الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة المُغيبة

مختار عبد السلام

2014 / 10 / 23
المجتمع المدني


قال لي صديقي : يعني انت مش عاجبك المواجهة الامنية مع جماعة الاخوان ؟

طيب ازاي وانت شايفهم كل يوم ضرب قنابل ومظاهرات وتكسير وتخريب ، في الشارع وفي الجامعة وفي كل مكان يوصلوا له ؟؟

قلت لصديقي بداية انا لست ضد المواجهة الامنية ، فالقوة لا تواجه الا بقوة ، والفكر لا يواجه الا بفكر ، والتنظيم القوي لا يواجه الا بتنظيم قوي ، فأين قوة الدولة وفكرها وتنظيمها ؟؟؟؟؟ للاسف لا يوجد ، فمع تلاحق الضربات الامنية الاستباقية ، والمواجهات المتلاحقة مازالت القنابل تزرع وفي عقر دار الداخلية علي وجه الخصوص ، وكأنهم يخرجون السنتهم للداخلية ، وظني انهم يقولون لهم في رسالة مباشرة ، انتم في متناول ايدينا .... عندك مثلا في الغربية قنبلتين في نادي الشرطة ، قنبلتين في فناء مبني محافظة الغربية بطنطا ، تهريب مساجين من قسم بالمحلة الكبري ، قنبلة امام مبني البحث الجنائي بالمحلة الكبري ، وقبلهم استهداف كمين شرطة في السنطة ، واخرها في مولد العارف بالله سيدي احمد البدوي ، فماذا فعلت المواجهات الامنية ؟؟؟؟

لا شئ سوي زياده التعاطف معهم ، لا شئ سوي تفريخ مجرمين اشد اجراما ، بعد القبض علي شباب غض مشوه فكريا ومغيب عقليا .... تلك هي النتائج وكأن التاريخ يعيد نفسه .

سكت صديقي وعاد يسأل ... وما العمل ؟؟؟

قلت له ستبقي جماعة الاخوان علي تطرفهم وغلوهم ، بل سيزدادون تطرفا وارهابا كلما زادت المواجهات الامنية ، وتستقوي اكثر لان لديهم قضايا يتاجرون بها ، وهي قضايا ليست دينية بل دنيوية بحته ، وعلي فكرة ليست بينها قضايا الحريات والديمقراطية ، لانهم ببساطة لا يؤمنون بها ، ومن اهم قضاياهم غياب العدالة الاجتماعية ، والبطالة وارتفاع الاسعار وقضايا السكن والصحة والتعليم والامن ، تلك هي اهم القضايا التي يتاجرون بها ، وللاسف وبعد ثورتين لم نري بادرة امل ، علي تفعيل الاراده السياسية للبدء في حل تلك القضايا ، فالشرطة وقد عادت مرة اخري ترتدي نفس القناع القبيح ، ورغم تفهمنا لمخاطر تتعرض لها الشرطة من محاولات لاسقاطها ، الا ان هذا ليس مبررا كافيا لتكون الداخلية جهاز ترويع للمواطنين، كذلك الشباب القادر علي العمل والمؤهل له والكفء والمحتاج للوظيفة لا يجد فرصة عمل ، بل تجد الوظيفة تذهب الي من هم اقل كفاءة وقدرة واحتياج للعمل وباعلي الرواتب ؟؟؟

فالعدالة تقتضي ان تتساوي رواتب الموظفين الذين يقبضون رواتبهم من خزانة الدولة ، ومع ذلك تجد راتب الموظف في البترول غيره في الضرائب غيره في الكهرباء غيره في مجلس المدينة والمحليات والتربية والتعليم ، وجميع ما ذكرت جهات حكومية ، فأين العدالة ؟؟؟؟؟

تجد التشريعات المتعارضة والتي تخلق اوضاع متعارضة مع نصوص الدستور ، وايضا صعوبة اتخاذ القرار بتعديلها ، فكيف اسكن بايجار شهري الف جنيه في حين انني امتلك منزل الشقة فيه مؤجرة بخمسة جنيهات ، اين العدالة عندما تلد امرأة في الشارع لرفض المستشفي الحكومي توليدها ، اين العدالة وراتب المدرس الذي يربي اجيال لا يتجاوز الالف جنيه الا بقليل ، ويقولون ان دخله من الدروس الخصوصية يكفي اسر كثيرة ، وكيف تدّعون محاربة الدروس الخصوصية ؟ اليس هذا المدرس انسان له احتياجات ايضا ؟؟؟

التفاوت الرهيب في الدخل لذوي الوظائف المتماثلة في الجهات الحكومية التي تتساوي فيه المؤهلات ومواصفات شاغلي الوظيفة واستحالة تعديلها ، اين العدالة في ظل وجود صناديق لا رقيب عليها ويصرف منها للمحاسيب والرشاوي ، اين العدالة في مقعد البرلمان الذي يكلف صاحبه ملايين الجنيهات ، وهل تظن من اجل المقعد ليخدم الشعب ام لاستعاده ما انفقه عليه اضعاف مضاعفة ... القضايا كثيرة والهموم اكثر ،

والبداية ان تكون هناك اراده سياسية للحل ، وسوف يتحمل المواطن سنوات وسنوات في سبيل الا يعاني ابنه او حفيده مما يعانيه ، فقط نبدأ الان وليس بعد ساعة ، وان كانت جماعة الاخوان تقول الاسلام هو الحل ، فليكن شعار دولتنا العدالة هي الحل .... وعلي فكرة الاسلام هو دين العدالة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دويتشه فيله تكشف: عن ضباط ينتهكون حقوق الإنسان بين قوات حفظ


.. إسرائيل: متظاهرون يطالبون الحكومة بالإسراع بعملية تبادل الأس




.. حملة اعتقالات داعمي فلسطين في ألمانيا متواصلة


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال يما




.. اعتقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي بتهمة ت