الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكاء شط العرب

علي المدهوش

2014 / 10 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الخيط الابيض تدلى على فراشي الصيفي، وهو يزيح الستار عن الغبش الذي أيقظ البصرة وهمومي معآ، لم تعد رائحة الشاي المهّيل والخبز الذي التصق بتنور الطين والبيض المقلي الذي يعتلي حبات الباقلاء المسلوقة ، تثير شهية معدتي الخاوية في هذا الصباح المثقل بأنواع الهموم والألام، فأخذتني قدماي الى ضفاف النهر شط العرب،والذي لايبعد سوى مئات الامتار عن بيتي، لاجئآ اليه ومستجيرآ به ، لأبث اليه ألمي ووجدي ، وأُعَلقْ بأعشابه الطافية والممتدة على طول جسده النحيف شكواي وجزعي، قبل أن تنعكس أشعة الشمس بتموجات سحطه المرتطم بزوارق الصيادين وبقايا السفن الغارقة، وأنا مدرك بأن قلبه كبير، يوازي أزليته وتأريخه وسرمديته، بل يحتوي ويستوعب ويستمع لهموم الكون برمة، لذلك لجأت لحضنه الدافى،.ولكن الذي حيرني لون الحمرة البائنه التي أكتست فيها الاعشاب التي تطفو على أكتافه، ورائحة الدم الممزوجة بندى خضار الاوراق الطافية، فثمة أمر غريب، يحدث لهذا النهر المعطاء، وكأنه يأن ويبكي دمآ والمآ، بل شعرت بحاجته أليَ أكثر من حاجتي اليه!!، وهو يطلب مني أحتضانه وبقوة، لم أعرف السبب من هذا الموقف الفريد..
الا أن رفيف الطيور وأصوات أجنحة الكواسر وقضم مناقيرها ، هي التي جعلت عيني تتجه نحو الجثث الطافية والمقطعة الأشلاء والتي تتناثر على سطح النهر هنا وهناك، من كانت طعامآ للطير والسمك،..
صرخت بصوت عاااااال..
ولك بويه.... ولك بويه....
الله اكبر.. شمسوين.. شمسوين.. هاي جثث شباب اسبايكر وصلت شط العرب، فكأن صوت خرير النهر يجيبني فيقول: الم يكن العدد (1700)، شاب؟؟الم تدري بان منسوب ضفافي أرتفعت ، اتدري بأن الاشلاء ستصل الى البحار والمحيطات...
ولك (1700)، تعرف شنو (1700)، شاب!!؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر