الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح التدين الملاذ الأخير من العنوسة

أماني أريس

2014 / 10 / 22
المجتمع المدني


تعيش الكثير من فتيات العصر في بيئتنا العربية المسلمة ضغطا رهيبا في سباق مع الزمن، بين مطرقة المجتمع وسندان الرغبة الفطرية في ٳ-;-يجاد النصف الثاني، وإشباع رغبة الأمومة، جعلهن يتعاملن بميكافيلية صارخة، ويلجأن ٳ-;-لى طرق مختلفة بغض النظر عن مشروعيتها من عدمها، في سبيل الظفر بأزواج يتخلصن بهم من شبح الوصم بلقب العانس، ففي الوقت الذي سلكت فيه فئة من هؤلاء الفتيات سبيل التبرج والسفور، وامتهان الخروج من البيوت بسبب وبدونه، اهتدت فئة أخرى الى طريقة تبدو في ظاهرها ذكية مستساغة، وهي ٳ-;-بداء التدين وتكلف المثاليات ، حيث لا يخفى على أحد من معارفهن ذلك التحول السلس الجذري، في أشكالهن وطريقة لباسهن وطريقة تعاملهن، كلامنا هذا ليس وصاية على النوايا، ولا يقصد به التشكيك الجزافي في صدق توبة هؤلاء وابتغائهن وجه الله وثواب الآخرة، ٳ-;-نما حكم منطلقه ٳ-;-قرار الصريحات منهن، وكذا الكثير من التصرفات الصادرة عنهن والتي تظهر ٳ-;-زدواجيتهن، وتؤكد أن قرار التغير لم يكن عن قناعة ، بقدر ما كان له غاية أخرى قد تكون البحث عن الراحة النفسية بهيبة الالتزام من الضغط والإرهاق النفسي الذي سببه لهن المجتمع القاسي، أو قد تكون استمالة للباحثين عن ذوات الدين والأخلاق ، ليصبح بذلك التدين تجربة قابلة للتغيير ٳ-;-ن لم تأت بأكلها .
ففي ظل مفارقة النظري والواقع، وتصاعد تيار المناهضين للانسلاخ والمنافحين عن الأخلاق بشكل مستمر من الرجال، وبالمقابل تزايد تعداد المطلوبات لأشكالهن لا لأخلاقهن، تاهت الكثيرات وأصبحن خاضعات باللاشعورٳ-;-لى تجارب التغيير من حالة ٳ-;-لى حالة، وأقرب مثال يبدو جليا في المجتمع، هي ظاهرة التزمت والزهد السلبي التي تصبح عليها الكثير من البنات في سن معينة، وذلك الدور المائل ٳ-;-لى النقمة على الذات وعلى الغير أكثر منه ٳ-;-لى الاصلاح والالتزام المعقول، لكن بمجرد تحسن الظروف، وعودة أمل الارتباط أوحضورالنصيب؛ تأتي الاستفاقة ومعها العودة ٳ-;-لى الحالة التي كن عليها قبل قرار التزهد، فبعد تحليل الظاهرة يمكن القول أن الخطأ ليس في اِلتزام هؤلاء البنات وحملهن مسؤولية الاصلاح والدعوة، ٳ-;-نما يكمن في مدى قناعتهن بذلك فكثيرات منهن توضعن في موقف حرج بعد العودة ٳ-;-لى ما كن عليه وتتعرضن ٳ-;-لى انتقادات لاذعة من طرف المحيطين بهن، سيما من كن يحاضرن عليهم ويلقين على مسامعهم الفتاوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين