الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء الشر والخير مع نيتشة

محمد احمد الغريب عبدربه

2014 / 11 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فعل الشر والخير، في سياقها المعتاد، هي فوق التشريح والماروائيات، تقع ضمن فلسفة الأخلاق بكل وضوح، وجاء الفكر النيتشوي في تغيير فهم الخير والشر، واضحي هناك شيئاً جديداً متعلقاً بالفقهية النفسية والتحليل النفسي لهذين الفعلين.
نتسائل هل هناك فعل شر صرف، هل الشر يرفضه الانسان دائما، وقد يكمن الشر في الخير، والعكس صحيح، ما هي دوافع الشر والخير.
لفهم هذه الاسئلة ليس أمامنا غير الاعتماد علي ثلاثة مداخل لذلك:
المدخل الاول يتعلق بأن جدوي الفهم ترتهن الي التجريب والملاحظة، فكل فعل شر أو خير، هو كيان بذاته تفاصيله الكثيرة تفسره، ليس متشابهه مع الأخر، نحن نتحدث عن مفاهيم الشر والخير، هي مفاهيم كلية، كما أنها تصدر من نفس بشرية، لها خصوصيتها وتعقيدها، فالامثولة الواحدة لفعل شر هو ممتد للذاكرة من التفاعلات والاحداث، نحن بصدد فعل شر تاريخي، وليس لحظي.
المدخل الثاني: مدخلنا الاول هوممهد جديد لهذا المدخل، هو أحد صوره اللحظية دون تفسير، فالتفسير من نصيب المدخل الثاني، خصوصية فعل الشر الواحدة هي التي تعقد الأمور، تفتح أمامنا تفسيراً بأن النفس البشرية مليئة بالدوافع والرغبات والذاكرة الحية لكل شئ يخصها.
كل هذه الدوافع واعماق النفس البشرية، تحرك فعل الشر والخير، وليس التفريق الواضح بينهم هو الذي يفسر، أنما هذه الدوافع والتعقيدات والظروف هي التي تفسر، هناك مصفوفة وسلسلة طويلة من المداخلات والتعقيدات التي تصنع فعل الشر، وعدم وضوح فعل الشر والخير هو الذي يصنع واقع نفسي سئ لدي الاطراف، وهو الذي يجعل الفرد في حيرة واضطراب، يستمر الصراع بعد الحيرة حتي نصل الي تسوية مليئة ايضا بالتداخلات والتعقيد، نصل الي التصالح مع النفس ومع الاخر حتي نقبل هذا الفعل.
لا يمكن اغفال مثلاً صفة السيطرة لدي فرد قام بفعل خير، هذه الصفة لها تأثيرها وقيادة الكبري في سير فعل الخير، قد يتحول إلي اقصي معاني الشر في احد اللحظات، ايضا صفة العطاء الزائد هي صفة خير بحت، ولكنها تتناقض مع الذات البشرية، فهناك اشياء سلبية ايضا وصفات خارج الخير، فالصفات التي يمتلكها الفرد الواحد ليس كلها خير، وليست كلها شر، واذا اقدم الشخص علي فعل خير دوافعه وتفاصيله نحو الشر تقف وتراقب هذا فعل الخير، وهو مما يؤدي الي التعقيد والحيرة وراء فعل الخير.
الصفات والدوافع المتعارضة لدي الذات الواحدة هي التي تعقد فعل الشر والخير، وتجعله محير للغاية، وتجعل فعل الخير امثولة لوحدها بذاتها لا يمكن تفسيرها من واقعها الظاهري، الأمر يحتاج الي تتبع المصفوفة والتعقيدات التي تسبق فعل الخير، والأمر كذلك مع الشر.
وهذا يوصلنا ما ماهية الدوافع والصفات والمدخلات للذات الي تتفاعل مع الخير والشر، نري بتفسير سريع أن العكس هو الذي يحدث.
المدخل الثالث:: النصوص خارج اللامعقول والتي تتبع التعقيد للمشاعر والاحاسيس قد تساعد في تفسير فعل الخير والشر، فقد نقول::
"عندما افقد لذة الاجتماعي والانصهار مع الأخر دائما في اشياء ممتعة، وأتجرد بذاتي عن هذه التفاصيل والشعور، يصبح شعوري خالي من كل ذلك، تقف الرغبة في اللذة علي حدود المشاعر والأحاسيس لكي تملئها بتفاصيل وأبعاد اللذة، اكون جيش من الرغبات الخاملة، وملئ بالتأمل والاحاطة بالعالم والحياة".
وقد نقول أيضا
"عندما أقابل أي شخص أراه ينوي ويخطط لغرس أفرازاته الذاتيه وطموحه الشخصي في القول والفعل في رقبتي، ليسري كل ذلك في عروقي سريعاً، وأصبح أنا هو، وهو أنا، ولا أعرف هل هذا الاندماج معه يصب في مصلحة الخير أم داء الشر، أنه تمثل من تمثلات روح العالم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص