الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الثقافية. وزوجتك

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2014 / 10 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


فى إثناء زيارتي للصين (سبتمبر 2014) سئلت عن تعريفى للثورة الثقافية. قلت. لا أؤمن بالتعريفات. وأرى كطبيبة وكاتبة. أن الصحة مثلا أو الرواية تبدأ من حيث تنتهى تعريفات الأطباء والنقاد. وبالمثل تبدأ الثورة الثقافية من حيث تنتهى تعريفات الزعماء والفلاسفة: كونفوشيوس وبوذا وكارل ماركس وماوتسى تونج وغاندى ونهرو وتيتو وعبدالناصر وغيرهم. ومتى تبدأ الثورة الثقافية؟.
قلت: حين تصحو من نومك ولا تطلب من زوجتك أن تجهز فطورك أو تكوى قميصك. وضجت القاعة بالضحك. فنهضت الشاعرة "لانلان". المعروفة فى الصين. قلت: من الصعب على الرجال إدراك الحقيقة وبالذات فى حياتهم الخاصة. وإذا كانت زوجتك تشتغل مثلك خارج البيت فلماذا لا تشتغل مثلها بالبيت؟. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت تشتغل مثلها بالبيت؟. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت تشتغل مثلها بالبيت؟. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت مع عشيقتك. فلمادا لا تتصور أنها تفعل مثلك؟.
الثورة الثقافية تبدأ بالوعى الذاتى للرجل والمرأة. تغيير مشاعرهما المورثة فى الذاكرة وخيالهما وتفكيرهما وسلوكهما المزدوج. أى ممارسة الأمانة والصدق داخل البيت وخارجه. فلا تكون لنا حياة فى الخفاء وأخرى فى العلن.
وقد أعادتنى الشاعرة "لانلان" إلى تاريخ ثورات النساء والعبيد. وكتبى اعادتنى الشاعرة "لانلان" إلى تاريخ ثورات النساء والعبيد. وكتبى المنشورة لأكثر من خمسين عاما. والمحاولات الفكرية النسائية فى العالم. لتفكيك النظام الأبوى. وهو نظام سياسى اقتصادى اجتماعى ثقافى أخلاقى. لكن الطبقات الحاكمة بالدولة أوهمت الشعوب أنه نظام إلهى ثابت (وليس بشرى متغير) وكم اريقت من دماء النساء والعبيد لتغيير هذا النظام دون نجاح إلا القليل.
فى أثناء وجودى فى بكين. دار الحوار مع أدباء وأديبات وشاعرات وأساتذة وطالبات وطلاب بالجامعة. قالوا: الثورة عندنا لم تبدأ بماوتسى تونج. بل بثورة الفلاحين والفلاحات ضد العبودية والاستعمار البريطانى الفرنسى (حرب الأفيون عام 1840) هذه الثورة فتحت الطريق لثورة مايو 1919 التى أعادت قراءة تراثنا وفق أفكار لوشيون. ومهدت لثورة 1919 التى أعادت قراءة تراثنا وفق أفكار لبوشيون. ومهدت لثورة ماوتسى تونج. التى طورتها ثورة دنج شياو بينج عام 1978 تحت شعار الإصلاح والانفتاح. وهو الذى قال: لا يهم أن تكون القطة سوداء أو بيضاء. المهم أن تأكل الفيران. وبدأنا نهضتنا بالمبادئ الاشتراكية الصينية. وتشمل الاستقلال الوطنى والتقدم السياسى الاقتصادى الاجتماعى الثقافى الأخلاقى. والتخلى عن سلبيات التراث. والإبقاء على الايجابيات وتطورها واحترام المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل فى الدولة والأسرة.
إن زوجة الرئيس "تشى حين بينج" مثلا. تزاول مهنة الغناء كمطربة معروفة وتتميز الصين بأن ليس لها آلهة ولا دين. بل إن كونفوشيوس نفسه لم يدع الألوهية.
وحين سألوه عن الآخرة. قال: أجهل الكثير من أمور الدنيا. فكيف أعرف شيئا عن الآخرة؟. استطاعت ثورتنا الثقافية أن تنزع القدسية عن الأباطرة والملوك. وتحولت المعابد إلى متاحف. وتخلصنا من القيود المفروضة على عقولنا بالسلطة الإلهية المتخفية فى سلطة الحاكم. فانطلق الرجل والمرأة. يفكران بحرية وشجاعة. يكسران قيودهما ويكتشفان العبودية الراسخة فى الوعى واللاشعور والخيال والضمير. قضينا على فكرة دونية المرأة والأجير بدأنا نبنى قيما جديدة تقوم، على المبادئ الانسانية. كالعدل والصدق والأمانة والحرية والمساواة والكرامة للجميع. بصرف النظر عن الاختلافات الجنسية والعقائدية والبيولوجية. لا يوجد عندنا مرجعية دينية. أصبح الدستور هو مرجعنا ويمكننا تطويره مع تزايد الوعى. كانت الاشتراكية فى عهد ماوتسى تونج محدودة بالنمو الاقتصادى.
لكن الثورة الثقافية فتحت آفاقا جديدة فى كل نواحى الحياة. وأنهت عزلتنا عن العالم. شملت كل الطبقات والأجناس. لم نهمل العدالة الاجتماعية فى الدولة والأسرة لصالح السوق ورجال الأعمال. نجحنا فى تحقيق تنمية بالمشاركة الشعبية بالريف والحضر فى الإنتاج والاستهلاك. تنميتنا مسألة تلبى حاجاتنا وليس طلبات البنك الدولى والعوالم الرأسمالية. حققنا الاكتفاء الذاتى فى الزراعة والصناعة والتكنولوجيا. ربطنا المشاريع العامة بالخاصة والاقتصاد بالثقافة والمجتمع والفن والأخلاق. فالنهضة الحقيقية مشروع حضارى متكامل العناصر والأبعاد. لا تتحقق بتغيير النظام السياسى أو بالمعونات من الخارج بل بالاعتماد على الذات والتبادل المتساوي العادل مع الآخرين.
تذكرت الأوجاع التى نعيشها فى مصر بعد ثورتين. لم تتغير عقولنا وخيالنا وشعورنا وقيمنا الأخلاقية. عدنا إلى الوراء فى كل المجالات، واشتدت وطأة الهيمنة الخارجية والداخلية. تصاعدت القوى الطبقية الأبوية الدينية. تضاعف القهر الاقتصادي والجنسي. اتسعت الهوة بين الحياة الخاصة والعامة. اشتد التناقض بين الظاهر والباطن. تضاعف الاستبداد فى الأسرة تحت اسم الأبوة والرجولة. يطرد الرجل زوجته فى غيابها تحت اسم الطلاق. يتزوج عليها مثنى وثلاث ورباع. رأس المرأة عورة تحت اسم شرع اللَّه تغطيه أغلبهن بالحجاب. وبعضهن تغطيه بالنقاب تحت اسم الحرية الشخصية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبسي والسيسي وثوره الياسمين
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 10 / 29 - 10:49 )
تحيه طيبه انزاح الغنوشي والشرعيه الآسلاميه وبكل قوانينها ومفاهيمها الظلاميه المسانده لعبوديه المرأه, ونجحت العلمانيه وعادت للنسوه حقوقهن كامله غير منقوصه حق الآختيار ومنع تعدد الزيجات , نطام جديد حقق شعب تونس البطل واختار نظاما جديدا مواكبا للعصر الحديث, السيس والسبسي سيتحدا ويعملان يدا بيد من اجل دحر قوى الظلام في كل دن ليبيا والجزائر والسودان وسيقودان المنطقه الى علم جديد حاملين مشاعل الحريه والديمقراطيه والتقدميه وستعاد وجه ثوره الياسمبن وجهها الناصع والصوره الحقيقيه لصانع هذه الثوره الشهيد البوعزيزي , مع القدير لقلمك الحر,


2 - الثورة الثقافية
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 10 / 29 - 13:13 )
حينما نأخذ الدرس والعبرة من الصين ندرك كم أننا العرب مخطئون وتائهون لأننا نبني كل شيء عندنا على الدين . ثقافتنا العامة برمتها بنيت لنا في الماضي السحيق كثقافة إتكالية على حضور غائب لا نكاد حتى نعرف صفته أو شكله أو نحدد جوهره وكنهه بقالب صحيح ومؤكد . في الصين لا يوجد إله يعبده الناس باستثناء عند مسلميهم الذين هم ليسوا إلا أقلية فلو كانوا أغلبية حتما لن تكون الصين كما هي اليوم وكما هي عليه كأمة تجاوزت تخلفها وإقطاعها واستبدادها وبنت مجتمعا قويا حقق اكتفاءه الذاتي في كل القطاعات والمجالات وأصبح قوة عظمى يحسب لها ألف حساب . ورغم أن الشيوعية لا زالت في الصين قلعة حصينة بينما في البلاد الأخرى خفتت خفوتا لا يمكن أن يتجاهله أحد . إلا أنها لا زالت تحافظ على ما في الشيوعية من إنضباط تجاه المصلحة العامة للأمة ولا تواجد هناك لما هو شخصي أو ذاتي إلا
إذا كان ذلك الوجود يأخذ بالمفهوم العام للمصلحة العمومية والقومية للأمة الصينية . نحن العرب لا زلنا نعمل على مفهوم الذاتية في كل كل شيء فالفرد أهم من الجمع والخاص أقوى من العام . لهذا لا زال لدينا عبادة الحاكم مسألة من مرتكزات السلطة . ل


3 - عظيم رغم الاختلاف
عاشق علي ( 2014 / 10 / 30 - 17:34 )
فلا تكون لنا حياة فى الخفاء وأخرى فى العلن=الثورة الثقافية
والله امر عظيم تحية خالصة لكم من القلب رغم الاختلاف

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم-ادخار المرأة من مال زوج


.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب




.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام


.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية




.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح