الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأي معنى يمكن قول أن الإنسان مشروع مستقبلي ؟

محسين الشهباني

2014 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بأي معنى يمكن قول أن الإنسان مشروع مستقبلي ؟

طبقا للمنظومة الجدلية (الوجود سابق على الماهية) فإن وجود الإنسان أسبق على ماهيته، تحددها الشروط الذاتية والموضوعية لكن المحدد بالأساس لمرحلة ما بعد الوجود هي شروطه الذاتية و إرادته، من خلال بناء ذاته عبر مراحل في إطار صيرورة التطور عبر التراكم الكمي من خلال مجموعة من التجارب والأفكار التي تجعله يتمثل الواقع الذي يعيشه وكل هذه التفاعلات تؤطر حياته وعندها تبدأ الماهية في التكون والتشكل عبر الإدراك الحسي والاسترشاد بالعقل والمنطق أو بالخرافة وتصديق كل موروث شعبي (المتراكم عبر الأزمنة الماضوية) هنا يبدأ التفاعل الواقع والمحيط وبين الأفكار المسبقة وبين أفكار يحكمها المنطق والعقل وما يقتضيه ذلك بمراعاة العلاقات المتحكمة في كل هذا اما بالتجاذب او التنافر والانتقال من التراكم الكمي إلى التراكم النوعي( تحول الكم الى النوع بالقفز عبر مراحل ) التي تؤهل الفرد ان يكون حرا في اختياراته وبناء قناعاته و مواقفه متجردا من الميتافيزيقا - ما وراء الطبيعة –متسلحا بالعقل والمنطق والعلم و القطيعة التامة مع أي موروث للثقافة الجمعية التقليدية المتحجرة المغلفة بالرجعية ومفرغة من مضمون الإنسانية ومن الأحكام القيمة .
عند هذه النقطة تتحول التفاعلات الداخلية للتجاوز الذات الى تحديد العلاقة بالأخر باعتباره انا مغايرة والانتقال من الذات الفرد الى الذات الجماعة فالوجود الإنساني وان كان فرديا مطلقا لكن هذه الفردية لا تستطيع أن تبقى بدون علاقات ولا يمكنها أن تنتج لوحدها وبالتالي فهي قاصرة على الحياة دون الانخراط في الجماعة التي تتوافق معها فكريا وتمتلك قواسم مشتركة معها ضمن وحد الأهداف والغايات كل حسب اختصاصاته
يصبح فيها الأخر مراة تعكس صورة (الأنا –هو ) تكملني واكملها الا ان هذا الانسجام ليس هو الطابع المثالي الغالب لابد هناك صراع وظهور نزعات فردانية ذاتية مزيج بين الطموح الشخصي والرغبة الذاتية في التميز قد يؤدي الى تنافر عوض التجاذب إلا أن المحدد الأول والأخير الذي قد يجمع الكل هو الوعي بالمسؤولية والالتزام تجاه الأخر من اجل هدف إنساني واستكمال العلاقات الاجتماعية لتحقيق المشترك باعتبارها غاية في حد ذاتها وليست وسيلة عندها تننفي كل المظاهر الذاتية المفرطة والفردانية لفسح المجال للعمل المشترك ...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah