الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحانات و بيوت الدعارة أفضل من المساجد .

صالح حمّاية

2014 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لفت انتباهي وأنا أتجول بين الصحف الجزائرية اليوم خبر على أحد الصحف يقول "تنطلق، اليوم الجمعة، أكبر حملة وطنية لمحاربة الانتشار العشوائي لمحلات الخمور وبيوت الدعارة، بمبادرة من جمعيات وأحزاب ولجان أحياء وشخصيات وطنية حملوا شعار -الشعب يريد تطهير البلاد- بعدما بات الانتشار العشوائي للمخامر وأوكار الرذيلة يشمل الأحياء السكنية، الراقية منها والشعبية، حيث تحولت الشقق إلى بيوت تمارس فيها الأفعال المخلة بالحياء، على مسمع ومرأى المواطنين" و الحقيقة انه وبما أن هؤلاء يزعمون أن هدف حملتهم هو تطهير البلاد من الحانات و بيوت الدعارة التي تضر البلاد (وهو للأسف اعتقاد يحمله كثيرون ) وددت التوضيح هنا كيف أن هذا التصور هو تصور مغلوط ، لأنه ومن الواقع الذي نعيش وبشاهدة التاريخ فليست الحانات أو بيوت الداعرة هي المشكلة التي تعاني من الأوطان ، بل الواقع أنها المساجد هي المرض المزمن الذي يفتك بالكثير من الدول .

انه وطوال التاريخ (ومنه تاريخ الجزائر) فلم يحدث أننا شهدنا واقعة كانت فيها حانة أو بيت دعارة سببا في أزمة مست ببلاد من البلدان فلا يسجل التاريخ أي حالة لكارثة ألمت ببلد بسبب الحانات أو بيوت الدعارة ، لكن في المقابل وبالنسبة للمسجد فنحن سنجد انه في تاريخه قد أودى بالكثير من البلاد إلى التهلكة ، حين تحول إلى بؤرة لتفريخ الإرهاب والفكر المتطرف (و منها طبعا الجزائر التي دخلت في عشرية دموية كادت تقضي عليها بسببه، فجماعة الجبهة الإسلامية fis التي دمرت الجزائر فانطلاقتها الأصلية كانت من المساجد ، و بالعودة لقادتها فنحن نجد أنهم كلهم كانوا أئمة ووعاظ يعلمون في المساجد ) لهذا فمقارنة بين المسجد والحانة أو بيت الدعارة فالفارق هائل جدا ، فالحانة أقصى ما يمكن أن تسببه هو إحداث شجار بين شخصين أفرطا في الشرب ، لكن المسجد يمكنه إشعار فتيل حروب قد تدمر دول بسهولة ، وهنا طبعا لن ننسى أن أول من ثار على المسجد فهو موسسه كما نجد في الآية 107 من سورة التوبة (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون ) فالنبي محمد وحين وجد أن احد المساجد يهدد سلام مجتمعه قام بحرقه و هدمه ، فإذا كان هذا تصرف مؤسس المسجد مع مسجده ، فما بال حالنا اليوم و المسجد يفعل أضعاف أضعاف ما جرى حينها ؟ .

حاليا جميع المساجد في البلاد الإسلامية هي أكثر خطرا مما كان مسجد الضرار زمن النبي محمد ،و الحال طبعا لا يحتاج إلى تدليل ، لهذا فإذا كان هناك من تصرف يراد به حماية امن البلاد فهو حتما بإغلاقها واحرقاها وهدمها ، فهذا اقل ما يمكن عمله بعد الكوارث التي سببها، أما عن بيوت الدعارة و الحانات فالواقع أننا نحتاج إلى فتح المزيد و المزيد منها ، فالحانات وبيوت الدعارة هي الحل للكوارث التي يسببها المسجد ، فعلى الأقل وبوجود الحانات وبيوت الدعارة فلن نجد من شبابنا من سيذهب ليفجر نفسه في الآخرين ليتمكن من شرب الخمر ونكح النساء ، فالشباب إذا وجد الحب و المتعة على الأرض فلن يذهب للبحث عنها في الحياة الأخرى في الجنة ، وشخصيا هنا اعتقد أن مثل هذه الحملات من الجماعات الأصولية إنما هدفها هو هذا الأمر بالذات عكس ما تزعم ( أي حرمان الشباب من المتع الأرضية لحضهم ع الموت في سبيلها في الجنة و توظيف هذا ) فالمجتمع (كالمجتمع الجزائري) هو وبحاناته وبيوت دعارته يعتبر محصن من هوس الإرهاب ، لهذا هؤلاء ولتعلوا الجنة في عيون الشباب وليحفزوهم على الموت في سبيل الهراء نراهم يريدون حرمانهم من المتعة الأرضية ، فحين ينقرض الحب والمتعة في الأرض ستصبح الحياة كالجحيم وسيفكر الشباب بالهجرة للحياة الأخرى بحثا عن الجنة .

لهذا اليوم وبالنسبة للحكومة الجزائرية التي هي في حرب على الإرهاب ؛ و أيضا و بالنسبة للمجتمع الجزائري الذي عانى من الإرهاب ( والكلام كذلك موجه لكل حكومة أو مجتمع شبيه ) فالأصل هو بالدفاع عن الحانات وبيوت الدعارة لأنها صمام الأمان ضد الإرهاب و التطرف ، ففي ظل وجود حانات وبيوت دعارة وحياة طبيعية عموما فيها حب و اختلاط و فكر وعمل ، فالمجتمع لن يعاني من الإرهاب ، لكن لو سمحنا بتحويل المجتمع إلى جحيم بتطبيق الشريعة كما يريد الأصوليون ، فنحن لن نفتح الباب سوى للتطرف و الإرهاب الذي سيدمرنا كلنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقارنة بين حانات الخمور والمساجد
شاكر شكور ( 2014 / 10 / 24 - 06:41 )
الحقيقة اصبحت المساجد كثكنات لتجنيد وتدريب الأرهابيين وتعليمهم طرق الأنتحار في سبيل حماية إله الأسلام على امل الحصول على وهم حوريات الجنة ، من يخرج من المسجد بعد صلاة الجمعة يكون وجهه عابس ومتجهم ومهيئ نفسيا للعدوان والأعتداء وكثير من المظاهرات الغوغائية المشحونة بالعداء تحدث غالبا بعد صلاة الجمعة لأن اغلب صلاة المسلمين تتضمن الدعاء على الآخرين المخالفين لهم في المعتقد والأنتقام من البشرية بمفهوم الجهاد ، بالمقابل الذي يخرج من حانات الخمور يخرج بوجه فرح ومبتسم ومرتاح نفسيا ويأتي الى عائلته بفرح وبأريحية ونكات ، كثير من القادة العرب اطلقوا شعار الحملة الإيمانية وبنوا كثير من المساجد الضخمة التي لا يحتاجها الشعب مقارنة بأحتياج المواطن الى مستشفى او مدرسة وبنوها هؤلاء الحكام نفاقا لترضية الأسلاميين ولكن انقلب رواد تلك المساجد الى اعداء لهؤلاء الحكام حيث أغلبهم انظموا الى تنظم داعش كما حدث في سوريا لأن الذي يربي الذئاب في بيته يتوقع ان يكون هو اول ضحاياهم ، تحياتي للأستاذ صالح حمّاية المحترم


2 - الحانة مكان حيويا
جابر بن حيان ( 2014 / 10 / 24 - 07:53 )
كلام في الصميم الحانات هي امكنه لعقد الصفقات والنقاشات والمساهمة في الاقتصاد واعانة الفقراء ففي الحانات يجد المتسول من يعطيه نقودا ويجد البائع المتجول من يشتري منه وماسح الاحدية من يشغله الحانة هي مكان يعج بالحيوية على عكس المسجد الذي هو مكان لا يوحي الا بالموت وبالقتل والتطرف وهؤلاء الذين يريدون تنظيف البلاد عليهم ان ينظفوا عقولهم اولا وقبل كل شيئ


3 - انت انسان صادق وشجاع
فراس ( 2014 / 10 / 24 - 09:32 )
لم اسمع اروع من هذا الكلام..لقد وضعت يدك على بيت الداء..ولكن


4 - اننا لا نعرف غير الحقد والتدمير لذا يجب تدميرنا
احمد حسين البابلي ( 2014 / 10 / 24 - 09:43 )
استاذ صالح لماذا لا تترك مسلمينا سابحينا في حقدهم على كل شيئ جميل في الحياة لانهم لم يفكروا الا في التدمير وتخريب العقول ولهذا نراهم متخلفين متسولين مخربين وهم في القعر دائما ينالون الضرب بالحذاء وهم منتصرين كما حدث لهم في غزة قتلوا اربع شبان غدرا من اليهود وقتلوا منهم اكثر من 2200 مع تدميرمدينتهم المملوءة حقدا وغدرا..اتمنى ان يأتي يوم لمقاطعت البلدان الاسلامية وحصرهم في زاوية مظلمة عندها سوف يأكلون بعضهم بعضا..تحياتي لك ولكل مصلح ولكن لا فائدة من اصلاحنا وشكرا


5 - ايام البيره المثلجه
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 10 / 24 - 11:08 )
سيدي الكريم, في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي , كان شارع ابو نؤاس في بغداد ملاذ الشباب حيث المنتزهات و الحوانيت المنشره على ضفاف نهر دجله الخالد مع اشتداد الحر في شهري تموز واب من كل سنه ناتقي هناك مه البيره المثلجه وبأنواعها فريده وامستل وسنابل وغيرها والمزه بكل انواعها, نسرح مستمعين الى اغاني ام كلثوم الهادئه انا وحبيبي يا ليل نلنا امانيننا ,, او اغنيه شمس الآصيل وغيرها , هذه الاجواء كانت تهذب الآرواح ونعطي اجواءا من الآستراخاء وتزيل الضغط النفسي , , لم نكن نفكر لا بالجوامع والحسينيات والمساجد ولا باللطم وضرب الزناجيل واعاده قراءه التاريخ والآمه, كما يفعل بعض شبابنا حاليا , كنا ايام زمان نتداول من اصدارات حديثه وكتب ممنوعه امثال كتب مكسيم كوركي وتولشتوي وغيرهم من الكتاب العالمين وباضافه الى المجلات المصريه , هكذا كنا مع الحانات ايام زمان , وهكذا هم الآن مع المساجد والحسينيات من غسل لللآدمغه وقتل الناس الآيرياء , مع التفدبر


6 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 24 - 12:32 )
الرد :
الحانات و بيوت الدعارة أفضل من الكنائس :

- الكنيسه و بسبب أوامرها قامت بتدمير حضارة (الازتيك) و (الانكا) و (المايا) و (الهنود الحمر) , في عملية يعجز عنها كل شيطان و طاغيه! .

- الكنيسه ترفض و لا تجيز تهنئة غير المسيحي بالأعياد , تابع :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs

- الكنيسه -في وقتنا المعاصر- تعمل على إبادة الأقليات المسلمه , تابع :
جرائم المسيحيين في افريقيا الوسطى :
https://www.facebook.com/video.php?v=1542048006025663&set=vb.1482170728680058&type=2&theater

- الكنيسه تتبع قوانين (العهد القديم) الإرهابيه , تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479


7 - لم يخرج من المساجد إلا إرهابيين
عماد ضو ( 2014 / 10 / 24 - 16:57 )
المساجد لم تخرّج إلا إرهابيين ومن يستطيع أن يناقض هذا الكلام فليتحدث في صلب الموضوع وليس مثل محاولات الموظف الوهابي عبد الواوي خلف أعلاه التي لن تستطيع التعمية على حال المسلمين المتدني بسبب مساجد هذا الدين الذي أوصلنا للحضيض. لا علاقة للأزتك بتخلف مهلكة الإرهاب التي تعيش بها يا عبد بل بالشيوخ الذين لا يفتون إلا بالتوافه ويشجعون على رذيلة الكسل والجمود والتكرار الببغائي والعمالة للأجنبي. لم نصل لحضيض غزونا وتدمير بلادنا إلا بسبب المساجد الوهابية التي نثرها أل سعود في كل الكرة الأرضية من أجل نشر العنف والتخلف والدمار

تحية سيد صالح


8 - فكرة راءعة
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 10 / 24 - 22:53 )
فكرة راءعة اخي العزيز صالح لو ترجع لنا تلك الايام الحلوة ويرجع معها الشيخ ابونواس ( نورمال وسبيسيال ) طعمها احلى من العسل نتمنى دلك للجزاءر الحبيبة ان تخرج من تخلفها و تسلك طريق النجاة في قوارب ابي نواس الآمنة من شر الوجوه الحاشدة المكشرة تحياتي يا شيخ


9 - الشىْ المهم الخمر والنكاح
بدوي من الصحراء ( 2014 / 10 / 24 - 23:05 )
الملاحظ انه لا توجد جوامع في الجنة ويجد مقابل ذلك الخمر بانواعه وعذرا من الاستاذ قاسم الجلبي فلا وحود للبيرة المثلجة او الباردة هناك لان صاحبنا لم يكن بعرف ان هناك مشروبا سيصّنع من الشعير يسمى ( البيرة ) ولو كان يعرف لدخله في كتابه المجيد اما النكح والنكاح كما يقال فحدث ولا حرج ثم لو لم يكن محمد بعرف اهمية الخمر في حياة ورغبة الانسان لما كان يدخلها في (المينو ) الذي سيقدم الينا حال دخولنا لجنته الموعودة ..


10 - الحانات
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 10 / 25 - 03:02 )
نحن العرب حسب ما نراه في البيديوهات من حوار بين طرفين مختلفين لا نستمع إلى بعضنا إطلاقا ويصبح الحوار فوضى في الكلام ولغو وصخب وصراخ فلا نتمكن حتى من فهم ما يقوله المتحاوران وربما في الأخير ينشب الشجار والسب والشتم والإهانات المتبادلة ويصل الحوار إلى الهجوم ونصبح أمام وضع غير مقبول
حوارنا يعبر عن حالتنا كشعب متعصب ليست له تربية سليمة
وهذا هو واقعنا في كل مجالات حياتنا
بينما في الدول والأمم المحترمة يكون لديهم الحوار منظم ومخصص لكل طرف مدة زمنية لا يمكن تجاوزها لماذا ؟ لأن الناس منظمة ولها تكوين تربوي سليم
نحن العرب كي نشفى من هذا الواقع المشوه علينا أولا أن نحترم الرأي المخالف وعلينا أولا وقبل كل شيء أن نعطي الأولوية للتعليم
والتربية والثقافة بهذه الطريق وبهذه الوسيلة تتغير العقليات وتتحسن بالتالي أوضاع المجتمع وتتحسن أيضا أوضاع المساجد والحانات وأذواق الناس أيضا