الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بن النار والجنة

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2014 / 10 / 18
المجتمع المدني


انقضت عطلة العيد بحلوها ومرّها , أما مرّها فهو سوء أحوال البلاد والعباد الأمنية والاقتصادية للظروف الراهنة التي نمر بها وقوافل الشهداء جرّاء العمليات العسكرية وـ هدايا العيد ـ من مفخخات التي تعصف بالبلاد بين فترة وأخرى. وأما حلوها فهو الخروج من أجواء العمل الروتينية اليومية والهروب إلى أي بلد من أرجاء المعمورة ــ بلملمة الأمور المادية ــ لقضاء العطلة, لكي ننسى بعض همومنا ومنغصاتنا اليومية من أخبار مزعجة وصور تقشعر لها الأبدان ,ومن تهجير ,ومن قتل ,ومن سبي ,ومن اغتصاب ... الخ ،فالقائمة تطول إلى ما لانهاية.
وعلى الرغم من قلة أيامها التسعة إلا أنني استثمرتها على أتم وجه ,بجدولتها لقضاء فترة سياحة واستجمام جميلة خارج البلد. والحقيقة هذه هي المرة الخامسة التي تتهيأ لي فيها الظروف المناسبة للسفرخارج البلد , وفي كل مرة أكتشف كم نحن العراقيين مظلومون. فنحن إن - صح التعبير - مدفونون أحياءَ منذ زمنٍ بعيد ,على الرغم من خيرات وثروات العراق المتوفرة ،إلا أنه يبقى حجم التطور والرقي في البلد معدوما على جميع المستويات ابتداءً من أصغر الخدمات في البنى التحتية ،وصولاً إلى التعاملات المجتمعية بين الجماعات والأفراد على حد سواء.والأمثلة على ذلك كثيرة ،فما إن تباشر بعملية أخذ تأشيرة المغادرة من البلد حتى يتولد عندك إحباط من الطابور الذي يذكرك بتجمعات المواطنين في المعاملات المستعصية في الدوائر الحكومية..! وهذا طبعا ً يشمل المنافذ الجوية والبرية.فما إن تخرج من منفذنا الحدودي المتهالك في جميع مرافقه من بناء وخدمات وأرضية متربة بالكاد تسير عليها عجلات الحقائب التي تتعرض أغلبها للكسر مما يثير سخط واستهجان المسافرين ,فضلاً عن التعامل الفضُّ والمتعالي لمنتسبي المنفذ مع المسافرين والوافدين على حد سواء إلا ما ندر من ذوي الأخلاق الذين لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وكذلك الحال في المطارات من سوء إدارة ورتابة في عملية (البوردنك) والتأخير المستمر في مواعيد الرحلات الذاهبة والقادمة. وفي المقابل تجد في الطرف الآخر من البلد التي هي وجهتنا تجد الأمور مغايرة كلياً لدرجة عالية من التنظيم ،والخدمات ،والبنايات النظيفة ،والقاعات المكيفة ،وبعضها يحوي مقاعد للجلوس. أما المطارات فهي أمر جميل يبهر الأبصار ،ويخطف العقول بتصاميمها المعمارية ،وما تحويه من وسائل ترفيه ،وراحة للمسافرين ,من مطاعم عالمية,وأسواق حرة ,وفروع حجوزات للفنادق ,وغيرها الكثير من الخدمات الاخرى .
أما بالنسبة للأمور المجتمعية ,فلا يوجد عند أغلب شعبنا ثقافة ،وروح التسامح ،ونكران الذات ,بل نجد حب ألأنا والتنافس. فمن منا مثلاً يقدم مقعده في حافلة ،أو قاعة انتظار لرجل مسن أو امرأة ــ إلا إذا كانت شابة(بقصد التقرب منها)ــ. ومن منا يساعد غيره بحمل حقيبة أو أي شيء آخر( إلاما ندر) ,فضلاً عن رمي مخلفات الطعام ،وأعقاب السجائر ،وغيرها في الطرقات العامة ,مع عدم المحافظة على المقتنيات العامة من أرصفة وشوارع ،ومقاعدالجلوس العامة،وأزهار مغروسة في أجناب الشوارع والحدائق العامة. والحقيقة أنني في كل سفرة تحصل عندي ردة فعل ورغبة بعدم السفر مرة أخرى خارج البلد لكي لا أضطر للمقارنة بين بلدي وبين البلدان الأخرى. وعملاً بقول الشاعر (بلادي وإن جارت علي عزيزة ) , فنار في بلدي خير من جنة في الغربة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل