الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدستور ,,, الذى تاخر تسعين سنة

سلمان محمد شناوة

2005 / 8 / 24
المجتمع المدني



العراق كان اول الدول خروجا من السيادة العثمانية بدخول القوات البريطانية سنة 1914 عن طريق البصرة ,, حيث لازالت مراسلات الشريف حسين فى بدايتها ولم تعلن الثورة العربية الكبرى الا عند قبر عم الرسول حمزة 1916 ,,

دخول القوات البريطانية كان ايذانا ,, بانتهاء الدور العثماني ,, وبداية الدور البريطاني ومن ثم الدور العربي ,, فتم تشكيل الحكومة العربية الاولى برئاسة عبد
الرحمن النقيب , ثم كانت التسوية التي تمت ,, بتشكيل مملكة العراق واحضار الملك فيصل الاول , ملكا للعراق ,, كتسوية مع الاشراف فى الحجاز ,, او لنقل جبر خاطر لهؤلاء الاشراف الذين طردوا من سوريا ثم طردوا نهائيا من الحجاز .

تشكيل الدولة الحديثة بالعراق , ضم الولايات العثمانية الثلاث , البصرة , وبغداد , والموصل,, و المفاوضات العسيرة لضم ولاية الموصل التي كانت تطالب بها تركيا ,, والتي انتهت بتشكيل العراق الحديث بحدوده المعروفه حاليا ,,

الشعب العراقى بكل طوائفه سواء الشيعية او الكردية او المسيحية او باقي الاديان او الطوائف ,, نلاحظ ان طوال حكم الدولة العثمانية منذ دخول سليمان القانوني بغداد سنة 1538 لغاية معركة النخيلة وبداية الغزو البريطاني او التحرير1914 ,, كانت الدولة العثمانية تعتمد على النخبة السنية فى ادارة شئون الولايات الثلاث فى العراق , فلم يكن ابدا ,, اعتمداها على النخب الكردية او الشيعية ,,,

منذ حكومة عبد الرحمن النقيب الاولى لغاية حكومة الجعفرى فى هذه الايام فى فاصل زمني يستغرق 90 سنة لم يكن للعراق دستورا كاملا اجتمعت كل طوائف المجتمع من سنية وكردية وشيعية ومسيحية مثل اجتماعها اليوم ,, عند وضع الملك فيصل الاول ملكا على العراق بعد تنصبيه من الادارة البريطانية ذاك الوقت ,, تم اختيار دستورا من الخارج ,, يعني فقط بابسط الحقوق والواجبات ,, ولكنه دستورا مستوردا بايدى اجنبية وخبرة قانونية اجنبية ,, لكنه دستور يفي بحاجات المجتمع العراقي سنة 1923 ,

اتذكر قول احد الساسة ,, قال ان نظامنا مركزي شديد المركزية بحيث ان الانقلاب يتم احيانا بدبابة ,, وهذا واقع صحيح انقلاب على العهد الملكي 1958 كان بدبابة , الانقلاب على عبد الكريم قاسم سنة 1963 تم بدبابة , انقلاب حزب البعث 1968 تم بدبابة ,
ان المركزية الشديدة فى العراق – تقول ان من يملك الدبابة فى بغداد يملك السلطة – وان من يملك الدبابة فى بغداد يملك الانقلاب – ولكن من يملك الدبابة فى البصرة او السماوة او الناصرية او الموصل , لا يملك السلطة ولا يملك الانقلاب ,
اذن حتي يملك الانقلاب ويملك السلطة , يجب ان يملك الدبابة وان يملك الدبابة فى بغداد هذه المركزية ,,, وهذا تركز المركزية لدينا ,,,,

فى سنة 1991 حدث وضع غريب على العراق وهي انتفاضة سنة 1991 التي عمت كل محافظات العراق الشمالية والجنوبية , ماعدا بغداد والمحافظات السنية التي ابقت على ولائها لصدام حسين ,, اى ابقت على ولائها للدولة المركزية ,,,

الانتفاضة وضع غريب على العراق ,, ان الشعب هو الذى اراد التغير وليس النخب الحاكمة والتي كانت تزور السفارة الامريكية تارة والسفارة البريطانية تارة ,
هذه المره الشعب هو الذى حمل الرشاش وجابه الدبابة ومالك الدبابة ومالك الانقلاب ومالك السلطة يريد تغير الوضع ,, الشعب بكل فئاته حمل البندقية وحاول القيام بالانقلاب من البصرة والعمارة والناصرية والسماوة والنجف وكربلاء ودهوك والسليمانية واربيل ,, يطالب بالتغير ,, وفشل الشعب ,,

لماذا فشل الشعب فى وقت يجب ان ينجح ,, الحسابات الدولية سنة 1991 كانت ضد الشعب ,, فانسحبت القوات الامريكية وتركت ظهر الانتفاضة مكشوفا لضربات قائد الدبابة والسمتية ,,,

فكانت الهجرة التي لم يشاهد التاريخ لها مثيلا , شعب كامل يُهجر من الجنوب , ومن الشمال حتي بلغ المهاجرين من الاكراد المليونين , على الحدود الشمالية للعراق ,, ومثلهم من المهاجرين فى جنوب العراق ,

وضعية الشيعة فى الجنوب ووضعية الاكراد فى الشمال كانت نتاج الحكومة المركزية ,, وتركز السلطة بيد النخب السنية ,, والتي ابت الا تشارك احد ,, وان حاول اى كان الحصول على حقوقه ,, كان يقمع باشد ما يكون القمع وفتحت القبور الجماعية ,,,

لذلك نجد اليوم الاكراد اولا , والشيعة ثانيا يطالبون بدولة فدرالية تحفظ لهم الحقوق , وتوزع لهم الثروات بشكل مقبول حتي يتساوى ابن الشمال مع ابن الجنوب وابن الوسط ,, الفدرالية ,, هو تهديد ,, للذى يريد الاستبداد على الاخر ,, ان الاخر يستطيع الانفصال ,, ولكن بقاءه بارادته الحرة فقط ,,

دستور اليوم كان من المفترض ان يخرج للنور منذ سنة 1923 فى بداية الدولة العراقية الحديثة ,, لو كان ,,,,, لما وجدنا الانقلابات التي حصلت فى العراق , ولم وجدنا هذا الطغيان الذى استبد بالعراق واهله , ولما وجدنا هذه الحروب الفوضوية التي قضت على خيرة شباب العراق بدون سبب , مرورا من حرب ايران ذات الثناني سنوات ولا حرب الخليج الاولى ولا الخليج الثانية ,, ولا الحصار والذى جف فيه الضرع واحترق , وما وجدنا هذا الانهيار الذى حدث فى ثقافة وعقلية الانسان العراق ,, والذى نعتقد اننا نحتاج الى عشرات السنين لبناء الانسان العراقى من جديد .

دستور اليوم اجل تاخر 90 سنة منذ حرب البصرة 1914 لغاية اليوم ,,, واخيرا شاهد النور ,,,كم كانت التضحيات صعبة وكم كانت الثمن غاليا ,,, هذا الاجتماع الذى انتهى امس بتقديم مسودة الدستور ,, كان يفترض به يتم قبل 80 سنة على الاقل ,,, وكان بهم اختيار الشكر الفدرالى منذ تلك اللحظة ,, وكان الاجدر بهم حساب رغبة اهل العراق ,,

مخاض الدستور الصعب امس والنور الذى يشاهده اليوم ,, يجب ان يحاط بكل قدرة على المحافظة على انجازات هذه المسودة ,, وهذا الدستور ,, الذى سيبقى خط احمر لا يستطيع تجاوزه اى كان ,, ومن كان ,, سيحافظ على ثوابت المجتمع ويفتح الباب ,, للحريات والحقوق ,,, بغظ النظر عن اللون او الجنس او الدين او العرق ,,


سلمان محمد شناوة
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان: القطاع الخاص مطمئن أن حقو


.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة




.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب


.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة




.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ