الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أمان في ضل المفخخات!

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2014 / 11 / 8
المجتمع المدني


بقلم نبيل محمد سمارة
الأمان نعمة وهبها الله للكائنات التي تعيش في الأرض وتحت الأرض وفوق الأرض , ولا احد يحس بها سوى من فقدها , في السابق ومن عهد الملكية في العراق الى سقوط بغداد , كنا نعيش في أمان وعلى الرغم من الحروب القاسية التي عاشها العراقيين , ولكننا كنا نعرف من هو عدونا , لنأخذ الحذر منه , اما اليوم , يجب على الأب عند ذهابه لشراء الخبز في الصباح أو المساء يجب أن يودع أولاده وزوجته لربما لن يعود للبيت بسبب الأنفجارات بالسيارات المفخخة أو بمواجهات مسلحة ! تحصل بين الحين والأخرى , كم من الأباء خرجوا للسوق وسقطوا شهداء , وكم من الطلاب ذهبوا الى مدارسهم وأصبحوا جثث متفحمة , وكم من النساء سقطن بعبوات ناسفة ؟! ..
الأمان نعمة فضيلة فقدناها في ظل الصراعات الجارية بين الأرهابيين من جهة , وبين صراعات الأحزاب من جهة اخرى , ندرك نحن الشعب المغلوب على أمره , أن لا بليد حيلة , ولا مكان يملؤه الامان لنذهب اليه مع أطفالنا ! اصبحنا نحسب ألف حساب عند خروجنا الى مكان لا يتعدى مئات الأمتار , خوفا من شظية تضربك أو رصاصة طائشة تصيب جسدك ؟
حدثني احد السواق كنت راكبا معه يقول لي : كم من المرات نجوت باعجوبة الاهية بسبب السيارات المفخخة والتي تتربص بنا , وأنني عند عودتي الى البيت أصلي صلاة الشكر للرب , لأنني رجعت سالما غانما , أشعر عند سياقتي في الشارع أني اخوض حرب ما بين أن أكون حيا أو مقتولا !..
وايضا التقيت بصديق اعدت على رؤية وجهه حالق ذقنه دائما , ولكني في هذه المرة وجدت ذقنه طويلة وهذا يدل على مصيبة حلت به , سألته عن سبب طول لحيته فقال لي : أخي اعطاك عمره قبل شهر , كان ذاهبا لشراء حاجيات منزلية فأنفجرت سيارة مفخخة فوقع شهيدا هو والكثير من كانوا في قربه ..
أصبحنا نعيش بحالة رعب وهيستريا وكل يوم نسمع خبر مؤلم بفقدان صديق أو قريب بسبب السيارات المفخخة , أو غير ذلك , وكل هذا بسبب عدم ثقة الشعب بالحكومة , الحكومة اليوم لا يهمها أن أحترق العراق كله , المهم مصلحتها المادية فقط , أما الشعب " فطز" ما داموا مقيمين في المنطقة الخضراء , دون الشعور بادنى مسؤولية تجاة هذا الشعب الذي ما زال ينزف دما , وينزف نزوحا , وينزف جوعا , وينزف أمانا ...
فلا حرية ولا أمان ولا بطيخ , واذا أستمر هذا الحال , سننعي أنفسنا بهذا القول
( أنتقل الشعب العراقي الى رحمة الله بسبب السيارات المفخخة )
وستكون مجالس العزاء في كل بيت , ولمدة لا يعلمها سوى الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين


.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين




.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا


.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين




.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر