الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة لمركز مورياس معتقل الشهيد مولود طوبال بالغرب الجزائري

فاطمة الزهراء طوبال

2014 / 11 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كثرت برامج سفري هذه الأيام لكنني هذه المرة قررت أن أغير من أحلام سفر ي إلى وجهات مختلفة ترحل بي إلى أعماق التاريخ . و أود في هذا المقام الجميل، أن أذكركم أن هناك بعض الأمور أكثر أهمية من الإنشغال في الراحة و الإستجمام أيام العطل ولا يمكن أن نفوتها مهما طال الزمن في حياتنا وقد راودني هذا التفكير منذ مدة ولم تسمح لي الفرصة إلى أن دق جرس البداية وليست هذه الكتابات التي أكتبها الآن إلا بداية رحلتي المتواضعة في الإستكشاف العلمي.
راودني شعور لزيارة أبرز مراكز الإعتقال الفرنسية إبان الثورة التحريرية المباركة، حسمت الأمر و زرت المركز الذي كان يعتقل فيه جدي مولود طوبال من مواليد 01 أبريل 1911 إذ كان يطلق عليه مركز مورياس دائرة نكاريف حيث تقرر فيه مصير الشهيد مولود طوبال من طرف الإدارة العسكرية الإستعمارية فلقد كان المكان أشبه بالدهاليز المظلمة لما إقتربت منه لألتقط بعض الصور هالني المنظر فلقد كان مليئا بالأشواك خاصة لما بدأت التخيلات تساورني وأبي يروي لي كيف كان يتعذب جدي، فأغلب مراكز التعذيب الفرنسية في تلك المنطقة تستوعب ما يقارب حوالي 40 معتقلا فهي تتربع على 400 إلى 500 متر مربع و كان يشرف عليها عدد من النقباء و بعض من الحركى و هيأت لكي تستخدم في الإستنطاق و التصفية الجسدية إذ كانت الجثث ترمى في إحدى الفضاءات المخصصة لذلك بجانب المركز مثلما هو الحال لجدي الذي كان عضوا في المنظمة الخاصة وقد مارس نشاطه الثوري بالشرق الجزائري وصولا إلى الغرب لما اقتيد من طرف الجنود الفرنسيين إلى هذا المعتقل لإنتظار تنفيذ حكم الإعدام عليه وقد نكل به قبل ذلك من طرف الفرنسيين ليستمر تعذيبه أشهرا عدة، ما أساءني و أشعرني بخيبة ظن هو وفاة عدد كبير من رفقاء سلاحه الذين كان لي أمل أن يفيدوني بشهادات حية تطلعني على اليوميات التي كان يقضيها الشهيد في المعتقل إلا ما علمته من قدماء جواره الذين أكدو أنه لقى حتفه في إستنطاق دار داخل إدارة المركز بينه وبين النقيب الذي كان يشرف عليه حيث ضرب الشهيد بدماغه ذاك النقيب على وجنتاه فثار غضبه و حمل المسدس وأطلق رصاصة صوب دماغ الشهيد قبل أن يحين أوان تنفيذ الحكم بالإعدام عليه 1957 وقد قضى قبل إستشهاده فترات من الإستنطاق و التعذيب النفسي و الجسدي إذ كان ذاك المعتقل يجمع خاصة ثوار جيش التحرير الوطني الذين كانت الإدارة العسكرية تعتبرهم "سجناء ألقي عليهم القبض حاملين للسلاح"وللإشارة فلقد ألقي القبض على الشهيد ميلود طوبال لأنه كان عضوا ناشطا في جيش التحرير الوطني و له مخبأ سري لجمع الأسلحة المخصصة للمجاهدين وكذا مأوى للثوار القادمين من المنطقة الشرقية والمكلفين للقيام بعمليات عسكرية في الولاية الخامسة .
وتفيد الشهادات أن النظام الداخلي لهذا النوع من المعتقل كان يعتمد طرق عدة في تعذيب السجناء و المعتقلين أبرزها نظام جوكي سبيسيال و المتجسد في الانهيال بالضرب على ثوار جيش التحرير المعتقلين بالأنابيب المطاطية ناهيك عن طريقة التعذيب بالكهرباء والماء و الإجبار على شرب الصابون وطرق أخرى من أجل فصل الثورة عن الشعب لكن الكهرباء الذي أحرق جسد جدي الشهيد لم يكسر عزيمته و إرادته أمام أبشع أساليب التعذيب حتى لا يبوح بأية معلومة تشخص نشاطه الثوري مع رفقاء سلاحه.
فعلا هالني المكان إلى أن غادرته وللأسف لاتوجد كتابات تاريخية وافية تورد حقائق عن مثل هذه المراكز تستجلي الجرائم التي إرتكبتها الإدارة العسكرية الإستعمارية بين جدرانها ودهاليزها.
فاطمة الزهراء طوبال
الذكرى الستون لإندلاع الثورة 1954/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |