الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح مدعوم بأدلّة من الأحاديث والسّيرة - ج1

مالك بارودي

2014 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرافات إسلاميّة - العبوديّة من أصول الإسلام وأمر قرآنيّ واضح مدعوم بأدلّة من الأحاديث والسّيرة - ج1

يقول كاتب القرآن: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيم" (الأحزاب، 50)

وقد ورد في تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن) لهذه الآية ما يلي: "وقوله (أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) يقول: وأحللنا لك إماءك اللواتي سبيتهن، فملكتهن بالسباء، وصرن لك بفتح الله عليك من الفيء." ويضيف: "واختلف أهل العلم في التي وهبت نفسها لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من المؤمنات، وهل كانت عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم امرأة كذلك؟ فقال بعضهم: لم يكن عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم امرأة إلا بعقد نكاح أو ملك يمين، فأما بالهبة فلم يكن عنده منهن أحد." ويقول أيضا: "وقوله:(وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) يقول تعالى ذكره: قد علمنا ما فرضنا على المؤمنين في أزواجهم، لأنه لا يحل لهم منهن أكثر من أربع، وما ملكت أيمانهم، فإن جميعهن إذا كن مؤمنات أو كتابيات، لهم حلال بالسباء والتسري وغير ذلك من أسباب الملك."

وورد في تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): "قوله تعالى: (وما ملكت يمينك) أحل الله تعالى السراري لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته مطلقا، وأحل الأزواج لنبيه عليه الصلاة والسلام مطلقا، وأحله للخلق بعدد. "مما أفاء الله عليك" أي رده عليك من الكفار. والغنيمة قد تسمى فيئا، أي مما أفاء الله عليك من النساء بالمأخوذ على وجه القهر والغلبة."

وفي تفسير إبن كثير (تفسير القرآن العظيم): "وقوله: (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) أي: وأباح لك التسري مما أخذت من المغانم، وقد ملك صفية وجويرية فأعتقهما وتزوجهما. وملك ريحانة بنت شمعون النضرية، ومارية القبطية أم ابنه إبراهيم، عليه السلام، وكانتا من السراري، رضي الله عنهما." ويضيف: "وقوله تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) قال أبي بن كعب، ومجاهد، والحسن، وقتادة وابن جرير في قوله: (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ) أي: من حَصْرِهم في أربع نسوة حرائر وما شاءوا من الإماء، واشتراط الولي والمهر والشهود عليهم، وهم الأمة، وقد رخصنا لك في ذلك، فلم نوجب عليك شيئا منه؛ (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)."

وورد في تفسير أبي السّعود (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم): "(يا أيها النبى إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أزواجك اللاتي آتيت أُجُورَهُنّ) أي مهورهِنَّ فإنَّها أجورُ الأبضاعِ وإيتاؤها إمَّا إعطاؤُها معجَّلةً أو تسميتُها في العقدِ وأيّاً ما كانَ فتقييدُ الإحلالِ له صلى الله عليه وسلم به ليسَ لتوقفِ الحلِّ عليه ضرورةَ أنَّه يصحُّ العقدُ بلا تسميةٍ ويجبُ مهرُ المثلِ أو المتعةُ على تقديرَيْ الدُّخولِ وعدمِه بل لإيثارِ الأفضلِ والأولى له صلى الله عليه وسلم كتقييدِ إحلالِ المملوكةِ بكونِها مسْبيةً في قولِه تعالى (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْكَ) فإنَّ المُشتراةَ لا يتحققُ بدءُ أمرِها وما جَرى عليها وكتقييد القرائبِ بكونهنَّ مهاجراتٍ معه في قولِه تعالى (وَبَنَاتِ عَمّكَ وَبَنَاتِ عماتك وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خالاتك اللاتى هاجرن مَعَكَ)".

وورد في تفسير "فتح القدير" للشّوكاني: "وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ: السِّرَارِيِّ اللَّاتِي دَخَلْنَ فِي مِلْكِهِ بِالْغَنِيمَةِ، وَمَعْنَى مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِمَّا رَدَّهُ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنَ الْكُفَّارِ بِالْغَنِيمَةِ لِنِسَائِهِمُ الْمَأْخُوذَاتِ عَلَى وَجْهِ الْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهَذَا الْقَيْدِ إِخْرَاجَ مَا مَلَكَهُ بِغَيْرِ الْغَنِيمَةِ، فَإِنَّهَا تُحِلُّ لَهُ السُّرِّيَّةَ الْمُشْتَرَاةَ وَالْمَوْهُوبَةَ وَنَحْوَهُمَا، وَلَكِنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ كَالْقَيْدِ الْأَوَّلِ الْمُصَرِّحِ بِإِيتَاءِ الْأُجُورِ".

وفي "الدّرّ المنثور" يقول جلال الدّين السّيوطي: "وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله (إِنَّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك) قَالَ: هن أَزوَاجه الأول اللَّاتِي كن قبل أَن تنزل هَذِه الْآيَة فِي قَوْله (اللَّاتِي آتيت أُجُورهنَّ) قَالَ: صدقاتهن (وَمَا ملكت يَمِينك) قَالَ: هِيَ الاماء الَّتِي أَفَاء الله عَلَيْهِ".

ونقرأ في "تفسير الجلالين" لجلال الدّين المحلّي وجلال الدّين السّيوطي: "(يا أيها النَّبِيّ إنَّا أَحْلَلْنَا لَك أَزْوَاجك اللَّاتِي آتَيْت أُجُورهنَّ) مُهُورهنَّ (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينك مِمَّا أَفَاءَ اللَّه عَلَيْك) مِنْ الْكُفَّار بِالسَّبْيِ كَصَفِيَّة وَجُوَيْرِيَة (وَبَنَات عَمّك وَبَنَات عَمَّاتك وَبَنَات خَالك وَبَنَات خَالَاتك اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك) بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْنَ (وَامْرَأَة مُؤْمِنَة إنْ وَهَبَتْ نَفْسهَا لِلنَّبِيِّ إنْ أَرَادَ النَّبِيّ أَنْ يَسْتَنْكِحهَا) يَطْلُب نِكَاحهَا بِغَيْرِ صَدَاق (خَالِصَة لَك مِنْ دُون الْمُؤْمِنِينَ) النِّكَاح بِلَفْظِ الْهِبَة مِنْ غَيْر صَدَاق (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ) أَيْ الْمُؤْمِنِينَ (فِي أَزْوَاجهمْ) مِنْ الْأَحْكَام بِأَنْ لَا يَزِيدُوا عَلَى أَرْبَع نِسْوَة وَلَا يَتَزَوَّجُوا إلَّا بِوَلِيٍّ وَشُهُود ومهر (و) في (ما مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ) مِنْ الْإِمَاء بِشِرَاءٍ وَغَيْره بِأَنْ تَكُون الْأَمَة مِمَّنْ تَحِلّ لِمَالِكِهَا كَالْكِتَابِيَّةِ بِخِلَافِ المجوسية والوثنية وأن تستبريء قَبْل الْوَطْء (لِكَيْلَا) مُتَعَلِّق بِمَا قَبْل ذَلِكَ (يكون عليه حَرَج) ضِيق فِي النِّكَاح (وَكَانَ اللَّه غَفُورًا) فِيمَا يُعْسِر التَّحَرُّز عَنْهُ (رَحِيمًا) بِالتَّوْسِعَةِ فِي ذلك".

وفي تفسير أبي محمّد البغوي (معالم التنزيل): "قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) أي: مهورهن، (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) رد عليك من الكفار بأن تسبي فتملك مثل صفية وجويرية، وقد كانت مارية مما ملكت يمينه فولدت له إبراهيم".

كما ورد في تفسير عبد الرحمن السّعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان): "(و) كذلك أحللنا لك (مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) أي: الإماء التي ملكت (مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) من غنيمة الكفار من عبيدهم، والأحرار من لهن زوج منهم، ومن لا زوج لهن".

--------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقيّة مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
قادر عبد القادر ( 2014 / 10 / 26 - 20:20 )
احتار المفسرون في الش..ط..ة التي وهبت نفسها للنبي فقال بعضهم هي ميمونة بنت الحارث وقال آخرون أم شريك الأزدية ، وقيل العامرية ، واسمها غزية وآخرون انها زينب بنت خزيمة أم المساكين وآخرون أنها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط . ورأي آخر أنها خولة بنت حكيم السلمية .

وأنا اقول كلهن أعلاه وهبن أنفسهن للنبي وهو وطئ بعضهن لأنه يؤكد في الآية انه لن ينكح كل من تهب نفسها بل يملك حرية الأختيار حسب نوع البضاعة إذا أراد حضرته أن يستنكحها يعني تلاقي الخمس قح... ت...اعلاه وقفوا طابور وهو أشار بأصبعه ودخلوا واحدة واحدة او جماعة عليه صلى الله عليه وسلم

أما بخصوص من يشيد بقوة محمد العسكرية على الفيس فهو يساويه بهولاكو وهتلر وتيمورلنك وهذا كفر فرغم ان ضرر هؤلاء على البشرية كان كبيرا وانتهى بينما ما زال ضرر الإرهابي الكبير متمثلا إلى اليوم دواعشاً تقطع الرؤوس ودمار وتخريب وإرهاب أينما استحك أتباع الإرهابي


2 - إلى الصديق قادر عبد القادر
مالك بارودي ( 2014 / 10 / 26 - 22:32 )
تحيّاتي لك وشكرا على تفضلك بالتعليق.
أوافقك الرّأي بخصوص من وهبت نفسها، فمن عاش حياته زير نساء لا يمكن أن يترك أية فرصة تتاح له للنكاح، إلا إذا كانت -البضاعة- لا قيمة لها، وحتى في هذه الحالة لا أحد يضمن شيئا.
على العموم، ليس هذا موضوعي في هذا المقال، فالمهمّ هنا هو فضح المغالطات الكثيرة التي تُطرح من طرف المسلمين والتي يدعون فيها أن الإسلام دين حرية وأنّه حرّر العبيد وحفظ حقوقهم، إلخ.
وقد نشرت للتّوّ الجزء الثاني من هذا المقال، وأدعوك لقراءة ما جاء فيه، وإذا كانت لديك إضافات فمرحبا بك وبإضافاتك.
شكرا

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا