الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الهزيمة الإسلامى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى الوقت التى أنتهت فيه حماسة الغارات الجوية وظهور عدم جدواها ليس لأنها غير مؤثرة وغير فاعلة، لكن لأن قادة التحالف يريدون ذلك والنتيجة المباشرة هى التخبط على أرض الواقع وهروب الجيش العراقى من ميادين القتال، والمنتصر الأكبر والوحيد الذى تريده قواعد اللعبة أن ينتصر هو داعش، هذا التحالف العالمى هو أكبر إهانى للعالم العربى الذى يفتخر بأنه حامى ديار الإسلام وينتفض فى مظاهرات تخرج فى جحافل الدفاع ضد رسومات كاريكاتورية بينما يقف عاجزاً أمام مرتزقة داعش ولا تثيرهم ولا يتعاطفون مع منظر الدماء وقطع الرؤوس، نعم إنها أكبر إهانة أن تترك الحكومات العربية تمدد العناصر الإجرامية بأسم الإسلام ولا تتعامل معها لا شرعاً إسلامياً ولا قانوناً إنسانياً، بل تتركهم يتغولون ثم يطلبون الكفار لينقذوا رقابهم من مرتزقة الإسلام والإرهاب.

أكثر شئ يستطيع عمله المنتمين للإسلام أفراداً ومثقفين وشيوخاً أن يرددوا لتبرئة ضمائرهم أمام الناس وإلههم، أن الدين والإسلام برئ من تلك الأعمال الإرهابية الفظيعة حيث يأمر بالرحمة والعدل والإحسان وهو دين سماحة وأخلاقيات مقاتليه تنهى عن التمثيل بالقتلى وجثثهم، وكثيرة هى العبارات الدفاعية من هذا النوع التى يحاول فيها كل مسلم تبرئة الإسلام ورسوله وإلهه من الوحشية الداعشية، لكن الموضوع يحتاج غير ذلك بل يحتاج أن يقولوا ما هو الحل للقضاء على تلك النزعة الإرهابية ودور كل مسلم فى وضع نهاية لتلك الجماعات والتنظيمات التى تسمى تكفيرية جهادية وترتكب أحط الجرائم الإنسانية، بدلاً من عقد تحالفات عالمية مع دول كافرة تعمل وتتحالف من أجل مصالحها القومية.

لنا الحق أن نسأل: هل التحالف العالمى بعد مئات وآلاف الطلعات والغارات الجوية على داعش، هل هو منتصر أم مهزوم؟ وهل الدول الأساسية فى التحالف تريد حقاً الأنتصار أم أنها تعمل على تمدد داعش والإخوان فى بقية البلاد العربية وإستغلالهم فى نشر الفوضى الخلاقة؟

كان المفروض أن تنتفض كل الدول العربية ليعقدوا معاً تحالف عربى ضد تلك التنظيمات والجماعات والأفراد الذين ينشرون أفكار الكراهية والبغض والتكفير وسفك الدماء وكأن هذه هى أهداف الإله الذين يعبدونه وإن لم يكفروا الآخرين ولم يقطعوا رؤوسهم فإن الإله لن يعتبرهم مسلمين، كان من الواجب على كل الأنظمة السياسية العربية التى أنطلقت من بيئاتها ثقافة التكفير أن تحاكم وتقاضى كل إمام أو داعية أو شيخ وفقيه، إذا أطلق دعوات التكفير والكراهية لكن الحكومات العربية أغلقت كلتا عينيها وأذنيها لتعيث تلك الجماعات فساداً فى المجتمعات بأسم الإسلام، لكن من اليقين الآن أن تلك الدول دخلت فى تحالف الهزيمة الإسلامى وتنازلت عن دورها للتحالف العالمى.

ظل يتنامى الخطر الحقيقى لتلك الجماعات ورجال الدين وفقهائه لم يعلنوا النفير الإسلامى العام، ولم يعلنوا أن الإسلام لا يوجد فيه تنظيمات وجماعات تقف ضد المجتمعات وتكفرها لمجرد أن المجتمعات تخالفها الرأى ولا تتفق مع أفكارهم الدموية، وأنقسم فقهاء الإسلام بين مؤيد ومعارض لتلك الجماعات التى تقتل الأفراد بينما يصدر رجال الدين بيانات الإدانة وكان الله بالسر عليم كما يقولون، وأصبح واضحاً أن هناك دولاً عربية وتركية وإيرانية تعمل على تحقيق طموحها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، لينفذوا ما أرادته الإدارات الأمريكية المتتابعة بل وأصبحت هذه الطموحات يسيل لها لعاب قادة تلك الدول مثل قطر التى تريد أن تتحول إلى أسداً يسود على غابة العرب، بينما تركيا وبعض العرب يحلمون بعودة الخلافة العثمانية الإسلامية لذلك يتحالفون مع الجماعات الإسلامية والدول العربية لتحقيق ذلك الحلم البعيد المنال، بينما إيران ومنذ عودة الخمينى وهى تريد السيطرة على العالم العربة والإسلامى لتفرض نظام الملالى.

لكن الشئ اليقين الذى نراه على أرض الواقع هو إستسلام المجتمعات الإسلامية فى أنتظار من هو المنتصر ومن هو المهزوم، حتى تخرج لتعلن أبتهاجها إما بالتحالف العالمى والدول العربية المتعاونة معه أو بالخلافة الإسلامية بقيادة الخليفة البغدادى، وكان الله سميع الدعاء!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah