الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))

إبراهيم جركس

2014 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ديانة التوحيد القمري 1 ((مدخل))

أهمّ الأسئلة التي تعالجها هذه الأطروحة هي:

هل كان "الله" هو إله الديانات الإبراهيمية السابقة، أم أنّه كان إله القمر والحرب عند الشعوب العربية ما قبل الإسلامية؟

وإذا كان "الله" هو إله القمر والحرب لدى الشعوب العربية ما قبل الإسلام، فهل يمكننا القول أنّ الإسلام ما زال ديانة قمرية بالرغم من محاولة محمد إضافة العديد من القصص التوراتية المحرّفة إلى القرآن؟

بالنظر إلى هذه الأسئلة ما إذا كان "الله"/إله المسلمين هو إله القمر والحرب القديم، فإنّ هذه الأطروحة تعالج الكثير من الأدلّة المتوفّرة. وأغلب الأدلّة المتوفّرة والحالية حول إله القمر تتناسب مع هذه الفئات:

· الجغرافيا: كافة المناطق والأقاليم المحيطة بمكّة كانت شعوبها تعبد إله القمر وتعجّ فيها الديانات القمرية.

· الحجج اللاهوتية: نلاحظ أنّ حجج المسلمين ضدّ قول أنّ "إلههم/الله" هو إله القمرضعيفة وواهية وتميل لتصبح موضع شك، في حين أنّ الحجج التي تقول أنّ "الله" هو إله القمر تصبح أقوى وأقوى كما تعمّق الباحث في البحث.

· التراث: الأحاديث تثبت عبادة القمر، الطقوس التعبدية، التفكير، والتوجّه.

· القرآن: القرآن هو عبارةد عن كتاب مقدّس يتضمّن تعليمات لعبادة إله القمر والحرب، ويتمضمّن إلى جانب ذلك قصصاً توراتية مكرّرة ومحشورة كمادة لملء الفراغات. وأي قراءة دقيقة ومتمعّنة للقرآن تكشف التفسيرات الدينية التوراتية فيه، كما تميط اللثام عن أصول الديانة القمرية فيه والمعاكسة لهبادة الشمس التي تتخلّل الديانة المسيحية. القرآن يفرض فريضة "الحج" على المسلمين، والتي هي في أصلها طقس قمري تابع لعبادة إله القمر، وبعيد كل البعد ومعادٍ لعبادة الشمس، حيث أصبح هذا الطقس شائعاً ومنتشراً بكثيرة بين العرب بسبب شدّة حرارة الشمس الحارقة في شبه الجزيرة العربية. هنا أورد لكم عدّة أمثلة للتوضيح:

_ذو القرنين كان مسلماً صالحاً. ويشير اسم ذو القرنين إلى ملك يضع على رأسه تاجاً عليه هلال على شكل قرنين، وكان يعبد إله القمر. ذو القرنين يرى الشمس وهي تغرب في بركةٍ من الطين ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)) [الكهف: 86]. يقول الباحثين غيب وكريمر عن ذو القرنين: ((القرنين يعودان في أصلهما إلى فكرة ميثولوجية قديمةٌ جداً. "نارام-سِنْ" على سبيل المثال كان يُمَثَّل بصورة الإله "أدَدْ أو حَدَدْ" لكن بقرنين)) [1]

_ الله الذي أرشد كلاً من محمد وإبراهيم من السماء {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144 والأنعام: 75-77] وفي مناسبةٍ أخرى استخدم الله الشمس لإرشاد أولئك الذين لجأوا إلى الكهف، أو أهل الكهف { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} [الكهف: 17]. أشار إبراهيم إلى النجم الشمالي الذي يدور حول القطب الشمالي ولا ينزل تحت خط الأفق {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي} [الأنعام: 76]. ثم أشار إبراهيم إلى القمر وقال هذا ربي { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي } [الأنعام: 77]. في النهاية، رأى إبراهيم الشمس، ولما قارن بين الشمس والنجوم والقمر رأى أنّ الشمس كانت أعظمها وأكبرها { فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ } [الأنعام: 78]

_بعد أن دعا إبراهيم النجوم والقمر والشمس "ربي"، قال أنّه وجّه وجهه لله لذي خلق السموات والأرض دون أن يحدّد طبيعة أو صفات هذا الإله { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } [الأنعام: 79]. وهذه القصة والرؤية شبيهة بأساطير الخلق النجمية أو الكوكبية التي كانت سائدة في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، والتي تقول أنّ هناك إلهاً رئيسياً هو الذي خلق النجوم والكواكب { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] ثمّ خصّص آلهة لكل شيء، واختار نجماً أو كوكباً أو جرماً سماوياً ليستوي فوقه ويجعل منه عرشاً ورمزاً له. في أساطير الخلق النجمية، لايوجد جسم نجمي أو جرم سماوي أبدي، كما أنّ الجسم النجمي أو الكوكب لايعتبر إلهاً، بل إنّ الكواكب والأجرام السماوية هي بمثابة عروش ورموز للإله.

· الطقوس والشعائر: الحج بشكلٍ خاص، وغيرها من طقوس إله القمر، تشير إلى عبادة إله القمر. فكلا القرآن وفريضة الحج شيئان مضادّان للعبادة الشمسية، ليس بسبب أي ميل أوّلي للتوحيد، إنّما لأنّ حرارة الشمس كانت شديدة وقاتلة في شبه الجزيرة العربية. كتب المفكّرة اللاهوتية كارين آرمسترونغ: ((كان طقس الحج نفسه في الأصل طقساً خريفياً يبدو أنّهم كانوا من خلاله يضطهدون الشمس الميّتة لتحرير أمطار الشتاء))[2]

· العمران وفنّ العمارة: جدار "الحطيم" _ هو القوس المبني حول الكعبة قبالة الحائط الشمالي_ في الكعبة، قبّة الصخرة، المساجد القديمة والحديثة والعديد من المباني العربية والتي تحمل الطابع الإسلامي تشير إلى عبادة إله القمر.

· أسس العبادة الداخلية: المِحراب، الذي يمثل محراب أو مصلى فينوس أو عشتار أو كوكب الزهرة، والعديد من الأشكال المعمارية الأخرى داخل المساجد والجوامع والتي تشير إلى الأصول القمرية-النجمية للإسلام.

· الدين والثقافة: انظروا إلى شكل الأبجدية العربية وطريقة رسم الأحرف فيها واستخدامها، شاهدوا الأعمال الفنية، والرموز على القطع المعدنية والعملات، جميعها تشير إلى أنّ الإسلام مازال نسخة معدّلة من ديانة قمرية قديمة.

· الشرور الناجمة عنه: هناك أنواع من الشرور التي تطبع بشكل خاص فئة أو مذهب معين، من مجرّد ملاحظتها والتمعّن فيها ستعرف المعتقدات الدينية والدوغما الدينية التي نتجت عنها. وأيّة فوارق دقيقة أو طفيفة في المذهب سيكون لها تأثير بالغ وكبير على المجتمع والتاريخ. فالشرور الناجمة عن الإسلام لا تتميّز بها سوى الأديان التي تتبع عبادة إله القمر والحرب.

فيما يخصّ السؤال ما إذا كان يجب أن نعتبر "الله" هو غله القمر، فإنّ الأدلّة دامغة ومثبتة وتشير بقوّة إلى أنّ "الإسلام" ديانة قمرية تنكّرت بطريقة ذكية ومنذ زمنٍ بعيد كديانة يهودية أو مسيحية، أو أنّها نسخة محدّثة عنهما كما تزعم.

المسلمون متفقون على العموم بأنّ "الله" _إلههم_ ليس هو نفسه إله الإنجيل الذي يقرؤوه المسيحيون واليهود الآن، فهم يعتقدون أنّه كتاب محرّف ولا يعترفون بصحّته. كما أنّهم متفقون أيضاً أنّ "الله" لا يشبه الثالثوث المسيحي الذي يعبده المسيحيون. في النهاية يمكننا القول أنّ الهلال الذي يراه الناس فوق المساجد، وانتظار المسلمين القمر ليبنبيّنوا من خلاله مواعيد الأعياد، هو أوضح دليل وإشارة إلى الطبيعة القمرية للدين الإسلامي، واللبيب من الإشارة يفهم.

****************************

[1] Gibb & Kramers. Encyclopedia, p. 76, Dhu’l-Karnain entry.

[2] Armstrong. Biography, p. 62.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرب من الشمس وليست من القمر
محمد عبد القادر الفار ( 2014 / 11 / 13 - 19:52 )
مع كل التقدير للكاتب ولكن الحرب ارتبطت في الميثولوجيا بالشمس لا بالقمر، فالقمر هو محل السكون والسلام بينما الشمس هي محل الصراع والحرب والحركة... اما الاسلام فهو معني بالاثنين، بالشمس وبالقمر... كونه لجأ إلى الأشهر القمرية في التوقيت فهذا يوضح تبجيله للقمر (السلام والسكون) ولكن الشمس هي أيضا مبجلة في مواضع أخرى ...لذا فهو معني بالحرب وبالسلام... أو بالحركة وبالسكون.. أو بلغة الرمز، بالشمس والقمر -والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين-...


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 13 - 22:16 )
تابع :
الرد على قول الفاسِق ...الله إله القمر ...؟!!! :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=7804


3 - الشيخ عبد الله خلف
.ماجدة منصور ( 2014 / 11 / 14 - 04:59 )
يا أستاذ عبد الله خلف
أرجوك أشد الرجاء أن لا تنعت أي كاتب و مهما كنت تختلف معه في المعتقد بالفاسق
لأنك...و بهكذا ألفاظ..اسمح لي أن أقول لك أنك تفقد مصداقيتك و كثيرا من الاحترام
مؤخرا ..ابتدأت أقرأ ما تكتبه بعناية..بعد أن كنت أرفض حتى مجرد المرور على اسمك
و لكني صدمت الآن و أنا أراك تنعت الأستاذ الكاتب بالفاسق!!!!!!!!!!!0
ألا تخشى على نفسك يا أستاذ عبد الله من سفهاء القوم؟؟؟
عييييييييييييييييييييببببببببب.


4 - أستاذه | ماجدة منصور , تحيه
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 14 - 10:27 )
أنا أنقل الرابط و عنوانه , و عنوان الرابط هو : (الرد على قول الفاسِق ...الله إله القمر ...؟!!!) .
و هذا عنوان مقال رد بهِ د. أمير عبد الله على أحد المسيحيين في منتدى (حراس العقيدة) , و أنا نقلت الرابط و عنوانه .
أدخلي إلى الرابط , و أخبريني ما عنوان الرابط , نحن نقلنا الرابط و عنوانه الأصلي .


5 - الانحراف
رائد الحواري ( 2014 / 11 / 16 - 19:21 )
المقال يفتقد للعلمية البحثية، عمليا لم يكن هناك صراع بين اله الشمس واله القمر، كان لكلا منهما دوره في الحضارات القديمة، لكن اهمية كل واحد منهما اعتمد على الظروف التي عاشتها المجتمعات القديمة.
لا اقول بسقوط نظرية التطور الديني، لكنها في طريقها الى السقوط، فهناك نظرية تقول بان الاصل كان التوحيد عند كل الحضارات السابقة، لكن تتابع الزمن، عدم انتشار علم الكتابة بشكل واسع، واقتصاره على مجموعة معينة من الكهنة، وانتشار الخراف، والحرب كلها عملت على انحراف تلك الشعوب عن فكرة التوحيد والأحذ بالتعددية.

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah