الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الإلحاد) هو الابن الشرعي للعقائد المسيحية

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2014 / 11 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس "الإلحاد" فحسب، بل و"النازية" و"الفاشية" و"العنصرية"، هم الابناء الشرعيين للعقائد المسيحية وممارسات الكنيسة في العصور الوسطى، إلا أن الكنيسة والنصارى حولوا "الإلحاد" في الآونة الأخيرة إلى "مذهب كنسي" يروجون له لمواجهة الإسلام.

تعد "العقيدة المسيحية" التي تقوم على معتقدات "البنوة" و"التجسد" و"التثليث" و"الطبيعة الواحدة" و" الطبيعتين" و"الخطيئة والصلب والفداء" بالإضافة إلى أن ممارسات رجال الكنيسة الفاسدين عبر العصور كانت هي التربة الأصيلة الخصبة التي نبتت فيها شجرة "الإلحاد" وترعرعت وازدهرت وانتشرت، ولولا المعتقدات المسيحية هذه لما وجد ملحد واحد على وجه الأرض.

يقول "جان إيف هاردر" في بحثه عن الإلحاد (1998): (إن علماء الحداثة عملوا على تأكيد أن الإلحاد يستمد كل كيانه من مناقشة ونقد كيفية تكوين العقيدة المسيحية، مشيرا إلى أن الإلحاد مرتبط ارتباطا وثيقا بعصر التنوير، لأن كل هدفه هو تحرير الإنسان من عبودية السلطة العقائدية الكنسية. وبذلك انقلبت المعادلة ولم يعد الملحد هو الذي يمثل خطورة على علم الأخلاق والقيم وإنما على الكنيسة في حد ذاتها كمؤسسة).

ويقول "جان إيف لاكوست" في كتابه: "التجربة والمطلق": (إن مشكلة الإلحاد تعد مشكلة حديثة نسبيا لأن الإلحاد لم يكن موجودا في العالم الثقافي الذي نمت فيه صياغة المسيحية الأولى).
ويؤكد "لاكوست" (إن المشكلة الحقيقية في الإلحاد تكمن في مشكلة اللاهوت المسيحي نفسه، والمشكلة الحقيقية الأخرى هي أن نقد الملحدين يعتمد على المنطق الذي لم تستطع الكنيسة حتى يومنا هذا أن تواجهه بأدلة يقينية مقنعة).

وقال "ريتشارد دوكينز" في كتابه "وهم الإله": (لقد تحدثنا عن الفداء الذي هو قلب التعليم المسيحي هذا الشر "السادومازوشي" البغيض، علينا نبذه كصراخ المجانين الهاربين، لولا أن انتشاره وتعودنا عليه قد أعاق موضوعيتنا، لو أراد الله أن يغفر ذنوبنا فلماذا لم يغفرهم فحسب، بدون أن يتعذب ويُعْدَم ثمنا لهم، وكنتيجة لتلك الحادثة تسبب باللعنة لأجيال المستقبل القادمة من اليهود ليقاسوا المذابح المدبرة والاضطهاد لأنهم "قتلة" المسيح، هل انتقل الذنب خلال الحيوانات المنوية أيضا؟).

ويقول "دوكينز" أيضا: (فإن آدم الخاطئ المفترض الذي اقترف الخطيئة الأصلية ليس له وجود بالأساس، حقيقة مزعجة لم تكن معروفة لبولس ربما، ولكن من المفترض أنها معروفة من الإله كلي المعرفة (وللمسيح، إذا كان إلها)، وهذا ينسف كل هذه النظرية من أساسها. ولكن بالطبع فإن قصة آدم وحواء كانت رمزية فقط، أليس كذلك؟ رمزية؟ حسنا. لأجل أن يثير المسيح انطباعا مؤثراً في نفسه، فقد ترك نفسه يُعْذَّب ويُعْدَم في عقوبة مروعة من أجل ذنب رمزي ارتكبه شخص لم يوجد أًصلا!!، وكما قلت فهي قصة مثيرة للاشمئزاز كصراخ المجانين الهاربين) انتهى.
("ريتشارد دوكينز": "وهم الإله"، ص 254، 255).

آباء الكنائس ومتطرفي "النصارى" وخاصة لدينا في الشرق بعد تيقنهما من تعثر وصعوبة إقناع المسلمين بعقائد "البنوة" و"التجسد" و"التثليث" و"الطبيعة الواحدة" و"الطبيعتين" و"الخطيئة والصلب والفداء"، وعبثية الترويج لمثل هذه المعتقدات المصادمة للعلم والتفكير السوي والوعي البشري السليم، ولما لم تستطع العقائد النصرانية بكافة أوجهها الصمود أمام العقيدة الإسلامية السهلة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا مآزق علمية أو فكرية، هرع النصارى إلى تبني "الإلحاد" والملحدين و"العلمانية" والعلمانيين والترويج لهما بشتى السبل والوسائل بين المسلمين، كمحاولات يائسة في جر المسلمين إلى الإلحاد والتشكك في دينهم، فالنصارى لا يعنيهم من قريب أو من بعيد نشر عقائدهم العصية على العلم والفهم والوعي بين المسلمين لمعرفتهم الأكيدة بصعوبة ذلك وعسره، ولا يعنيهم انتقال المسلمين من الإسلام إلى المسيحية بقدر ما يعنيهم ترك المسلمين لدينهم والتشكك والإلحاد فيه.



نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 11 - 00:10 )
الإلحاد ظهر للوجود بسبب مخالفة العقيدة المسيحية للعقل و الفطرة .


2 - الى طن طاوي
كنعان شماس ( 2014 / 11 / 11 - 01:03 )
اولا النصاري شــــــــرذمة من بــــدو الحجازواليهود المطرودين من المسيحية التي اسسها رسول السيد المسيح مار بولس . اليوم المسطرة والميزان في هذه الطرهــــــات الفكرية هو خـــــــازوق شريعة حقوق الانسان التي كتبها نخبـــــــة من انبياء نبلاء بشــــــــر معروفين لاشك في انسانيتهم بعد انتصارهم في اعتى حرب عرفتها البشرية . على الشريعة السماوية او الشيطانية التي تتناشــــــــــــــــــــز مع شريعة حقوق الانسان العالمية ان ترفع الراية البيضاء وهي صاغرة ذليلة خانعة قبل ان ترفعها وهي في حالة ملك ملوك افرقيا وعميد الحكام العرب وامام المســــــلمين في يومه الاخير الدامـــــــي واترك المسيحيون يعبدون ثلاثة او عشرة الهة فالحقيقة من ثمارهم تعرفوهم وليس من اللغو وطنيـــــــــــــــن الثرثرات ولاتحية لمن لايقدس شريعة حقوق الانسان


3 - الإلحاد هو الابن الشرعي للشريعة الأسلامية
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 11 - 01:46 )
ياسيد طنطاوي الألحاد كان موجود قبل المسيحية لذلك ارسل الله الأنبياء لكي يعرفوه ولكن ظل قسم من الناس على الحادهم او على عبادة الأوثان حتى جاء الوقت فألقى الله كلمته وروحه على مريم ليولد انسان ليس من نطفة آدم ألأول ولا يحمل خطيئتة وحسب الحديث الصحيح (جحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته) هنا توارث الخطيئة لا يعني التصرفات التي لا ذنب لذرية آدم لكي ترثها وأنما تعني عدم اكتساب ذرية آدم صفة الخلود الذي كان آدم يتمتع بها قبل معصيته فجاء المسيح ليعيد المصالحة مع الله وأن يدفع الفدية الكفارية عن ذرية آدم ، مع الأسف ياسيد طنطاوي محاولتك في القاء مسؤولية الحاد المسلمين على التعاليم المسيحية هو اسقاط نتيجة اليأس الذي اصاب الأخوان المسلمين في مصر حيث نشرت جريدة الوطن الكويتية احصائية عن عدد الملحدين في مصر وحدها يقارب المليونين شخص كلهم تحولوا الى الألحاد نتيجة رفضهم تطبيق الشريعة الأسلامية المتخلفة التي فرضتها جماعة الأخوان في عهد مرسي، لقد وصل بكم الأفلاس الى الأستشهاد بكتابات الملحد ريشارد دوكينز شفاكم الله وفتح بصيرتكم ، تـحياتي


4 - انت تثير الفتنه
احمد سعيد ( 2014 / 11 / 11 - 03:31 )
السيدالكاتب الكريم الا تعتقد انك تثير الفتنه الطائفيه بكتابه هذا المقال الذى ينضح بالكراهيه والحقد ,المسيحيه ديانه سماويه مثل الاسلام تماما ,واعترف القرأن بالمسيحيه واليهوديه كأديان سماويه وسبقت الاسلام ,لايجب ان تكتب هذا الكلام الفارغ والا فأنك تطعن فى الاديان السماويه وتسبب حاله من الاحتقان والبلبله بين الناس


5 - قامت ما تسمى (حضارة الإسلام) على الملحدين
منير سراج ( 2014 / 11 / 11 - 06:19 )
للأسف الشديد لا يستطيع أي شخص يسمي نفسه (باحث) إسلامي أن يقوم ببحث علمي حقيقي
فصفة (إسلامي) تحجب العقل وبالتالي لا يمكن أن تجتمع صفة باحث مع نسبة إسلامي
---
الإلحاد موجود منذ ملايين السنين
طبعا ليست هناك حضارة إسلامي، ولكن ما أطلق عليه اسم حضارة إسلامية قامت على أكتاف الملحدين الذين شغلوا عقولهم..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=329650
بينما على النقيض كل ما قدمه شيوخ الإسلام هو مستنقعات النقل العفنة التي ما زالوا ينضحون منها
---
تاريخ الإلحاد في الإسلام لفيلسوف بارز ومفكر رائد هو الدكتور عبد الرحمن بدوي
http://www.goodreads.com/book/show/6637613


6 - الكاتب نهرو عبدالصبور
وليد حنا بيداويد ( 2014 / 11 / 11 - 17:07 )
جميل ان تكتب هنا فى صفحتك التى تاسست لتفريغ شحناتك الاسلامية بغية القاء وتعليق اوساخك على شماعة المسيحية وانت قلت والاخرين صدقوا ذلك ، انتم لا تمثلون بشئ سواء اكنت انت او كان كل من وقع على شاكلتك من اصحاب الفكر الصحراوى القذر الذين خربوا النفس والفكر العربى وعاثوا فى البلاد فسادا ودمارا بسبب الفكر الاسلامى الذى ولد لتدمير الحضارة والانسانية.. السيد نهرو عبدالصبور ماهذه الركاكة وهذا التدليس الذى ورثتموه عن اسلافكم الذين شربوا من دماء الاخرين واكلوا جثثهم. ، فهل هناك افسد من رجال الدين المسلمين والذين تشرابوا هذا الفكر القذر المتطرف) هل الرجل الدين المسيحى يكفر الاخر؟ هل سمعت يوما ذلك او قراءت ذلك؟ انا اتحداك اذا عرفت معنى النصرانية ومعنى المسيحية) واين تكمن معانى هذه المصطلحات،، بارك الذى صنع الكومبيوتر والنت وانقذ الهجلة من التخلف ورغم هذا كله ورغم هذا التطور بقوا جهلة جهلة


7 - الكاتب نهرو عبدالصبور
وليد حنا بيداويد ( 2014 / 11 / 11 - 17:07 )
جميل ان تكتب هنا فى صفحتك التى تاسست لتفريغ شحناتك الاسلامية بغية القاء وتعليق اوساخك على شماعة المسيحية وانت قلت والاخرين صدقوا ذلك ، انتم لا تمثلون بشئ سواء اكنت انت او كان كل من وقع على شاكلتك من اصحاب الفكر الصحراوى القذر الذين خربوا النفس والفكر العربى وعاثوا فى البلاد فسادا ودمارا بسبب الفكر الاسلامى الذى ولد لتدمير الحضارة والانسانية.. السيد نهرو عبدالصبور ماهذه الركاكة وهذا التدليس الذى ورثتموه عن اسلافكم الذين شربوا من دماء الاخرين واكلوا جثثهم. ، فهل هناك افسد من رجال الدين المسلمين والذين تشرابوا هذا الفكر القذر المتطرف) هل الرجل الدين المسيحى يكفر الاخر؟ هل سمعت يوما ذلك او قراءت ذلك؟ انا اتحداك اذا عرفت معنى النصرانية ومعنى المسيحية) واين تكمن معانى هذه المصطلحات،، بارك الذى صنع الكومبيوتر والنت وانقذ الهجلة من التخلف ورغم هذا كله ورغم هذا التطور بقوا جهلة جهلة


8 - افكار مغلوطه
على سالم ( 2014 / 11 / 11 - 21:56 )
السيد الكاتب نهرو عبد الصبور ,لاادرى سبب تسميتك بأسم نهرو ربما تمجيدا فى الراحل الهندى العظيم ,ماهذا يارجل ولماذا تشن هذه الحمله الشعواء على اخوتنا فى الانسانيه المسيحيين ,لماذ هذه الضغينه والمراره ,هل تعلم انه لولا المسيحيين ماكنا نمتلك كومبيوتر وانترنت وسياره وطائره وسفينه فضاء وباخره وتقدم ,هل تعتقد ان العربان اصحاب حضاره ,افيدنى اذن ماهى هذه الحضاره العربيه البدويه ,واضح ان حضاره العرب هى القتل وجز الرقاب والسطو المسلح والغزوات وحب النكاح وشرب بول البعير والحبه السوداء وداعش خير دليل على اصل حضاره العرب الغبراء ,ترفق بنا حنانيك


9 - اللادينبة هي الإبن الشرعي للعلم وكثرة الثقافة
صافي الجوابري ( 2014 / 11 / 13 - 14:37 )

كثير من الملحدين بالعالم اليوم هم ذوو خلفيّة مسيحيّة صحيح ، لكن أختلف مع الكاتب بالأسباب
فجميع ما يسمى بالاديان الابرهيمية تحوي من التناقضات والقصص التي لا تدخل بعقل أو منطق ، الكثير

المسيحيّون واليهود بالعالم أغلبهم ذوو علم وثقافة واسعة فبإسرائيل وأوروبا مثلاً فنسبة الأميّة تكاد تكون معدومة عند شعوب تلك البلدان بعكس تماماً الدول الإسلاميّة التي يعتبر فيها المثقّفون والجامعيّون قلّة تكون نسبتها لا تذكر !

المسيحيّة أيضاً تختلف عن الإسلام فنجد لشكّ موجود حتّى بداخل النصوص المسيحيّة!!:
يقول المسيح بالإنجيل مثلاً عند صلبه:
إلهي إلهي لماذا تركتني ؟!

في حين لو قال هذه الجملة شخص مسلم لاعتبر مرتداً وتلك الجملة قالها رمز من أجلّ رموز الديانة المسيحيّة

ونجد أيضاً تلامذة المسيح يملأهم الشك والتساؤل:
فتوما مثلاً : شكّ بأن المسيح صلب وأنكر حتّى عاين بنفسه حسب الخرافات المسحية
وبطرس أنكر أنّه يعرف المسيح ثلاث مرّات حسب الإنجيل ..إلخ

في حين نجد بالديانة البدوية الوسخة تم تشويه صورة كل من انكر نبوّة محمد صلعة أو التلاعب بقصصها كما ذكر المعلّق بالفيسبوك باسم-مالا تعلمه عن الاسلام- ..


10 - غباء مركب
سرجون البابلي ( 2014 / 11 / 14 - 20:52 )
يبدوا بان السيد نهرو نسى بان الاسلام اخترعه اليهود النصارى لمحاربة المسيحية

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran