الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشكرقناة الجزيرة القطرية أن وضعت وساما على صدري- المقال الثامن عشرمن سلسلة خرافة اسمها الخلافة

نبيل هلال هلال

2014 / 11 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا جاءتك المذمة من ناقص فذاك دليل أنك كامل,قفز ذلك الكلام إلى ذهني بعد أن سمحت قناة الجزيرة بسبي من خلالها أمس واليوم عن طريق بعض مَن تعرضوا بالنقد لكتابي (خرافة اسمها الخلافة-قراءة في سقوط الدولة الدينية ) وظنوا أنه بغليظ الكلام وفحش القول يكون النقد ,وبادروا بالشتم دون سوْق حجة أو دليل , وذاك ينقصهم ولا يزيدهم , وتظاهروا بالانتصار لدين الله وهم بجهلهم يهدمونه ,وهم في ذلك كمن يكثر التسبيح وهو يعاقر الخمر . وكان في مقدوري الرد على من شتم وأساء ,لكنني آثرت السكوت من باب أن السكوت للأحمق جواب ,ومن ضاق عليه الحق فالباطل عليه أضيق- يا سادة : لو وجدتم بينكم عاقلا يناقشني فليفعل وأنا في انتظاركم وانتظاره. وتحيا مصر, تحيا مصر , تحيا مصر. ونعود إلى المقال الثامن عشر من سلسلتنا:
يضع الإسلام الحنيف السلطة الحقيقية في يد الناس - الأمة- إلا أن الفقيه سرقها من الناس ووضعها في جيب السلطان , وأصبح الناس بلا سلطة, أو قل سلطة بلا سلطة . والدين معنِيّ في المقام الأول بحفظ حقوق الناس وتحقيق العدالة والمساواة والحرية , وهي غايات تسبق العبادات والشعائر, وهي أهداف لم تحققها الدولة في تاريخ الإسلام كله تقريبا ( باستثناء الخلافة الراشدة), (أرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) الماعون 1-3 . فالمكذب بالدين هو من يعطل أحد غاياته المتعلقة بحقوق الناس قبل أن يكون تكذيبه لأمر عقائدي . وصحيح أن الخليفة المسلم لم يكن رجل دين بمعنى الكهنوت الذي عرفته أوروبا في القرون الوسطى , فالتعاون بين الملك والكاهن اختلف في شكله وإن تماثل في مضمونه , فاستبداد أوروبا في القرون الوسطى استفحل من جانب رجال الدين فاجتاحوا مساحات من سلطات الحاكم ومارسوا السلطتين الدينية والزمنية معا . وإذا تعذر التعاون بين الملوك والكهنة بسبب الاختلاف على اقتسام السلطة والمغانم , فلا مفر من المواجهة , وهي "مواجهة دامت شرسة وضارية أكثر من قرن (من 1152 إلى 1254) بين أباطرة الإمبراطورية الرومانية وبين الكرسي البابوي من أجل السيطرة وبسط النفوذ على البلاد, فبينما كان الأباطرة الرومان يبذلون قصارى جهدهم لضم أطراف الإمبراطورية ,كان بابا روما مشغولا بتحريض المدن والأقاليم المختلفة على شق عصا الطاعة عليهم وإعلان استقلالها عنهم , وكان من الحتمي أن ينشب قتال عنيف بين أنصار الأباطرة وأنصار الباباوات"(انظر : د. رمسيس عوض - محاكم التفتيش في إيطاليا - دارالهلال )- بتصرف . أما خلفاؤنا -باستثناء الراشدين-فقد مارسوا سلطات زمنية كاملة ولم يحتاجوا إلى السطو على مساحات من السلطة الدينية لأنهم كانوا بالفعل يتمتعون بقسط وافرمن هذه السلطات بسبب زعم الانتماء إلى السلالة النبوية.
وكان دور الفقهاء- باستثناء قِلَّة منهم- هو فعل كل شيء غير رد ظلم السلطان , ومنع ميلاد استنارة توقظ جموع الناس وتحفزهم على مناهضة الباغي واسترداد الحقوق , بل مضى الفقهاء يصطنعون "فقها" سياسيا يمنح السلطان عصمة سلطانية تحُول دون تداول السلطة , أو الخروج عليه , أو حتى تطبيق شورى ملزمة , بل لم يعترض منهم أحد على السلطان الذي حرَّم الكلام في حضرته , مجرد الكلام . ولم يقل أحد منهم للناس بتحريم السجود لغير الله , فلم يكن لدى فقهائنا استعداد حقيقي للتضحية بمكاسبهم الخاصة من أجل الدفاع عن الإسلام :{ يذكر النويري ( في نهاية الأرب ) أنه عند ذكر اسم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في أي محفل أو غيره إلا سجد من سمع بذكره , وقبَّل الأرض إجلالا له , وكان أهل الأسواق يسجدون له في الطريق أثناء مروره ( ابن كثير في البداية ) , كما أنه أمر الرعية أن يقوموا على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره واحتراما عندما يذكره الخطيب على المنبر أثناء الصلاة في الجامع ( السيوطي في حسن المحاضرة ) , وذكر المقريزي ( في اتعاظ الحنفا ) أن العامة كانوا يمارسون تلك العادة في عهد الخليفة الظاهر, وذكر ناصر خسرو( في سفر نامة ) أنه في عهد الخليفة المستنصر كانت العادة في مصر أن يسجد الرجال للسلطان كلما قرب منهم . وعادة تقبيل الأرض وتقبيل أقدام الخلفاء والسجود لهم في الطرقات لم تكن مرتبطة بفترة خلافة أحد من الخلفاء بعينه وإنما كانت على امتداد التاريخ الفاطمي} نقلا عن (حياة العامة في مصر في العصر الفاطمي , د. نجوى كيرة). (يتبع)-من كتابنا :خرافة اسمها الخلافة -قراءة في سقوط الدولة الدينية)-لنبيل هلال هلال









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا