الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داخل الأوطان حروب و شتات

أحمد سيد نور الدين

2014 / 11 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يتابع العالم أجمعه و العرب بمذاهبهم و طوائفهم ما يندلع هنا من تظاهرات جنونية ،وما ينفجر هناك بأرض الشام أو اليمن،إستيلاء داعش على مدينة تصل لمساحة دولة صغيرة كالأردن ،سقوط ضحايا بالسعودية حيث الأحتفال بإحدى الحسينيات ،حصد أرواح جنود مصريين عبر الحدود مع رفح- فلسطين ،تشرذم و شقاق حول الدعم أو الوقوف للمشاهدة لما حادث بعين العرب – كوبانى الكرد و أخيرا اليمن و القادم سيشابه السودان حيث التقسيم بين حوثيين شعية قبلتهم السياسية إيران و بين سنة متشددون مرجعيتهم القاعدة و بينهما مواطنوان وقود المعركة و ضحايا للتقاذف بينهم .

و كما كان الأنترنت و أذرعه من توتير ،فيس و غيرهم فتيل الربع أو تسانومى الشرق الأوسط .يلاحظ الفرد مدى التيه و الشتاتبين الجميع بعقولهم المتابينه ،الوانهم المختلفة و ألسنتهم المتاميزة بل و إعتقادهم النوعى.
فتصفح او تجول على الفضاء الرقمى و زر أى صفحة ذات توجه سياسى أو تجمع حزبى أو قومى و إقرأ منشور أو بيان و راقب ما يكون من حوارات تبدأ راقية بغية معرفة الأمور و إدارك الحقائق فسؤال من هذا و رد من آخر و يحل ضيوف آخرين مشاركين و ترفع صور و مقاطع لعدم الخبر أو الرأى أو عكس ذلك لدحض الفكرة و وأد القتنة ،و بزيادة المشاركات تبدأ المعركة فى التصاعد ويحل الغضب و العدوان محل الهدوء و السلام فصورة من سيناء لمدرعة متفحمة ،روؤس ككرات القدم لبشر و أفراد من سوريا ،ميدان دموى بالعراق ،أشلاء باليمن و لبنان ،دخان ضبابى بعين العرب أو كوبانى الأكراد،رجم سيدة خاطئة ،حرق لأزدراء الأديان بباكستان ...ألخ كفيلة أن تؤجج النار بين الزاور بل بين سكان الأرض.

و لكن منهم اى الرقميون البشر المسالم و الطالب للحقيقة و الأخبار الصحيحة و بعد لحظة أو دقائق يغادر فى سلام بعمل ترك للمنتدى أو رحيل عن تلك اللعنات والصفحات الصفراء و لربما إلتزم الصيام المطبعى فلا يكتب تعليق و لا يضغط بزر إعجاب او نشر للأصدقاء مخافة ان يكون ممن يبغون الفساد و السعى بالشر بين العباد هذا من ناحية الفضاء الأفتراضى .

و لكن بالأنتقال إلى الواقع الميدانى أى داخل مساجدنا ،محافلنا ،أماكن العمل و المؤسسات الخدمية كالمستشفيات والتعليمية كالجامعات نجد الأمر أشد و عواقبه اخطر لحضور المواجهة بين المختلفين و أثر تعابير الوجه و حدة الصوت و شكل الجسم فى تعميق الخلاف ليصل غالبا لخصام ثم عداء .بالرغم من أن الجميع غير حاضر المشهد فهو متلقى سلبى تابع عبد للأعلام موجه و مسيس فى الأغلب أو للدافع عن ذاته لاشعوريا فيؤيد هذا لأنه فى تصوره مظلوم مهضوم كما حاله بوطنه و يعزز ذلك لظنه أنه يعلى من قوميته و يثبت إنتماءه ...ألخ .

فهذا يؤيد داعش لأنها تقف فى وجه الشيطان الأكبر أمريكيا و بتصوره انها تثأر لأسامة قائد القاعدة ولربما صبغ ذلك بقدسية الحرب فنعتها بالفتوح الأسلامية !،غيره يؤيد حماس و ما تقدم عليه من أفعال تجاه جارتها مصر بدعوى محاربة الكيان الصهيونى و من يعنيه و لو بغلق المنافذ و الحدود عن فلسطين العربية و أبناء القدس الشريف ،آخر يحلم بخلافة أنقره لأمر المسملين و الحديث بأسم الأسلام حصريا،و هناك القوميون من يروا أن الألتفاف حول الحدود أعلى شأنا و اهم من الأجتماع حول طاولة الدول العربية أو منظمة الدول الأسلامية التى دفعت مصر العروبة ثمنها بحروب 1948 ،اليمن ونكسة 1967.والقليل منهم من ينادى بأحقية حرية الأعتقاد و الأنتماء لمذهب ما كما التشيع المعتدل أو المفرط الكائن بشرق السعودية و البحرين أو اليمن الجنوبى حيث الحوثيين ،العلمانيون و سوء المفردة و المرتبطة فى أذهان الأكثرية بالكفر ،ثم ظهر حديثا فئات أو فتات من ملاحدة الدين و الوطن ...و إن كانوا للآن مختفين ألخ

فكما تفرق العرب و تبعثرت هوياتهم المختلفة كانت وحدة الدين ،اللغة ،الأرض ،الجوار أو التاريخ إنفرط عقد الزمالة و إنقطعت أواصر الجيرة ، تفككت صلات القرابة داخل المكان الواحد و البلدة الصغيرة .فلسفة الوجود و إثبات الذات حلت محل الذوبان فى كيان أكبر هو الجماعة التى قد تكون الوطن أو الدولة ،لم يعد شىء يخضع لمسلمات او فرضيات الوطن ،الدين و الحضارة او قناعات الحروب الصليبية و الهجوم على الدين أو المؤامرة المنظمة و الفوضى الخلاقة .

فحكم بأعدام على النمر الشيعى السعودى ثم عفوا ملكى كما حدث مع الكردى أوجلان إبان التسيعنيات و شرق نحو الكويت سحب الجنسية من و رفعها عن ستين او قليل من دعاة و سياسين و نحو قلب العرب مصر حظر فى البداية ثم إدراج كمنظمات إرهابية عدائية لأحزاب و إئتلافات و تحالفات سابقة حاضرة لها قواعدها الشعبية ،السودان و ما ناله من حصار خفى و ركود دولى و غيرها .

من الوارد أن تجد من يرفع الأيدى لنصرة المجاهدين فى الموصل و بغداد و فى صحن المسجد أو الجامع من يسومونهم العداء ،من يروج و يسوق لعظمة عنصر الكرد و جاره فى العمل أو الحى من يرفع التحية لأردوغان ،فالجبهة و الميدان مشتعلة بقاذئف ،رصاصات حية و أنصاف أجساد بينما بمحال العمل الحمم البركانية و الرماد المكتوم للفتنة و الفرقة .

شكرا لمن قرأ و إستفاد و شكرا لمن زار و رحل فى سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟