الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همجية المتشددين في تمبكتو

كريبسو ديالو

2014 / 11 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يكون للتشدد تعريف واحد محدد لكن آثاره ومخالبه قد تطال كل شيء وقد تأتي على الأخضر واليابس وهذا ما فعلوه الإسلاميين المتشددين فى مدينة تمبكتو التاريخية في مكاتب تحتوي على آلاف المخطوطات التاريخية التي لا تقدر بثمن و أن هذه المخطوطات عاشت قرونا في تمبكتو وكانت مخفية في حقائب خشب مدفونة في صناديق تحت الرمال وفي الكهوف وعندما انتهى الاستعمار الفرنسي لمالي عام 1960 أبقى سكان تمبكتو على المخطوطات محفوظة في 60 إلى 80 مكتبة خاصة وكانت أغلبية المخطوطات مكتوبة باللغة العربية وقليل منها كانت باللغات الأفريقية مثل السونغاي والتاماشيك والبامبارا وكانت تتضمن نصوصا عن الفلك والموسيقى وعلم النبات والقانون والتاريخ والسياسة والتجارة ومما يذكر أيضا أن المخطوطات كانت مهمة لأنها نفت خرافة أن أفريقيا السوداء كان لها تاريخ شفهي فقط و أن التراث الأدبي لتمبكتوا يعود إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر عندما كانت مملكتا مالي وسونغاي الغنيتين بالذهب تتاجران عبر الصحراء الكبرى ومع عالم حوض البحر الأبيض المتوسط في كتاب الرحالة ليو أفريكانوس "وصف أفريقيا" المنشور عام 1550 تم ذكر أن في أسواق تمبكتو النشطة تحت مآذن مساجدها الفخمة كان أغنى التجار يبيعون الكتب وكانوا يبيعون المخطوطات التي كتبها العلماء العرب في كل شيء من علم الفلك والرياضيات إلى قوانين الشريعة الإسلامية وأيضا النصوص الغامضة عن الصوفية وانا استغرب الصراحة فى من يهاجمون المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عن فيلم "تمبكتو غضب الطيور" الم يروا هؤلاء تحويل مدينة تمبكتو من مجدها الغابر في التاريخ إلى أن تم تحوليها مسرحا لعمليات جهادية وحشية و الثابت أن تطاول التنظيمات الجهادية على مثل هذه المواقع والمعالم ثم تجاسرهم على الاعتداء على موروث ثقافي إسلامي بمثل هذه الأهمية يعد دليلا على نظرة هؤلاء للدين وللتاريخ معا فالتنظيمات الجهادية التي تقدم نفسها وكيلة على الدين ومدافعة عنه لم تتورع على ولوج مناطق كان يفترض انها محمية من أذاهم بحكم الدين نفسه لكن هؤلاء تحكمهم نظرة مغالية إلى كل ما يخالف آرائهم وأهوائهم وهي نظرة تقوم على الإقصاء والإلغاء والإدانة والتكفير أما تطاولهم على مكان رمزي ينتمي للحضارة الإسلامية فهو مؤشر آخر على أن هؤلاء تحركهم أيضا دواع مرضية تضاف إلى ضيق آفاقهم الفكرية المعلومة لدى الجميع ويكفي أن نستذكر أن اعتداءاتهم لم تقتصر على بلد او قطر واحد كما أنها امتدت إلى أكثر من مجال وموضوع فقد ازدهر نشاط التشدد في الأشهر الاخيرة في مالي ونيجيريا وليبيا وتونس ومصر واليمن والعراق واندونيسيا وغيرها من الأقطار كما أن معاولهم ومتفجراتهم حضرت بفعاليّة في الزوايا والمقامات والمكتبات والأضرحة والمقابر ولم يسلم من عربدتهم فنان أو شاعر أو سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah