الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة ( الحسين ) أيقونة ألتأريخ

سلمان مجيد

2014 / 11 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ثورة ( الحسين ) أيقونة ألتأريخ :
أن التأريخ ماهو الا مجموعة من ألأحداث التي تحدث في المجتمع ، وبمجرد مرور قدر من الزمن أصبح ذلك الحدث جزءآ من التأريخ ، وطبعآ ليس كل أحداث المجتمع التي يمر هذا او ذاك القدر من الزمن تكون صالحة لكي تكون ذلك الجزء من التأريخ ، فهناك شروط لابد توافرها للحدث لكي يكون جزءآ من التأريخ منها : حجم ذلك الحدث من حيث الكم المادي الذي ساهم في ايجاد الحدث : كأسباب و واقع ، أضافة الى عامل الزمن ولكن أهم الشروط التي يجب توفرها لكي يكون الحدث تأريخيآ : أن يكون ذا مساحة واسعة من التأثير في القادم من الزمن ، ما اريد من كل ذلك هو ان كثير من الأحداث و خاصة تلك الثورات او المعارضات التي مرت على مدى الزمن و التي لا تعد ولا تحصى لم يحضى منها الا القليل لكي يكون حاضرآ في الضمير المجتمعي او الشعبي قبل صفحات التأريخ ، ومن تلك (( ثورة الحسين )) ، و اذا نظرنا الى طبيعة هذه الثورة من حيث حجمها البشري الذي لا يذكر من حيث العدد بألمقارنة الى حجم او عدد حاشية ادنى طاغية من طغاة التأريخ ، فعددهم لا يزيد الا قليلآ عن السبعين فما بالك بتلك الجيوش المدججة بألدروع و الحديد التي يمتلكها هؤلاء الطغاة مع انها لم تأخذ من التأريخ سوى سطور قليلة يميل لونها الى الأصفرار بين صفحاته المنسية ، و لم تبقى ثورة الحسين حبيسة ظروفها الخاصة و المتمثلة بألخلاف السياسي و الأجتماعي و حتى العقائدي بين الثورة و السلطة الطاغية التي عاصرتها تلك الثورة بل اصبحت تأخذ ابعادها على مدى الأبعاد التي كانت سببآ لها ، وليس بألضرورة أن تكون تلك الأثار ايجابية ، فقد كانت ألأثار التي انعكست سلبآ على الهيئة الأجتماعية : هي سيادة النفاق الأجتماعي المنبثق عن النفاق السياسي الذي تزعمته السلطة السياسية القائمة حينذاك بأتخاذ سياسة الترهيب و الترغيب التي فعلت فعلها بأستقطاب النخبة التي البعض منها يعتاش على تراثه الخاص و المتمثل بنسبه الذي كان له دور مهم في صدر الأسلام و الذي كان طابعه أجتماعي الى جانب طابعه العقائدي ، ألا ان مغريات السلطة جعلت من هؤلاء ان يتنكروا لهذا التراث و ينقادوا الى صف السلطة الحاكمة ، ومع ان ثورة الحسين في واقعها ثورة سياسية و اجتماعية الى جانب عقائديتها ، الا انها لم تحقق هدفها في حينها ، ومن اسباب ذلك هو عدم التوازن الواقعي او المنهجي لطرفي الصراع ،فكانت ثورة الحسين في طبيعتها ثورة سلمية لا تتخذ العنف منهجآ لها ، و الدليل على ذلك ضألة عناصر الثورة ان كان من ناحية عدد الثائرين و عدم امتلاكهم للعدة المادية للمواجهة ، والأكثر من ذلك هو توجه الثوار بأتجاه معاقل السلطة ، تاركين ما يوفر لهم الأمن و السلامة في مكة التي توفر لها العقيدة هذه الخاصية و هذا المنهج يختلف عن منهج السلطة المتمثل بذلك الكم الهائل من العدة و العدد ، و الأخطر من ذلك هو العقيدة التي تتبناها السلطة في صراعها مع معارضيها و التي تنتهج مبدأ عدم الألتزام بقواعد الصراع المتكافئ و التي تعتبر من المبادئ المتبعة من قبل ادنى المجتمعات تحضرآ ، و حدثت الواقعة كما ترويها صفحات التأريخ بأبشع صورآ يمكن ان تراها عين .
وما يهمنا في هذاالموضوع هو الأثر الذي تركته هذه الثورة مع ضألة الأمكانيات التي كانت متاحة لها ، ان كان ذلك على المستوى المادي او المستوى المجتمعي الذي كان من ابرز خصائصه التذبذب في المواقف نتيجة لما ذكرناه اعلاه وهو النفاق في جانبيه الأجتماعي و السياسي ، ولكن مع كل ذلك فأن حادثة كربلا أحدثت زلزال في اركان الدولة و المجتمع ، فأنبثقت حركات مجتمعية و بصورة عفوية لبشاعة ما حدث في هذه الحادثة منها حركة التوابين الذين و جدوا انهم قد خذلوا الحسين ( ع ) في مواجهة النظام القائم ، وان موقفهم هذا وجدوا فيه تكفيرآ عن تقاعسهم في وقوفهم الى جانب ثورة الحسين ، و استمرت الأحداث المترتبة على هذه الثورة ومنها ثورة اهل المدينة التي خرج بها الصحابة و ابناؤهم على السلطة القائمة ، ومن اهم الأحداث الأخرى ثورة المختار في الكوفة ، ثم ثورة زيد بن علي ثم خروج يحى بن زيد ، وهناك ثورات اخرى تعاقبت على مدى تأريخ الدولة الأموية مما ساعد على أضعافها ثم اسقاطها ، ومع أهمية هذه الأحداث التي اعقبت ثورة الحسين ( ع ) في أضعاف النظام القائم ثم اسقاطه ألا ان ثورة الحسين بقيت حاضرة ليس فقط في المجال السياسي بل تحولت الى علامة حاضرة في الضمير المجتمعي و تحولت نتيجة لذلك الى جزء من التراث و الثقافة المجتمعية و المتمثلة بألطقوس التي تصاحب ذكرى هذه الحادثة سنويآ وعلى مدى ما يقارب ( 14 ) قرن من الزمن ، حيث اصبحت تلك الطقوس عنصر مهم من عناصر المكون العقائدي و الأجتماعي و حتى النفسي لبعض البلدان الأسلامية ، و الملاحظ ان تأثير هذه الحادثة لم يحده زمن معين او مكان معين ، فقد برز هذا التأثير عند ابرز قادة الأمم و الشعوب الذين كان لهم دور مهم في حركة تحرر شعوبهم ، منهم مثلآ الزعيم الصيني ( ماوتسي تونغ )الذي تعجب من المسلمين أذ يقول (( عندكم تجربة ثورية و انسانية فذة قائدها الحسين و تأتون الينا لتأخذوا التجارب )) مشيرآ في ذلك الى اتصال الثائر عبد الكريم الخطابي به للأستفادة من تجربة الصينين الثورية ، اما ( غاندي ) الزعيم الهندي فيقول (( لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد الأسلام الكبير ، ودققت النظر في صفحات كربلاء و اتضح لي ان الهند اذا ارادت احراز النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين )) و اضاف ( غاندي ) ايضآ (( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومآ فأنتصر )) ومن اقوال ( جيفارا ) الثائر العالمي بحق ثورة الحسين ( ع ) (( على جميع الثوار في العالم الأقتداء بتلك الثورة العارمة التي قادها الزعيم الصلب ( الحسين ) العظيم و السير على نهجها لدحر زعماء الشر و الأطاحة برؤوسهم العفنة )) وهناك أقوال و مواقف بحق الحسين كثائر للبشرية جمعاء من قبل العديد من المستشرقين و منهم :
1 / المستشرق الأنكليزي ــ جون أشر (( أن مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الأستشهاد في سبيل العدل الأجتماعي ))
2 / المؤرخ الأنكليزي جيبون ــ (( أن مأساة الحسين المروعة على الرغم من تقادم عهدها تثير العطف و تهز النفس من أضعف الناس أحساسآ و أقساهم قلبآ ، أن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الأسلامي هزآ عنيفآ ...... ))
3 / العالم الأيطالي ــ الدومييلي ــ (( نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي خلقت وراءها فتنة عميقة الأثر و عرضت الأسرة الأموية في مظهر سئ و لم يكن هناك ما يستطيع ان يحجب أثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية و الشك في شرعية ولايتهم ))
4 / المستشرق الأمريكي غوستاف غرونييام ــ (( ...... أن واقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيرآ لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى ))
5 / الكاتب و المؤرخ الأنكليزي السيد برسي ساكيس ــ (( أن الأمام الحسين و عصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت و قاتلوا ببطولة و بسالة ظلت تتحدى أعجابنا و أكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا ))
6 / العالم الأنثربولجي الأمريكي ــ كارلتون كون ــ (( أن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساسآ لأ لأف المسرحيات الفاجعة ))
7 / الأثاري الأنكليزي ــ وليم لوفتس ــ (( لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تأريخ الأنسانية و أرتفع بمأساته الى مستوى البطولة الفذة ))
8 / المستشرق الفرنسي ــ لويس ماسينيون ــ (( أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الأسلامية وقتل في سبيل العدل بكربلاء ))
و أخيرآ ما يمكن ان نقوله بأن ثورة التأريخ بهؤلاء الذين نذروا أرواحهم في سبيل التعبير عن أنسانية الأنسان فهنيئآ للتأريخ بهؤلاء الذين جعلوا منه الطريق الذي تستدل الأنسانية من خلاله طريقها الى الحرية .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أنتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة