الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدريس الجامعى للإرهاب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشكلة الخلايا والميلشيات الطلابية التى يقوم تنظيم المحظورة الإرهابى بإقامتها فى شتى الأحياء والشوارع والمؤسسات الدينية والتعليمية وغيرها، رغم أنهم قلة فى المجتمع إلا أنهم يتمتعون بتوجيه وإرشاد عقائدى وسياسى خاص ومن المميزات التى يتمتعون بها، تمويل مالى خاص وتدريبات عسكرية على إثارة الفوضى والشغب فى الأوساط الطلابية والشعبية، لخلق مناخ إرهابى يعمل على تشويه أعمال الحكومة والوزراء وإنهاك رجال الأمن والشرطة مما يعطى الفرص للخلايا الإرهابية الآتية من غزة أو من بلاد أخرى، أن تمارس نشر الإرهاب بدءاً من سيناء إلى بقية محافظات مصر، ومحاولاتهم تجنيد الناقمين على الوضع الأقتصادى فى المجتمع وإشراكهم فى عمليات الشغب والتطرف.

النخبة الثقافية والإجتماعية والدينية تعرف جيداً أن مناهج التعليم مصدر من مصادر التطرف والعنف، سواء فى المؤسسات التعليمية الوطنية أو المعاهد الأزهرية حيث الأفكار الدينية القادمة من عصور جاهلية وتطبيقها فى مناهج العلم، إلى جانب إعتناق بعض الأساتذة فكر الجماعة المحظورة أو فكر غيرها من جماعات تريد إستعادة مظاهر الحياة البدوية الصحراوية، ويخدعون الطلبة بأن تكوينهم لتلك الجماعات الإسلامية هى صحوة ونهضة ربانية وضعها فى نفوس قلة من المؤمنين به، وبالطبع يطفو على السطح الأفكار التراثية لكثير من الفقهاء التى تقسم المجتمعات إلى دار الحرب ودار السلام، أحزاب الله وأحزاب الكفار أو الشيطان، الفئة الضالة والفئة الناجية..إلخ.

ورغم أعتراف علماء الأزهر بأن الطلاب القادمون إلى الجامعة الأزهرية أو بقية الجامعات المصرية، يأتون محملين ومكتسبين للفكر الدينى المتطرف الذى من الصعب إزالته ببعض المحاضرات أو الندوات، لأن الطلاب بمختلف إتجاهاتهم سعداء بأنهم خرجوا إلى عالم الحرية وأنهم أصبحوا كباراً وليسوا أطفالاً، لذلك يعتقدون بأن من حقهم ممارسة وتنفيذ ما تم تلقينهم من أفكار الأساتذة والمنتمين للجماعات الإسلامية، لذلك يكون من الصعب تحصينهم بأفكار تتعارض مع مكتسباتهم الثقافية والدينية، التى أمتلكوها خلال سنوات التعليم المختلفة وكما يقول المثل المصرى" التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر"، من هنا تكون التربية والتعليم منذ مرحلة الحضانة وحتى الثانوية العامة وما شابهها، فترة تكوين وتشكيل العقل البشرى.

لذلك من الصعب ترسيخ الوازع الوطنى والهوية والإنتماء المصرى داخل عقول تشبعت بالوازع والهوية والإنتماء الدينى الإسلامى، فالجماعات الإسلامية قائمة بحكم تكوينها على أيديولوجيات مخالفة للأغلبية المجتمعية ومنافية للأفكار الراسخة، من هنا وجدنا أن التيارات الإسلامية تلجأ إلى فرض أيدولوجياتهم المتطرفة والمنافية للعرف الجماعى بالعنف والإرهاب، وتخريب المؤسسات وبث الرعب وقتل إخوتهم فى الوطن لأنهم أصلاً لا يعتقدون فى المواطنة والهوية الوطنية بل أعتقادهم الكامل الذين تربوا عليه هو قائم على الهوية والإنتماء الدينى، وتلك الجماعات الإسلامية الخارجة على الأغلبية تربى أعضائها على السمع والطاعة وأن كل ما يقوله قادة الجماعة مثل التعاليم المقدسة، لا يجب الأعتراض عليها وكل هذا يعطينا فى النهاية شخصية غيبية إزدواجية ترفض قوانين الوطن وتطيع قوانين جماعتها.

لذلك من الصعب والعسير على رجال الدين والنخبة الثقافية أن تحاور تلك الفئة الطلابية التى لا يهمها وليس فى إعتقادها المحافظة على الوطن والمواطنين، بل من ضروريات عقائد الجماعات والتنظيمات الإسلامية التى إنضموا إليها الدفاع والمحافظة على الدين وكل من يسئ إليه، بل وأن يكون طلبة الجامعات هم المصدر الرئيسى للصحوة الإسلامية والدعوة لإقامة المجتمع الإسلامى، وبالنسبة لتلك الخلايا الطلابية الإسلامية فإنها لا تعترف برجال الدولة لأنها تكفرهم ولا تعترف برجال الدين لأنهم يخالفون عقائدهم الأيديولوجية، بل أصبحت تلك الجماعات مصدر ثراء سريع نتيجة للإقبال الواسع على مخططاتها وأعمالها، حيث توجد دولاً كثيرة لديها الأموال وتريد دفعها لكل من ينفذ لها بعض الأعمال التى تخدم مصالحها الخاصة.

إن إكتشاف قوات الأمن وضبط إطارات للسيارات وعبوات للبنزين وعصى وزجاجات فارغة، ليس فى سيارات طلبة لكن فى سيارات المعيدين وأساتذة الجامعة، مما يعطينا مؤشراً خطيراً عن حجم الجرائم التى يخطط لها كبار رجال العلم والنخبة فى جامعاتنا، والتى يصفها رئيس وزراء تركيا" إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية يحرم مصر من كفاءات بشرية هائلة"، ويسأله كل مصرى وطنى: يا أستاذ/ أحمد داود أوغلو هل إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية يحرم مصر من كفاءات بشرية هائلة يجلبون لكلياتهم وجامعاتهم أدوات الجرائم الذين يخططون لإرتكابها، هل القرار القانونى لقضاء مصر سيحرم مصر من كفاءات بشرية أو سيحرم مصر من كفاءات إجرامية تقوم بتحويل الحرم الجامعى والطلاب إلى ساحة حرب وبلطجية من المؤكد أنك سترفض وجودهم فى بلادك؟

إذا كنت يا أستاذ/ أحمد أوغلو التركى مثل أردوغانك مجرد عبيد للتنظيم الدولى للمحظورة فى مصر والتى تستضيفونهم فى بلادهم، وأكيد على علم بما يرتكبون من إرهاب إجرامى وتوافقون عليه أمام العالم كله، فأقول لك: تمتعوا بفعلة الإجرام ومرتزقته بأسم الإسلام الذى تدافع عنهم ولا تتركهم بل أحتض تلك الكفاءات البشرية الهائلة بكل قوة وأستغلها فى رفع شأن الخلافة التركية، وشعب مصر فى إنتظار إبداع الكفاءات الداعشية على أرضكم التركية.

ومن حيث لا يدرى أكد رئيس الوزراء الداعشى التركى للعالم على أن مصادر الشغب والفوضى والتخريب والقتل، هم تلك الكفاءات البشرية الهائلة من طلاب وأساتذة الجامعات من أعضاء جماعة الإخوان المحظورة، إذن نحن فى أنتظار موقف القضاء والخارجية والداخلية من هذا الكلام التركى الإرهابى حتى لا يستفحل الداء الإخوانى التركى ويطرق أبواب شعب مصر كلها!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah