الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!!

عامر صالح
(Amer Salih)

2014 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كلما يشتد خلط الدين بالسياسة تزداد الحياة بؤسا وحرمان وإرهابا, وبنفس الوقت تزداد الهجمة على الدين في فهم منفعل بأنه هو السبب الأول والأخير فيما يحصل على الأرض من جور وفقر وهتك للإعراض, وكأن ذلك يكمن في مهمة الدين الرئيسية, وما علينا إلا الخلاص منه وإعلان براءتنا العلنية منه في محاولة غير موفقة لإثبات شجاعتنا في ميادين المعارك المستعرة والمتخذة من الدين غطاء للتوغل في ظلم الإنسان واضطهاده عبر قراءة لنصوصه في زمن غير زمن ما أنزلت به !!!.

ومهما قيل عن الدين ويقال استشهادا بنصوصه المجحفة منها والسارة للبشر فهو قضية إنسانية يعبر بطريقة ما عن البشر ويتوجه إليهم ويشكل أيضا احد مصادر منظومتهم الأخلاقية والقيمية في ظروف تاريخية استدعت ذلك, كان قوامها الأساسي الجهل بحقائق التطور الاجتماعي والاقتصادي والطبيعي, مما جعل للدين هيمنة شبه كاملة على حياة الناس العامة والشخصية, بل أن الكثير من المحرمات والنواهي الأصلية التي تعج بها الأديان كانت موجودة أصلا, وما الدين إلا كان مصادقا عليها ليعطيها قوة إلهية في التأثير والاستمرار والبقاء في عقول الناس والأجيال المتعاقبة في ظروف الحاجة إليها آنذاك. وحتى فكرة العبودية للإلهة جاءت لتخلص فكرة العبودية من شخص لشخص آخر, وجعلت حتى من سيد العبيد نفسه عبدا لقوة عليا أكثر تأثيرا نفسيا منه على المجموع !!!.

واليوم إذ تتطور الحياة الإنسانية على أسس من معطيات مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية وتزداد مقدرة الإنسان الفعلية في التحكم في الطبيعة والمجتمع, فأنها تقع في صراع مستمر مع الخطاب الديني الذي أريد له أن يكون صالحا في كل زمان ومكان وبين الحياة المتغيرة بدون انقطاع التي تستدعي الاعتماد مزيدا على الذكاء الإنساني ومقدرته على إيجاد مختلف الحلول للمشكلات الإنسانية انسجاما مع ظروف العصر ومكانة الإنسان الريادية في التقدم. هذا لا يعني نهاية للدين, فالدين باقي في أكثر المجتمعات تطورا وله فسحته في حياة الناس التي لا تتعارض مع سنة وقوانين التطور والارتقاء, فالدين باقي هنا كحاجة شخصية وكما هي نشأته الأولى !!!.

المشكلة في ظروف بلداننا وفي ظل غياب الديمقراطيات السياسية وانتفاء ظروف العيش الكريم واحترام ارادة الانسان أن الدين يجد على الدوام من يفرض وصايته على اتباعه فيشذ في التفسير ويبتعد في التأويل ويجبر الناس على التمسك الاعمى برموز الدين تصل إلى حدود سوق الناس كالبهائم إلى مختلف الاتجاهات وإغراق الناس في الطقوس الدينية لحد تعطيل وشل الحياة العامة, وإيجاد مختلف التفسيرات المقدسة لتبرير سياسة ظلم الناس وسبيهم وانتهاك أموالهم وأعراضهم, بل وقطع رؤؤسهم, وتهجيرهم من ديارهم الأصلية !!!.

وبغض النظر عن ما يقع على الإنسان من ظلم وما يستحق من إدانة, فأن القضية الكبرى والمفصلية في حياة تطور المجتمعات هو فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة هو مطلب أنساني وتاريخي تتطلبه المجتمعات الإنسانية اليوم, وهو مطلب اقتصادي واجتماعي تشترطه الحياة الديمقراطية الحقيقية, كما هو مطلب سياسي يفوت الفرصة على المنتفعين من رموز الإسلام السياسي وقيادته المحافظة لعرقلة التطور من خلال إقحام الدين بالسياسة, والذي يندفع ثمنه غاليا الآن في تجارب العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر والسعودية وإيران وغيرها من البلدان التي تسعى إلى الحكم أو تحكم باسم الله !!!.

ومن هنا فإذا كان الدين على المستوى الفردي هو ملجأ امن للإنسان الضعيف من جميع ما يحيط به من مخاوف وتهديدات حياتية, فأنه بيد الدولة سلاح لتكريس حالة الضعف لدى الإنسان والوقوف ضد نهضته. ومن هنا فأن تحرير الدين من الدولة ومن السياسة فيه مصلحة عليا للدين والدولة والسياسة !!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محاربة الدين
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 3 - 15:35 )
تحياتي للأستاذ عامر المحترم ، نظريا ما تفضلت به هو العلاج الصحيح اي فصل الدين عن الدولة بدستورعلماني يضمن حقوق المواطنين بمارسة شعائرهم الدينية خارج نطاق مؤسسات الدولة ، لكن لم نرى اي من اساتذة الجامعات قد عارض وضع مادة في الدستور ان يكون دين الدولة هو الأسلام او ان الشريعة الأسلامية هي المرجع الأساسي في الأحكام ، فكيف يكون هناك مستقبل للعلمانية إذن ، الأسلام يا استاذ عامر كما تعلم ليس دين فقط بل هو ايدلوجية منافسة لأي نظام سياسي مدني اي ان الدين هو الوسيلة للحكم لذلك فإن العلمانية ما لم تطبق بالقوة وأقصاء التيارات الدينية فلن تستطيع الصمود امام هذه التيارات التي ستتمكن من التسلل الى السلطة بالأنتخابات ومن ثم القيام بأسلمة العلمانية نفسها وهذا ما يحدث في تركيا بقيادة أردوغان ، وعليه ارى قبل تطبيق النظام العلماني لا بد من اسقاط الآيدلوجية الإسلامية اولا وذلك برفع القداسة عنها وأعتبارها غير صالحة لكل زمان وبذلك يتم قص الأجنحة السياسية للأسلام ويصبح الأسلام داجن ويعيش في اقفاص الجوامع وهذا الدور يجب ان يقوم به اساتذة الجامعات والأدباء وأجهزة الأعلام بنقد الدين نفسه ، اكرر التحية


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 3 - 21:38 )
أولاً : نرسل إلى الكاتب المحترم هذه المناظره , و نتمنى أن يُشاهدها :
مناظرة : العلمانية و الإسلام - د. هيثم طلعت و مصري ملحد :
http://www.youtube.com/watch?v=RJijFFi01aA
و نتمنى أن يخبرنا بوجهة نظره عن آراء المتناظرين .

ثانياً : إلى المعلق المسيحي المتطرف | شاكر شكور .
أنت كمسيحي آخر من يتحدث عن عن الشرائع المقدسه , و السبب ببساطه :
قوانين (العهد القديم) ساريه في (المسيحيه) إلى (الأبد) , و الدليل :
يقول (يسوع) : (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ) [ متى 5 :17].
لماذا قال (يسوع) هذا الكلام؟... السبب :
إله (العهد القديم) قد قال في (التوراة)، و بالحرف، عن هذه الشريعة :
(السرائر للرب إلهنا، والمعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد، لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة) [تثنية 29: 29].
ركز على كلمة (إلى الأبد) , و هناك نصاً آخر :
(أعمال يديه أمانة وحق، كل وصاياه أمينة ثابتة مدى الدهر والأبد) [مزامير 111: 7-8].
لذلك , قانون (السبي) , من قوانين (العهد القديم) , ساري على (المسيحيه) إلى (الأبد)! .


3 - رد على المُلا خلف تعليق 2
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 3 - 23:27 )
عن اذن الأستاذ عامر ، يا سيد خلف انتم السعوديون من هم آخر من يتكلم وليس المسيحيون ، لأنكم انتم من خرّب البلدان العربية بدسائسكم ودعمكم للأرهابيين بأموال البترول وأنتم من يبث بكتبكم الصفراء الفكر الأسلامي المتشدد الأقصائي ، سيأتي يوم وستتجرعون السم الذي تصنعوه للآخرين حينها سينكركم ويتبرأ عنكم الجميع لأنكم خونة بائسين وستعودون الى خيمكم وبعرانكم ومشروبكم النبوي المفضال بول البعيركولا


4 - بولا كولا
مشعل الشمعة ( 2014 / 11 / 4 - 05:01 )
قريبا سيد شاكر بعون الله فقد طال انتظار دمار مهلكة الشر
تحياتي


5 - رد على القس شكور تعليق 3
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 4 - 06:17 )
الإرهاب مصدره من البيئه المسيحيه , و هذا لا خلاف عليه عند أكثر المحققين , و قد قسم المحققين الإرهاب المسيحي إلى نوعين , هما :
• إرهاب بيئته النصي هنا :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs
• إرهاب بيئته التطبيقي هنا :
https://www.youtube.com/watch?v=lBscN0R8L8k
بالنسبه للإرهاب التطبيقي , فهو وصل إلى درجه خطيره جداً , فقد وصل الأمر إلى قتل و طبخ و شوي المسلمين , ثم أكلهم


6 - مقال ممتاز
منير العبيدي ( 2015 / 1 / 7 - 05:22 )
مقال ممتاز و عقلاني و هادئ رغم التعليقات غير المناسبة ، اشكر الكاتب على امتاعنا بهذا التركيز و الامتزال مع وحرصه على وضع كل شيء في نصابه...

اخر الافلام

.. إزاى تحمى ابنك من الأفكار المتطرفة ؟.. داعية إسلامى يكشف الت


.. موجز أخبار السابعة مساءً - قوات الاحتلال تقمع آلاف المصلين ف




.. 60-Al-Aanaam


.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق




.. 59-Al-Aanaam