الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة الأديان وخراب الأوطان

علي رمضان فاضل علي

2014 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في القرن السابع عشر عاشت أوربا فترات صعبة للغاية, من جراء تسلط الدين علي رقاب الناس وتحكم رجال الدين في حياتهم وبعد مماتهم : في حياتهم عن طريق دفع الإتاوات والهبات للقساوسة , والشماسين والرهبان وفي الآخرة عن طريق بيع صكوك الغفران لمن لدية القدرة المالية فيحجزون له ما يريد من مساحة في جنة الخلد ويعطونه صك بان كل أعمالة الشريرة التي ارتكبها في حق أخوانة في الإنسانية قد غفرها الله له. لم يكن هذا فحسب بل كان لدي الباباوات سلطة سياسية بجانب السلطة الدينية فكان من حقه عزل من يريد من الملوك, وتولية من يريد وإعطاء من يريد من الملوك الشرعية بان يحكم باسم الإله, وكان الباباوات يستخدمون نظام العزل من الكنيسة ضد من يعارض أوامرهم من الملوك والأباطرة . هذا الوضع الديني التسلطي , خلق حالة من المنافسة بين المذاهب المسيحية في هذا الوقت ونشطت عملية المقارنة بين المذاهب, وأدت المنافسة في الأخر إلي وقوع الحروب الدينية ( حرب الثلاثين عاماً) التي راح ضحيتها أكثر من مليون مسيحي. لذلك انبري فلاسفة ومصلحين ورجال دين عظماء من أمثال جون لوك وجان جاك , وديفبد هيوم , ومارتن لوثر , ينادون بالإصلاح الديني, وبالتسامح الديني, وكتب جون لوك كتابة رسالة في التسامح: وقال فيه "أديان متعددة + تسنح ديني يؤدي إلي تعايش سلامي" و التسامح الديني من وجه نظرة لا يكون إلا من خلال إبعاد الأديان والمذاهب عن الحياة السياسية والاجتماعية, وبهذا يعتبر جون لوك هو المؤسس الحقيقي للعلمانية واعتبرها العلاج الناجع الذي خلص أوربا من التسلط الديني والحروب الدينية. أتي بعد جون لوك فلاسفة عظام صاغوا الفكر العلماني بصورة أكثر وضوحاً, وبدأت أوربا تعايش الفكرة وتتخلي خطوة بخطوة عن التأثير الديني في الحياة السياسية والاجتماعية حتى تم عزل تأثير الدين وجعل كل إنسان حر في أن يعبد ما يريد, وان يمارس طقوسه الدينية كما يريد ولكن بشرط ألا يؤثر ذلك علي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وابتعد شبح الحروب الدينية , والمذهبية من أوربا بهذه الطريقة, وتخلصت أوربا من عقدة التنافس الديني, وعرفت طريقها منذ بداية القرن الثامن عشر, وأصبحت العلمانية منهجهم في التفكير , وأسلوب حياة يسيرون علية .
في الوقت التي عرفت فيه أوربا طريقها, ضلت الدول العربية الطريق, وأصبحت في حالة من التخبط, فلا هي دول دينية صرف ولا هي دول علمانية صرف, وفي دساتير كل الدول العربية تجد هناك نصوصا دستورية تدعم الممارسات الدينية وذلك مثل المادة الثانية من الدستور المصري التي تعتبر مصادر الشريعة الإسلامية من مصادر الدستور, وفي نفس الدستور نجد هناك الكثير من المواد العلمانية والتي تدعم المنهج العلماني ... هذا التخبط والخلط في النصوص الدستورية أدي إلي خلق حالة من التخبط الفكري في المجتمعات العربية.. . فالمسلم ألان أصبح لا يطيق العيش مع المسيحي, والمسيحي كذلك, والسني لا يطيق العيش مع الشيعي والشيعي كذلك وأصبحت فكرة المنافسة بين الأديان والمذاهب من الأفكار الحاضرة علي كل الساحات العربية مما أدي إلي, عنف ديني ومذهبي محموم في كل البلاد العربية,وتحولت تلك البلاد إلي بلاد التخلف والمرض والفقر رغم الثروات الطبيعية الهائلة
هذا الوضع العربي المتأزم لا يمكن الخلاص منة إلا إذا عرفت البلاد العربية طريقها نجو العلمانية وإبعاد تأثير الدين والمذهب عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين وإعطاء كل مواطن الحق في أن يعبد ما يريد وان يمارس طقوسه الدينية كما يشاء,وعدم الحجر علي الحرية الدينية للآخرين .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال