الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدنيا تنطق بغير لسان , فتخبر عما يكون بما قد كان -المقال الخامس عشر من سلسلة خرافة الخلافة

نبيل هلال هلال

2014 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ووعْي الناس هو الضامن لنيل حقوقهم , وقوتهم هي التي تمكنهم من انتزاع هذه الحقوق من أيدي الحكام والكهنة والملأ" الإقطاعيين والرأسماليين والمترفين ورجال المال والأعمال" ,والدين وحده ليس بقادر على ذلك , والتاريخ خير شاهد والدنيا تنطق بغير لسان , فتخبر عما يكون بما قد كان . وقولُ مشايخنا بأن تديين السياسة وتسييس الدين يحفظ للناس حقوقهم , يثبت جهلهم بالتاريخ , إذ لم تتحقق أي مشاركة سياسية من قِبل الناس , بل استأثر السلاطين والخلفاء بممارسة السياسة والانفراد بإدارة أمور الناس من دون الناس , والقول بالمشاركة السياسية محض هراء وجهل بالتاريخ . والخلط شديد ويؤدي إلى إبهام الرؤية, إذ يقول الفقيه إن الإسلام قادر على ضمان حقوق الناس, في حين كان الأصح القول بأن المسلمين-لا الإسلام- هم القادرون على حماية حقوقهم , فالإسلام هو الدين والنص والأصول , ولا يتحقق بها شيء من دون تفعيل جهود الناس, ولم يتحقق بالمسلمين عدل ولا إنصاف طوال تاريخهم على الرغم من وجود الدين النص والقواعد والأصول . والقانون المكتوب يخرقه من يخرقه , ويحترمه من يحترمه , ولا فائدة تُرجى من مجرد وجود الدساتير والأديان في كتب وصحائف, فلا فعالية لها مالم يتم تفعيلها بالناس , ثم الناس ,ثم الناس, مثل المريض لا يتم علاجه بمجرد دخوله غرفة العمليات , وإنما العلاج يقوم به الطبيب وفقا لكتب الطب , ومهما قيل من أن كتب الطب بها العلاج فلا تقدر على علاج مريض واحد دون الطبيب الذي يفعِّل محتوى هذه الكتب , وكذلك الأديان يتم تفعيلها وتحقيق مراميها بالناس , فإن قصَّروا تعطل الدين . ويقول الفقيه إن الإسلام ينفرد بشريعة تستوعب حياة الإنسان كلها من المهد إلى اللحد , فتبين علاقة الإنسان بالآخر, والحاكم بالمحكوم . وكل تلك العلاقات سواء الاقتصادية منها أو القانونية أو الأخلاقية , تخضع في نهاية الأمر لقوانين الاقتصاد والقانون وضوابط الأخلاق , وينتفي عنها الوصف بأنها (دين) ,وكل حظها من وصف الدين أنها وردت بالقرآن , ولكنها في نهاية المطاف تدور في فلك القوانين الاقتصادية والقانونية والأخلاقية التي ترعى مصالح الناس , والغرب غير المسلم له أيضا قوانينه الاقتصادية والقانونية , والفرق بين قوانينه والقوانين الإسلامية , هو أن الأخيرة تخلو من التحيز لفئة على حساب فئة أخرى . فالإسلام يجرّم الاحتكار والاستغلال والطبقية الظالمة , ويسوي بين الناس جميعا بصرف النظر عن اللون أو العرق أو الجنس , وتلك نقائص قد تجدها في التشريع الغربي . وفي المقابل , تنتشر هذه "النقائص" عمليا في المجتمعات الإسلامية ,ولم يمنع انتشارها أنها مخالفة للدين وأن "النص" يحظرها ,الأمر الذي يسقط دعوى القول بعدم فصل الدين عن الدولة حفاظا على حقوق الناس التي يكفلها النص الديني .(يتبع)-من كتابنا :خرافة اسمها الخلافة-لنبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه