الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى لمجرمي التاريخ قدوة

آلان كيكاني

2014 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تفلح أمة يقودها مجرمون قابعون في أعماق التاريخ. ينبغي أن تكون هناك محاكمة عادلة لمثل هؤلاء المجرمين بعيدة عن العاطفة والانحياز الأعمى المبني على الانتماء الديني أو الطائفي أو القومي، بل يجب أن تميل هذه المحاكمة إلى العقل والمنطق والقياس وفق معايير صادقة تتسم بالشجاعة والإقدام. فما بني على خطأ فهو خاطئ، واستمرار الخطأ يفضي بالتأكيد إلى نتائج كارثية لا تحمد عقباها.
هناك الكثير من الرجال دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه على أنهم أبطال صناديد حرروا وفتحوا وبنوا وحكموا وأقاموا العدل، بينما في الحقيقة لهم تاريخ حافل في الهمجية والإجرام ولو خرجوا من التاريخ وعاشوا معنا لكانوا الآن يحاكمون في المحاكم الدولية مع النازيين، إلا أن هؤلاء يعيشون حتى هذه اللحظة في وجدان وذاكرة الكثير من الناس، ولا يتوانى هؤلاء الناس بإسداء الشكر والعرفان والامتنان لهم والاعتزاز بهم وإطلاق أسمائهم على المدارس والجامعات والشوارع والمدن، بينما في حقيقة الأمر فإن مكانهم الطبيعي هو المزبلة.
وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر: ينظر إلى خالد بن الوليد على أنه مثلٌ للرجل الشجاع الذي قاتل وانتصر في العديد من المعارك ويرجع إليه الفضل في الفتوحات الإسلامية والقضاء على حركات الردة في عهد الخليفة أبي بكر، وقد أطلق اسم هذا الرجل على المئات بل الآلاف من الشوارع والمساجد والمدارس في طول العالم الإسلامي وعرضه، بينما الحقيقة تقول أن هذا الرجل كان مجرماً ودموياً وهمجياً للغاية فهو الذي أباد قبائلَ عربية بكاملها بحجة إعادتها إلى الدين القويم بعد ارتدادها عن الدين الإسلامي بعيد وفاة الرسول محمد ، وهو الذي حاصر الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ ممن ارتد رجالهم عن الإسلام في أماكن مغلقة وأشعل في أجسادهم النيران وهم على قيد الحياة ناهيك عن قصص أخرى يندى لها الجبين مثل قتله لمالك بن نويرة وقطعه لرأسه ثم طبخه وأكله ثم مناكحته لزوجته بينما لم يجف دم زوجها بعد.

وليغلو في إجرامه فقد طارد عمر بن العاص، الذي هو الآخر تزخر كتب التاريخ بأفضاله وسجاياه، محمداً بن أبي بكر الموالي لعلي بن أبي طالب حتى التقطه مختبئاً في بيت مصري فحرمه من الماء في رمضاء مصر حتى قضى نحبه ثم دسّه في بطن حمار نافق ثم أشعل النار بجيفة الحمار. وما أقوله هنا هو ليس تجنياً أو تلفيقاً وإنما هو من أمهات كتب السيرة النبوية وكتب التاريخ الذي دونه المسلمون الأولون. وهناك العشرات بل المئات من القادة في التاريخ الإسلامي ممن اقتدوا بابن الوليد، بل وسبقوه في إجرامه الشنيع، وترى أسماءهم مزخرفة معطرة ومحفورة في كتب التاريخ لتقتدي بها الأجيال، وما الدواعش إلا غيض من فيض هذه الأجيال التي ترعرعت على تقديس الجناة وتأليههم.
ومن الامثلة، أيضاً، أن العثماني محمد الفاتح الذي ينظرُ المسلمون إليه على أنه أحد اساطين التاريخ الإسلامي - والبعض يبالغ بالقول أن النبي محمداً قد تنبأ به كفاتح قادم للقسطنطينية - فإنه أقدم على استدعاء أخويه أحمد وأورخان في إطار الاحتفاء بفتح القسطنطينية وقطع رأسيهما بحجة خوفه على وحدة صف الأمة المهدد من قبل أخويه الطامعين في السلطة حسب رأيه!! ويمكن للمرء أن يسأل هنا: أين الآية القرآنية التي تقول ( ومن قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً )؟ وأين هذا الفعل من الحديث النبوي ( لا يحل دم أمرئ مسلم إلا لثلاث: قاتل النفس بغير حق، والتارك لدينه المفارق للجماعة، والثيب الزاني) فوفق هذا الحديث ووفق الكثير من آيات القرآن كان يجب قطع رأس محمد الفاتح لأنه قتل نفسين بغير حق، وإنما بدل من إقامة الحد الإلهي عليه قدسه المسلمون وجعلوه نجماً ساطعاً في التاريخ الإسلامي... وليس محمدٌ فحسب، بل إن معظم الخلفاء العثمانيين قاموا بقتل أخوتهم وأبناء أخوتهم بعد توليهم الخلافة لنفس الأسباب، وزاد سليمان القانوني على هذه العادة بأن قتل ابنه مصطفى لمجرد وشاية وشى بها أحدهم في أذنه بأن مصطفى يريد الانقلاب عليه.
آن الأوان أن نظهر الحقائق التاريخية على ماهيتها ونواجهها بكل شجاعة وجسارة كما يفعل الأوربيون منذ ثلاثة قرون بدل من تقديسنا لمجرمينا واقتدائنا بهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسلم فكرك
ياقوت ( 2014 / 11 / 15 - 21:13 )
كانت الفتوحات الإسلامية مركزة في توجهها نحو اروبا و ليس الى افريقيا بالرغم أن الأخيرة شعوبها سهلة الدخول في الإسلام كونها شعوب تعبانة،اذن المسلمين كانو مركزين على اروبا بسبب جمال نسائها و روعتهن،يعني دعارة و فسق و فجور باسم الله كل شئ واضح لا مجال للمراوغة


2 - الدافع الرئيسي للفتوحات الإسلامية،
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2014 / 11 / 16 - 14:44 )
الدافع الرئيسي للفتوحات الإسلامية هي الجنس وجنون العرب لنكاح الأبيض ذات الشعر الأشقر، جغرافيا برهان على حقيقة ذلك من هجومهم على إيران حيث الجمال وحسن القيافة والبشرة ! وتأريخيا ما أتممت آل عثمان من رسالة الرسول في فتوحات البلقان حيث الشقراوات وكذلك وسامة الغلمان لنكاح اللواط في سرائر البلاط،،ثم إخصائهم الولدان للقيام بخدمة الحرم الإمبراطوري الشنيع وتأمين عدم مناكحتهم لنساء السلطان اللواتي كانت عددهن العشرات والمئات من شقراوات البلغار والروس والسلفاك. مثال واحدة منهن المشهورة الروسية (خرّم) زوجة سليمان الغيرقانوني عاشر خلفاء آل مغول الوحشي البربري.

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال