الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثيوبيا عندما كانت بين مطرقة الاتراك وسندان البرتغاليين

كريبسو ديالو

2014 / 11 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عام 1509 في اثيوبيا تمرد "احمد بن ابراهيم" حاكم "هرر" في وجه الامبراطور الاثيوبي "لبنادنجل" واستعان بالأتراك الذين كانوا قد نزلوا بالموانئ الإثيوبية علي البحر الأحمر فامدوه بالمدافع والبنادق وكانت هذه الأسلحة بالنسبة لأثيوبيا حديثة وقد تمكن "احمد بن ابراهيم" من تجميع القوة الاسلامية في شرق اثيوبيا والزحف بها بقصد الاستيلاء واستعمار علي كل الأراضي الاثيوبية وعلينا الا نغفل دور الذي لعبه الأتراك وعن نصيبهم في اشعال الفوضي التي ميزت هذه الفترة عن غيرها ولقد بدأ ظهور الأتراك علي مسرح الحياة الاثيوبية منذ بداية القرن السادس عشر عندما غزا السلطان سليم مصر في عام 1517م فاصبحوا بذلك القوة المهيمنة علي تجارة البحر المتوسط ومن هنا نظروا بطمع الي تجاره البحر الأحمر بطمع لضمها الي مناطق نفوذهم حتي يتسني لهم بذلك السيادة علي التجارة الهندية وكانت الخطوة الاولي في تحقيق هذا الهدف بعد استيلائهم علي مصر هي محاولتهم احتلال الساحل الشرقي للبحر الاحمر واتبعوا هذا باستلائهم علي ثغري"سواكع" و"زليع" علي الساحل الغربي ونشدوا الي اقامة دولة إسلامية تضم بين أقاليمها اثيوبيا وقد وجدوا في الامير"احمد بن ابراهيم" الذي كان حاكم احدي الممالك الاسلامية التي كانت داخل إثيوبيا والأتراك قد تمكنوا من إقناعه بفكرة انشاء هذه الدولة وحرضوه علي التمرد علي الامبراطور الاثيوبي وقد قدم م هذا التحريض حرب شعواء اجتاحت اثيوبيا وما تنتهي معركة إلا لتبدأ اخري اشد وانكي وبدت قوة الجيوش الامبراطورية امام قواتهم ضعيفة فرأي الإمبراطور الاثيوبي ان يستعين بالبرتغاليين لوقف حدة الخطر الاسلامي فارسل اليهم وفدا من شخصين هما : ماتيو الأرمني الذي كان يعمل في التجارة هناك وأمير إثيوبي وارسل معهما هدية هي قطعة من الخشب قيل انها من الصليب الأصلي الذي صلب عليه المسيح وفي خلال الرحلة مات الأمير الاثيوبي وأتم التاجر الرحلة وحده الي الهند ليقابل البوكيرك نائب الملك في الهند ومن هناك ابحر الي لشبونة وقد حمل هذا الوفد معه كتابين اولهما الي الملك البرتغال يتضمن مشروع حلف يتكفل فيه ملك البرتغال بمساعدة اثيوبيا في حروبها بالذخيرة والرجال وثانيهما الي البابا كلمنت السابع يعترف فيه لبنا دنجل بتبعية الكنيسة الاثيوبية لكنسية روما فأعاد الملك الوفد الي اثيوبيا ومعه وفد برتغالي قد كان مكون من سبعة عشرة عضوا وكان اشهرهم الاسقف "برمودز" الذي عينه البابا بطريركا علي إثيوبيا واستغرقت المفوضات مدة طويلة والأمير احمد بن ابراهيم ظل يكتسح البلاد والإمبراطور الاثيوبي يلح بطلب المساعدة وقد ارسل مع الاسقف "برمودز" الي لشبونة رسالة الي الملك علي اعلان تبعية كنسيته للكنيسة الغرب الأوربية وفي لشبونة شرح الأسقف للملك "الجون الثالث" سوء حال المسيحية في اثيوبيا وانهيار قوتهم امام قوة الأمير احمد فأعطاه الملك خطابا الي نائبه في الهند يكلفه بارسال أسطول برتغالي مزودا بأربعمائة وخمسين جنديا وقد رحل برمودز الي الهند فوصلها في سنة 1539 وقدم الكتاب الي جين جراسيا نائب الملك ولكن هذا مات وخلفه في منصبه دي جاما الذي كان معنيآ بنشر النفوذ البرتغالي في الهند وفي ذلك حين قد مات الملك لبنادنجل وتولي العرش الامبراطور "جلاوديوس" الذي صمم علي سحق تمرد "احمد بن ابراهيم" وبينما هو يحاول تجديد قواته وصلت كتيبة برتغالية مكونة من أربعمائة وخمسين جنديآ برتغاليآ يقودهم كرستفور دي جاما ومعهم برمودز وسرعان ما انضموا الي جيوش الامبراطور ولكنهم هزموا في المعركة الاولي واسر قائدهم وفر الباقون وهذه الهزيمة شجعت احمد بن ابراهيم علي تكرار الهجوم بقوة كبيرة ركز فيها كل جيشه ولكنه أصيب بهزيمة فاضحة جعلت الامبراطور الاثيوبي يسرع بالهجوم بقواته في فبراير 1543 فانهارت القوة الاسلامية وقتل عدد كبير منهم واخترقت فصيلة إثيوبية صفوفهم الي حيث الامير احمد بن ابراهيم واطلقوا عليه الرصاص ومن هنا قضي علي التمرد ولذا لم يكد الامبراطور الإثيوبي الي قصره بعد انتصاره علي الغزاه حتي وجد بعثة برتغالية جديدة بقيادة رودريجز ومن بينها مبشران من الاباء اليسوعيين يحملان خطابا من حاكم الهند ويطلبان فصل الكنيسة اثيوبيا عن كنسية مصر وتبعيتها لكنسية روما ولكن الامبراطور الجديد رفض هذا الطلب فلجأ البرتغاليون الي المراوغة في الوقت الذي اتصلوا فيه باعداء الامبراطور وشجعهوم بالسلاح وكان رد الامبراطور الاثيوبي عنيفا فقد دعا البطريرك الكاثوليكي وامره بالهجة قاسية ان يوقف نشاطه ويترك البلاد وبعد فترة عاد البرتغاليون الي الولوج الي اثيوبيا من جديد فارسلوا الي الملك سوسنيوس ( 1607- 1632) بعثة جديدة وفي ذلك الوقت كان الامبراطور في نزاع مع الإكليروس والمطران المصري فأبدي العطف علي البعثة البرتغالية لاسيما قد وجد في رئيس البعثة الأسقف "بايز" مثلا لرجل الدين الصالح واعتنق الامبراطور المذهب الكاثوليكي سراً سنة 1621 وجهر به في سنة 1622 واصدر مرسومآ جعل الكنيسة الاثيوبية تابعة الي روما وكان هذا الإجراء سببا في قيام الكثير من الثورات كان اشدها ثلاثآ قام بها اخوه وزوج ابنته وأمير اخر يؤيدهم رجال الدين وعلي راسهم المطران المصري وأخذ الامبراطور في سحق هذه الثورات ولكنها استمرت مشتعلة لمدة ست سنوات انقسمت خلالها البلاد الي اكثر من معسكر فاقتنع الامبراطور بفشل محاولته فتنازل عن العرش لابنه "فاسيلاداس" الذي عمل علي إعادة الهدوء الي شعبه فكتب الي البطريرك الكاثوليكي يأمره هو قساوسته بترك البلاد فكان لابد ان يخضعوا الي ذلك اما علي الجانب التركي الذي كان لهم اليد الاولي في تلك الفوضي التي اصابت البلاد فقد احتفظ هذا الاتراك بعد موت احمد بن ابراهيم بمنطقة سواكن ومصرع وزليع علي الساحل فحرمت بهذا اثيوبيا منافذ تطل علي بها علي العالم وسدت عليها جميع المسالك وبهذا عادت الي انطواء داخل كتلتها الجبلية ولم يطب العيش للأتراك ان ياخذوا جانب اللين تجاه إثيوبيا خاصة بعد عليها بالعزلة بل اخذوا علي عاتقهم إثارة الفتن والتحريض ضد الامبراطورية فعاشت الدولة في حالة خراب دائمة حتي شملت اثيوبيا حالة من السخط والكراهية للأتراك بسبب أطماعهم الاستعمارية وهكذا وقفت اثيوبيا بين شقي الرحي الاتراك من جانب يحاولون السيطرة علي مياه البحر الأحمر والبرتغاليون من جانب اخر يعملون جادين علي نشر مذهبهم فاضاف هؤلاء باطمعاهم وأولئك بماربهم بندآ جديدآ من بنود الفوضي التي كتبت علي اثيوبيا ان تقاسيها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم