أن تكون شارة البدء قبل المسلسل مدتها ربع ساعة وتكون مدة المسلسل بضع ثوان... وهذه مسخرة لا مجال لها

إن على هذه الثمرة الناطقة أن تجد مواطن جديدة لها في هذا الكون الفسيح .... تغزو الفضاء ..... لذا فإن دعم أبحاث غزو الفضاء اليوم هو من أشرف المهمّات التي ينبغي على المجتمعات الإنسانية المتقدمة أن تضطلع بها ...

والآن لنعد إلى السؤال الذي طرحناه منذ قليل... إلى أي مدى نريد لهذا الكون أن يستمر قبل أن ينهار فينبثق غيره.....

على الأقل، إلى الحد الذي يسمح للثمرة الناطقة للكون بأن تطلق إمكانياتها إلى أقصى مدى، بحيث لا يكون عبورها أقصر من شارة البدء...

وعلى الأكثر، ليبق ما استطاع إلى البقاء سبيلا، وما استطاعت الثمرة الناطقة أن تبدع... حتى لو دام هذا الكون إلى الأبد ....



يتبع ....



(1) المصائر المحتملة للكون حسب النظريات والفرضيات العلمية
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86
http://en.wikipedia.org/wiki/Ultimate_fate_of_the_universe








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أي استمرار وجود يا عبد القادر؟؟؟؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 18 - 00:49 )

أي استمرار وجود ياهذااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟

قبل بضعة عقود لم تكن موجودا وأوجدت لابارادتك
وبعد عقود أو سنة أو أيام أو دقيقة لاأدري قد تصبح في خبر كان وأيضا ليس بارادتك

حياتك من لبداية الى النهاية ليست ملكك

فما تنفع السفسطة والتأويل؟؟؟؟

انا لله وانا اليه راجعووووووووووووووووووووووووووووووووووووون


2 - استمرار وجود البشرية والكون وليس وجود الكاتب
قارئ ( 2014 / 10 / 18 - 01:00 )
إلى صاحب التعليق رقم 1

الكاتب يتحدث عن استمرار وجود الكون والبشر وليس حياته هو، لم يجادل في أن الإنسان يموت بل ورد في المقال تأكيد على أن أعمارنا قصيرة.


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 18 - 01:26 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .


4 - الى القارئ صاحب التعليق 2 الوجود لايكون الا بوعينا
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 18 - 01:38 )

وجود الكون والبشر والكاتب وأنت وانا واحد منهم

الكاتب تكلم عما اسمان استمرار الوجود لولا وعينا لما أدركنا الوجود


فافهم


5 - لماذا؟
مصطفى ( 2014 / 10 / 18 - 04:16 )
السؤال هو لماذا كل هذا ؟
ولماذا يستمر الوجود؟وما الهدف من استمراره؟
ولماذا اصلا اختار الوعى المطلق هذا الوجود بالذات ليعيشه او هذا الحلم ليكون هاجسا له ؟الا توجد صيغة اخرى افضل من هذا الوجود؟اين الابداع؟اننى ارى هذا الوعى غير مبدع اطلاقا فالانسان لا يمكن ان يتصور اى وجود خارجا عن ثلاثة اما وجود دنيوى او جنة نعيم.. او نار جحيم وعذاب... الا يوجد ابداع لوجود ذا معنى ومغزى اخر
ما الهدف من استمرار مثل هذا الوجود بنفس الصيغة؟
وما الهدف فى ان يختار الوعى المطلق الوجود فى شخصين قاتل ومقتول او ان تتجسد هواجسه فى مشهد مريع لحرب عظمى او دولة تحتل دولة او عصابة من الفضائيين تقوم باحتلال الارض وبهذا يكون التسامح الكامل!لانه هو الخير وهو الشر هو الضعيف وهو نفسه القوى..ما المتعة واين اللذة فى ذلك؟

حريا بهذا الوعى ان ينهى كل هذا العبث ويجلس فى هدوء ليفكر ما هو هدفه وماذا يريد من وجوده هو نفسه


6 - لماذا؟
مصطفى ( 2014 / 10 / 18 - 04:30 )
انك تنصح بعدم الميل ولكنى ارى ان عدم الميل حالة من العشوائية اللانهائية التى لا هدف لها...
فما الهدف فى ان يظل الصراع بين الشر والخير؟لماذا لا ينتصر احدهما وينتهى هذا العبث سواء كان شرا او خيرا

فالقصة تنتهى لتبدأ قصة اخرى على نفس النمط وربما هى نفس القصة ان عدم الميل يدفعنا حتما للايمان بالبقاء الى الابد فى عالم محاط بالملل الفظيع
انه يشبه ان تظل تجرى الى الابد على سير رياضى لا تتقدم ولا تتاخر
ربما الحل الوحيد للخروج من هذا الملل هو بالنسيان كما ذكرت فى المقالات الاخرى
...
مثل الذى يصعد الجبل وحين يصل الى القمة ينسى ليعاود الكرة بنفس مشاعر الالم والفرح الا ان هذا الحل الذى اختاره الوعى المطلق لا يضفى اى ابداع على القصة..

لا يمكننى حتى ان افكر باننى كنت سابقا ولمليارات المرات افعل نفس الشئ... وربما كتبت تعليقى هذا لمليار مرة قبل ذلك لكنى فى كل مرة كنت استخدم خاصية (الفورمات) لكى لا اشعر بالملل
اجد نفسى مضطرا ان اثور ضد هذا الوعى كما فعلت مع كل الالهة الشخصية ولتبقى الحقيقة اللعينة غائبة لا اجدها

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24